عمدت أجهزة سيادية مصرية إلى تسريب صور وفيديوهات، وصفها خبير عسكري مصري بأنها متكررة، وظهرت فيها تحركات وتحشيد مصر لقوات عسكرية على حدودها الغربية مع ليبيا، في ظل تقهقر مليشيات حليفها الليبي العقيد المتقاعد خليفة حفتر، أمام قوات حكومة الوفاق، في ظل اقتراب قوات الحكومة من دخول مدينة سرت والسيطرة عليها.
وأوضحت مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد"، أن تركيا أكدت لقوى دولية أنها بموجب الاتفاقية الأمنية مع الحكومة المعترف بها دولياً لن تقف صامتة في حال تدخل مصري عسكري مباشر خلال الأيام المقبلة، أو استخدام المقاتلات الجوية، سواء كانت مصرية أو إماراتية أو روسية. وبحسب المصادر، أبلغت أنقرة دولاً في حلف شمال الأطلسي، توسطت أخيراً لوقف إطلاق النار في ليبيا، بأنه في حال تدخل مصر عسكرياً بشكل مباشر لوقف تحرير باقي المدن التي استولى عليها حفتر، بعد حملته العسكرية على العاصمة طرابلس قبل 14 شهراً، أو استخدام المقاتلات الجوية المصرية أو الإماراتية، فإن تركيا ستستدعي ترسانتها العسكرية، والجوية خصوصاً، وذلك بموجب اتفاق شرعي مع الحكومة المعترف بها دولياً.
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مصدر مصري قريب من اللجنة المعنية بالملف الليبي، إن تكثيف مصر لقواتها العسكرية، وتكثيف الطلعات الجوية على طول الشريط الحدودي مع ليبيا، البالغ نحو 1200 كيلومتر، هدفه مواجهة عمليات تهريب السلاح التي تنشط في مثل هذه الأوقات. وأكد أن هناك خشية لدى الجهات المصرية من عمليات بيع واسعة لأسلحة، بعضها ثقيل، كانت بحوزة مقاتلين كانوا يعملون إلى جانب حفتر، للحصول على أموال قبل عودتهم إلى بلادهم، وذلك في ظل الأزمة التي يعانيها حفتر وتراجع مستوى الدعم له.
وقال مصدر دبلوماسي غربي، لـ"العربي الجديد"، إن توقيت دخول سرت سيتوقف على التوقيت الذي ستردّ فيه حكومة الوفاق بشأن عرض طرحته روسيا على نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق خلال زيارته لموسكو أخيراً، بشأن إطلاق سراح مواطنين روسيين متهمين بالتجسس لمصلحة موسكو. وأضاف المصدر أن المقاومة العنيفة التي واجهتها قوات حكومة الوفاق مع انطلاق معركة دخول سرت، في أعقاب دخول ترهونة، كانت بسبب تدخل روسيا مباشرةً، وخصوصاً أن مرتزقة "فاغنر" متمركزون حالياً في قاعدة الجفرة الجوية، التي أعلنت قوات حكومة الوفاق وتركيا التوجه لتحريرها عقب الانتهاء من سرت. وأشار المصدر إلى أن الأيام المقبلة قد تشهد اتفاقاً جديداً بين موسكو وأنقرة بشأن الأوضاع في ليبيا، موضحة أن تركيا تعتمد هذه المرة على دعم أميركي لمواجهة المساعي الروسية للتواجد في ليبيا بالإنابة، في ظل القلق الأميركي والغربي بشأن إقامة قواعد عسكرية روسية في ليبيا بالشكل الذي يهدد أمن جنوب المتوسط.
وكان نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق قد أكد، في تصريحات إعلامية، أن اللقاء الذي جمعه مع المسؤولين الروس كان بالاتفاق مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، وبتكليف منه، موضحاً أنّ رئيس الحكومة أُبلغ بكل التفاصيل التي نوقشت. وأضاف معيتيق أن ليبيا جزء من المنظومة الدولية، ووصلتنا رسالة واضحة، وكان يجب إبلاغ الرئيس بها. وتابع: "وضعنا القيادات العسكرية بتفاصيل الرسالة التي وصلتنا".
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه قيادة عملية "بركان الغضب"، التابعة للحكومة، نقلاً عن مصدر حكومي، أن الجاسوسين الروسيين مكسيم شوغالي وسامر سعيفان، يتبعان لشركة "فاغنر"، وأرسلا تقارير يومية ركزت على الأوضاع العسكرية والاقتصادية في ليبيا. وأوضحت أن الجاسوسين الروسيين التقيا سيف الإسلام القذافي أكثر من مرة، حيث تعمل شركة "أستروف" الروسية على دعم سيف الإسلام لتولي الحكم، وذلك عبر التأثير في أي انتخابات رئاسية، لافتة إلى أن الجاسوسين خططا للتأثير في الانتخابات البلدية بترشيح موالين لروسيا. وأضاف المصدر الحكومي أن الجاسوسين عملا على تجنيد ليبيين لجمع المعلومات، وتدريبهم للعمل مستقبلاً للتأثير في أي انتخابات. وأوضح أن العمل الاستراتيجي للجاسوسين هو إرساء قاعدة عسكرية روسية في ليبيا، ومنع الولايات المتحدة من إقامة قاعدة، والسيطرة على موارد النفط والغاز في البلاد.