لبنان: "حزب الله" يرسّخ الشغور الرئاسي بدعم عون وفرنجية

11 أكتوبر 2016
فرنجية أعلن استمراره بالترشح اليوم طالما ثمّة من يدعمه(فيسبوك)
+ الخط -
يستمرّ المشهد السياسي اللبناني بالتفاعل نتيجة المبادرة الرئاسية، التي طرحها زعيم "تيار المستقبل"، رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، بإعلان استعداده لترشيح حليف "حزب الله" الأول، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح"، النائب ميشال عون، للرئاسة. 

لكن رفض هذه المبادرة، وقطع الطريق باتجاه قصر بعبدا الرئاسي أمام عون، مستمر أيضاً بالتفاعل، وجاء هذه المرة أيضاً من قبل المرشّح الأول للحريري، وحليف "حزب الله" والنظام السوري، النائب سليمان فرنجية، الذي أكد، اليوم الثلاثاء، استكماله خوض المعركة الرئاسية، واستمراره في ترشّحه، طالما أنّ ثمة من يدعمه.

وأكدت مصادر سياسية لـ"العربي الجديد" على أنّ موقف فرنجية يأتي بعد لقاء جمعه مع المعاون السياسي لحزب الله، حسين الخليل، لفت خلاله الأخير إلى ما معناه أنّ "الحزب لا يمانع استمرار ترشّح فرنجية".

حتى إنّ المصادر نفسها لفتت إلى أنّ الحزب يدعم استمرار فرنجية في ترشيحه، وفي الوقت نفسه يعلن تأييده لوصول عون للرئاسة، وهو ما يقود إلى الخلاصة القائلة إنّ حزب الله لا يريد ملء الشغور الرئاسي (المستمر منذ مايو/أيار 2014)، إذ يأتي تمسّكه بالمرشحين، في آن معاً، لوضع العراقيل مجدداً أمام أي حلّ رئاسي، مع العلم بأنه يقاطع مع عون، وغيره من حلفائهما، جلسات الانتخاب منذ بدء الشغور.

وقال فرنجية، بعد لقائه رئيس البرلمان، نبيه بري: "مستمر في ترشحي لو بقي معي نائب واحد في لبنان، ولن أتراجع عن هذا القرار"، داعياً حليفه المفترض، النائب عون، إلى المشاركة في الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس "ولتُحقق الديمقراطية، ومن يتم انتخابه فليترأس الجمهورية".


وردّ فرنجية الهجوم، الذي سبق ونظّمه مسؤولون في تكتل "التغيير والإصلاح" عقب ترشيحه من قبل الحريري العام الماضي، سائلاً: "كيف يقبل المرشح الماروني أن يرشحه السني، فماذا تغير الآن؟"، لافتاً إلى أن من يطالب اليوم أن يكون ترشيحه من قبل الحريري كان قد أقام حملة ضده بأن "من رشحني هو سني".

كما شدّد فرنجية على دعم بري له في المعركة الرئاسية، في إشارة واضحة إلى أنّ نجاح مبادرة الحريري بات صعباً جدياً، في ظلّ معارضتها الواضحة من قبل مكوّنات أساسية، أبرزها بري وفرنجية والنائب وليد جنبلاط و"حزب الكتائب". كما أنّ الخلاصة السابقة حول موقف "حزب الله"، وعمله على استمرار الشغور الرئاسي، يعيدان الأمور إلى نقطة الصفر.

من جهة أخرى، أطلق وزير الخارجية اللبناني، صهر النائب عون، جبران باسيل، جولة
مشاورات سياسية على القوى والأحزاب اللبنانية، فالتقى رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني"، النائب طلال أرسلان، وحزبي "الطاشناق" و"السوري القومي الاجتماعي"، وخلص إلى القول إنّ "في لبنان اليوم فرصة توافق تترجم بانتخاب رئيس للجمهورية، وثمة إمكانية لنجاح هذه الفرصة ونريد المحافظة عليها".

وطرح باسيل معادلة جديدة هي "التوافق أو المجهول"، في محاولة أخرى لفرض عمّه، النائب عون، رئيساً للجمهورية، وفي إشارة متجدّدة للخراب الممكن أن يلحق بالبلاد في حال عدم انتخاب عون. كما عاد باسيل وهاجم مبدأ "السلة المتكاملة للحل" الذي سبق وأعلن بري عن تمسّكه به، من أجل ضمان حل شامل للأزمة السياسية، مشيراً إلى أنّ "ثمة فكراً قائماً على التوزيع والمحاصصة".

رداً على ذلك، قال المعاون السياسي لبري، وزير المالية، علي حسن خليل، إن "الأزمة لا يمكن حلّها بحوار ثنائي فقط؛ بل تستوجب تسوية شاملة قادرة على الإحاطة بهواجس الجميع".



المساهمون