"طالبان" ترى أن ترامب "جدّي" بشأن الانسحاب من أفغانستان

01 فبراير 2019
ترامب أكد بالأمس استعداده لسحب الجيش الأميركي (Getty)
+ الخط -

اعتبرت حركة "طالبان"، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، جدّي بشأن الانسحاب من أفغانستان، وحددت شكل "النظام الإسلامي" الذي يضم "جميع الأفغان" الذي تنوي إقامته بموجب أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه.

وقال المتحدث باسم حركة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، لـ"فرانس برس"، عبر تطبيق "واتس اب" بعد يوم من تأكيد واشنطن أن المحادثات مع عناصر الحركة تمضي "في المسار الصحيح"، إنه "تم التوصل إلى اتفاق على إطار عمل مبدئي" خلال الاجتماعات التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة قبل أيام.

وتابع: "نأمل في حال تم تطبيقه واتخذ الجانب الأميركي خطوات صادقة والتزم به بصدق أن يؤدي إلى إنهاء الأميركيين احتلالهم لأفغانستان"، مضيفًا: "يبدو أن ترامب جدي".

وتحدث المبعوث الأميركي الخاص، زلماي خليل زاد، هذا الأسبوع، عن "مسودة إطار" لاتفاق إلا أنه حذر من أنه لا تزال هناك عراقيل رئيسية.

وأوضح مجاهد أن الهدف الأول للحركة هو انسحاب القوات الأجنبية. وأضاف "ثانيًا، نريد إقامة نظام إسلامي"، موضحًا أن الحركة "تنوي إقامة مثل هذا النظام عبر التفاوض مع الأطراف السياسية المختلفة، حتى ولو كانت حتى الآن تحت مظلة المحتلين".



وأكد أنه في حال لم تقف الحكومة المنتخبة في كابول في طريق الحركة، "فبالتأكيد لن تكون هناك حاجة للحرب والنزاعات".

وشدد مجاهد على أن المتمردين لا يسعون للاستئثار بالسلطة. وقال: "إن شاء الله، سيكون بإمكان جميع الأفغان، بما في ذلك الأطراف السياسية المختلفة" المشاركة في الحكم.

وأوضح أن مثل هذا النظام "سيقام على مبدأ الشورى الذي سيتخذ على أساسه الخبراء الإسلاميون القرارات بمشاركة ممثلي الشعب والعلماء".

وأفاد بأن الحركة لديها "أمل مئة في المئة" بإمكانية تأسيس نظام من هذا النوع.

وأقرّ محاهد بان نظام "طالبان" في التسعينيات واجه "الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية"، وأبرزها كيفية فصل النساء عن الرجال.

وبعد أن حظر حكم "طالبان" آنذاك تعليم الفتيات، وتم منع النساء من العمل إلا في بعض القطاعات القليلة مثل الطب، قال مجاهد إن الحركة الآن "لا تعارض تعليم النساء"، وأردف قائلًا: "سنحاول ضمان بيئة آمنة لتعليم وعمل النساء" مضيفًا "كل ما هو متاح للنساء ضمن الشريعة الإسلامية سيسمح به".

وأضاف مجاهد أن الجولة المقبلة من المحادثات مع الولايات المتحدة ستعقد في الدوحة اعتبارًا من 25 شباط/فبراير.

في الأثناء، تلقى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اتصالًا هاتفيًا، اليوم، من وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ناقشا خلاله التقدم المحرز في عملية السلام في أفغانستان.


لقاء في موسكو

في غضون ذلك، ذكرت تسريبات صحافية أن ممثلي "طالبان" سيجتمعون خلال أيام ببعض السياسيين الأفغان في موسكو، بهدف مناقشة أبعاد المصالحة الأفغانية، والمستجدات الأخيرة بشأنها، وجميع المدعوين إلى الاجتماع من معارضي الرئيس الأفغاني.

وتؤكد التسريبات أن وفدًا من الحركة، بزعامة رئيس المكتب السياسي السابق، والذي كان يقود ممثلي "طالبان" خلال اجتماعات الدوحة الأسبوع الماضي، شير محمد عباس ستانكزاي، سيزور موسكو خلال الأيام القادمة بهدف الاجتماع ببعض السياسيين الأفغان.

وذكرت أن من بين الوجوه السياسية التي ستلتقي بوفد "طالبان" في موسكو الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، وسفير "طالبان" السابق في باكستان، عبد السلام ضعيف، والنائب الثاني لوزير الخارجية حكمت خليل كرزاي، وزعيم حزب "وحد"، حاجي محقق.

كما دعي إليه عدد من السياسيين الآخرين، ومعظمهم من المعارضين للحكومة الأفغانية وتحديدًا الرئيس أشرف غني، في حين لم تتم دعوة الحكومة الأفغانية ولا المجلس الأعلى للمصالحة، ما يشير إلى أن طالبان تسعى لممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة الأفغانية، وهي التي وعدت بعد اجتماعات الدوحة بالتفاوض مع الأطياف الأفغانية، ولكنها رفضت الحوار مع الحكومة الأفغانية.

ويتوقع أن يكون الاجتماع المرتقب الثلاثاء والأربعاء القادم.

المساهمون