ومنذ فجر اليوم الجمعة، لم تعد تسمع أصوات الاشتباكات العنيفة التي كانت تسمع بكل وضوح من مختلف أحياء طرابلس، حيث كانت تدور مواجهات هي الأعنف منذ أيام بين قوات الحكومة وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقال المتحدث باسم عملية "بركان الغضب"، محمد قنونو: "لقد عبرت القوات المعادية عن همجية غير مسبوقة فقد قصف أحياء المدينة بصواريخ الغراد وبشكل عشوائي، مما تسبب في سقوط ضحايا مدنيين"، مؤكدا أن الصواريخ دمرت أربعة منازل وتسبب في مقتل خمسة مدنيين.
وفيما أكد قنونو أن قواته تقدمت في جميع المحاور، اعتبر القصف العشوائي الذي اقترفته قوات حفتر دليلا على فشلها في البقاء داخل أحياء عين زاره ووادي الربيع، ثم أضاف: "أعتقد أنها كانت تريد أن تنتحر بعد أن ضيقنا عليها".
ومضى قائلا: "قواتنا كلما ضغطت من أجل طرد بقايا حفتر قاموا باستهداف المدنيين لإجبارنا على وقف تقدمنا"، مؤكدا أن قوات حفتر لم تعد تسيطر إلا على أجزاء قليلة من عين زاره ووادي الربيع وقصر بن غشير فقط.
وأوضح أن "الرد الفعل الانتقامي الذي اقترفته قوات حفتر الليلة الماضي جاء بعد فشل عملية خداع أرادوا بها إنقاذ أنفسهم حيث أظهرت مجموعة منهم الاستسلام إلا أنها فتحت النار باتجاه قواتها التي أحبطت العملية وأسرت بعضًا منهم في وقت نجحت فيه قواتنا في السواني في الاستحواذ على عدد من الآليات العسكرية وعددها كبير، بالإضافة إلى أسرى".
وتابع: "قتالهم بدا انتقاميا فسلاح الجو نفذ صباح اليوم ثلاث ضربات على خطوط الإمداد الخلفية لقوات حفتر فردت طائرتهم باستهداف معسكر لنا في زوارة الحدودية مع تونس بهدف التدمير فقط دون أن توقع أضرارا".
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر استهداف قوات حفتر لمساكن مدنيين داخل طرابلس، تظهر بها جثة لمدني وأخرى منازل مهدمة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم مركز الطب الميداني، مالك مرسيط، أن ارتفاعا كبيرا جدا في أعداد النازحين لوحظ ليل البارحة في مراكز الإيواء التي فتحتها الحكومة لاستقبال الأسر الفارة من مناطق الاشتباك.
وقال في حديث لــ"العربي الجديد" إن "حدة المواجهات غير المسبوقة ليل البارحة تؤكد أن النازحين تجاوز عددهم 3000 نازح"، بينما قتل 5 مدنيين في قصف عشوائي الليلة الماضية.
وصرح مرسيط بأن "البلاغات والاستغاثات المتلاحقة من قبل العالقين في مواقع الاشتباك لا تترك لنا وقتا لإحصائها لكنها بلا شك كبيرة جدا"، لافتا إلى أن الهلال الأحمر تمكن من إنقاذ 200 أسرة حتى صباح اليوم، بالإضافة إلى ما يقارب 300 شخص من العمالة الأجنبية كانوا عالقين في منطقة السواني جنوب غرب العاصمة".