اجتماع باريس: حل الدولتين خيار وحيد أمام الفلسطينيين وإسرائيل

03 يونيو 2016
آيرولت يؤكد أن حل الدولتين مفتاح الجهود الدولية(فرانس برس)
+ الخط -

لم يتجاوز الاجتماع الوزاري الدولي حول عملية السلام في الشرق الأوسط، الذي احتضنته العاصمة الفرنسية باريس اليوم الجمعة، حدود المتوقع منه، حيث اكتفى البيان الختامي، الذي أصدره المشاركون بعد نهاية مشاوراتهم، بالتأكيد على أن "حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 إلى جانب إسرائيل، هو الأفق الوحيد لحل النزاع"

وأكد المشاركون في اجتماع باريس دعمهم الكامل لحل عادل ودائم لـ"النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، مشددين على أن "التفاوض حول حل الدولتين هو الطريق الوحيد لإنجاز سلام دائم بوجود دولتين تعيشان في جوار في أمن وسلام".

وحذر البيان من أن "أفق الحل وقف مبدأ الدولتين صار مهددا بشكل خطير على الأرض مع تصاعد أعمال العنف وتواصل سياسة الاستيطان"، داعيا الطرفين إلى "العمل على إعادة الثقة بينهما لإحياء مفاوضات السلام، على أساس حل الدولتين"، و"توفير الأجواء لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ 1967، وحل كل القضايا العالقة من خلال مفاوضات مباشرة على أساس القرارات الأممية رقم 242 الصادرة عام 1967، والقرار رقم 338 الصادر عام 1973، وسائر القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي، ومبادرة السلام العربية".

واختُتم البيان بدعوة المشاركين إلى دعم عمل اللجنة الرباعية، مرحبا بالمبادرة الفرنسية و"العرض الفرنسي بالتنسيق بين المشاركين من أجل عقد مؤتمر دولي حول السلام في الشرق الأوسط قبل نهاية العام الجاري".   

وبخلاف ما كان متوقعا، حسب تصريحات أيرولت نفسه، لم يتطرق البيان الختامي، بشكل واضح، للجانب العملي من المبادرة الفرنسية ومسألة إنشاء لجان عمل تشتغل على مختلف المجالات التي ستشجع استئناف الحوار بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، منها لجنة تتكلف برصد الجوانب الأمنية التي تهم دولة الاحتلال بالدرجة الأولى، ولجنة أخرى تهتم بالجانب الاقتصادي، مثل عرض اتفاق شراكة متميزة بين الاتحاد الأوربي و"الدولة الفلسطينية".

وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، قد اعتبر، صباح اليوم، أنه "من العاجل والضروري، إعادة خلق أجواء الثقة بين إسرائيل وفلسطين، وأن هؤلاء وحدهم يستطيعون إحلال السلام في المنطقة".

آيرولت، وخلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الجمعة، على هامش المؤتمر الوزاري الدولي، قال: "نستطيع اقتراح إطار، وحشد دعم دولي لإحياء المفاوضات المباشرة بين الجانبين"، مشيرا إلى أنه "بتنظيم فرنسا لهذا الاجتماع الوزاري الدولي، اتخذت خيار مواجهة عقلية الحذر والأفكار القدرية. وهذا الحشد الدولي في باريس، يُظهر أن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يبقى في قلب اهتماماتنا".

وأعاد الوزير الفرنسي التأكيد أن "حل الدولتين هو مفتاح الجهود الدولية لإحياء المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين"، معتبراً أن هذا "الحل يواجه تهديدات خطيرة في السياق الحالي".

بدوره، اعتبر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في وقت سابق اليوم، أن عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن تأخذ بعين الاعتبار "التحولات الكبرى" التي تعصف بمجموع المنطقة العربية، وذلك خلال خطاب ألقاه في افتتاح الاجتماع الوزاري الدولي، بحضور حوالي ثلاثين دولة ومنظمة وممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأكد هولاند أنّ "خيار السلام الشجاع يعود إلى الإسرائيليين والفلسطينيين. وعلينا أن نطمئن الجانبين لكي يعودا إلى طاولة المفاوضات"، مقراً أن "هناك تشكيكات خاصة من الجانب الإسرائيلي بالمبادرة الفرنسية لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط".