تونس: الكشف عن تفاصيل اغتيال الزواري وتحركات المنفذين

11 ديسمبر 2018
تونس تطلب التحقيق مع المتهمين (فيسبوك)
+ الخط -
أعلنت وزارة الداخلية التونسية في مؤتمر صحافي، مساء اليوم الثلاثاء، آخر مستجدات ملف اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، الذي كان أحد أعضاء حركة "حماس" الفلسطينية، حيث قدمت الداخلية ولأول مرة فيديو يوثق آخر تحركات منفذي الاغتيال، الحاملين للجنسية البوسنية.


وقال مدير الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب، عبد القادر فرحات، إن المتهمين يدعوان آلان كانريتش، وألفار ساراك، دخلا التراب التونسي عبر ميناء حلق الوادي يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول 2016، ثم استقرا في عدد من الفنادق التونسية، ومنها فندق في مدينة المنستير يوم 9 ديسمبر/ كانون الأول.

وأكد أن الداخلية حصلت على تحركات الشخصين اللذين ادعيا أنهما سينشطان في المجال السياحي للتمويه، وتنقلا بين الجنوب كتطاوين والساحل، مضيفا أنّهما ربطا اتصالات بشخص لتمكينهما من سيارة للتنقل.

وأوضح فرحات أنه يرجح بحسب المعطيات التي لديهم أن الزواري وقع التنصت عليه ورصد تحركاته بواسطة هاتف جوال يمكن اختراقه فنيا كان قد تسلمه كهدية.

وبيّن المتحدث أن التخطيط لاغتيال الزواري انطلق في الحقيقة منذ عام 2015 ليتم التنفيذ بعد سنة تقريبا، مضيفا أن المتهمين انتقلا إلى محافظة صفاقس ليلة الاغتيال، وبالتحديد قبل ساعتين من تنفيذ العملية.

وبيّن فرحات أنه تم اعتماد مخططين؛ في المخطط الأول تم الاتصال بشابين تونسيين لتوفير سيارتين، ولكنهما عند رفضهما تم اللجوء إلى المخطط الثاني أي تكليف فتاة تدعى مها بن حمودة التي سبق انتدابها من قبل شخص آخر، وتولت توفير سيارتين، استعملتا في عملية الاغتيال، مضيفا أنهما تعقّبا سيارة الشهيد وقاما باغتياله يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016، في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، وغادرا بعدها ميناء حلق الوادي في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا.

وأشار إلى أن المتهمين ركنا السيارة التي نفذا بها الاغتيال جانباً، وتركا بعض الهواتف للتمويه ثم استعملا سيارة أخرى تم العثور عليها لاحقا، مؤكدا أن كاميرا إحدى المحلات رصدت المتهمين في أحد مقاهي صفاقس قبل لحظات من تنفيذ عملية الاغتيال.

وكشف أن المسدسات التي استعملت في الجريمة تم سكب سائل لإخفاء أي معطيات حول مصدرها، مرجحا أنه تم تهريبها من الخارج لتنفيذ الاغتيال.

وبيّن رئيس الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني، عبد القادر بن فرحات، أن الداخلية التونسية وقاضي التحقيق اتصلا بالصحافية مها بن حمودة، التي طلب منها المشرفون على التخطيط لاغتيال الزواري يوم الحادثة السفر إلى المجر، للعودة سريعا إلى تونس، خاصة أن هناك مخططا لاغتيالها وتصفيتها، وهو ما جرى، حيث زوّدتهم بآخر الاتصالات وبصورة الشخص الذي كان وراء عملية التخطيط.

وأضاف أنّه تم صرف مبلغ 170 ألف دينار في تونس فقط لتنفيذ عملية الاغتيال، استعمل لاقتناء أو تأجير السيارات والهواتف والحجز في النزل، مؤكدا أن أغلب الأطراف التونسية التي تم التحقيق معها في الملف لم تكن تعلم شيئا عن المخطط.

وأكد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي، أنه تم إصدار بطاقتي جلب دولية ضد الشخصين البوسنيين منذ 2017، وتوجيه نيابات دولية إلى سبع دول هي كل من البوسنة، وبلجيكا، والسويد، وتركيا، وكوبا، ولبنان ومصر.



وقال السليطي إن منفذي ومخططي الاغتيال تحركوا بين إيطاليا وأوروبا ونيويورك، وأن السلطات القضائية وجهت مذكرة بالتتبع بحق المتهمين، لكن العديد من الدول لا تسلم مواطنيها، مضيفا أن التنسيق مع بقية الدول متواصل.

وأضاف أنه بعد القبض على البوسني كانريتش، فإنه تم بتاريخ 13 مارس/ أذار 2018 وبعد مراسلة من إنتربول زغرب بكرواتيا تم التأكيد على أنه تم القبض على الطرف البوسني الثاني المتورط في الجريمة.



وحول ضلوع الموساد في عملية اغتيال الزواري، أكد مسؤولو الداخلية أن السلطات توصلت فقط إلى منفذي الاغتيال ومن خطط له، ولكنها لم تحقق معهما لمعرفة مزيد من التفاصيل.

يشار إلى أن السلطات التونسية أعلنت في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016، مقتل الزواري في مدينة صفاقس جنوبي تونس، واتهمت حركةُ حماس إسرائيل بالضلوع في اغتياله.

المساهمون