"فيليبستر" ديمقراطي لعرقلة تعيين غورسوتش بالمحكمة الأميركية

24 مارس 2017
يرى الديمقراطيون أن غورسوتش "محافظ أكثر من اللازم"(Getty)
+ الخط -
أعلن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، أمس الخميس، معارضته تعيين القاضي نيل غورسوتش في المحكمة العليا، مهدداً باستخدام تقليد "فيليبستر" (Filibuster) لعرقلة التعيين. كما حذر الأغلبية الجمهورية من "تغيير قواعد مجلس الشيوخ" لتمرير تعيين مرشح الرئيس دونالد ترامب المحافظ للمحكمة العليا.

و"فيليبستر" تقليد ديمقراطي، يعطي الحق لأعضاء البرلمان بالكلام إلى ما لا نهاية، لتعطيل أو تأجيل التصويت على أي قضية. وبحسب قوانين مجلس الشيوخ الأميركي، يحق لعضو المجلس أو أعضاء متعددين، الحديث دون توقف، لتعطيل التصويت. ويمكن إبطال حقهم بالكلام في حالة وحدة، يطلق عليها خيار كلوتور (Cloture) وهو التصويت على إيقاف النقاش داخل البرلمان. الأمر الذي لا يحدث بحسب القوانين الأميركية الحالية في حالة القاضي نيل غورسوتش إلا بموافقة 60 في المائة من أعضاء المجلس.



ولا يستطيع الجمهوريون وحدهم الحصول على هذه النسبة، إذ يبلغ عدد أعضاء الأغلبية الجمهورية في المجلس 52 عضواً مقابل 48 عضواً في الأقلية الديمقراطية. كما أن تعيين غورسوتش في المحكمة العليا، يتطلب تصويت 60 بالمائة من أعضاء مجلس الشيوخ، الأمر الذي يعني تصويت ثمانية أعضاء ديمقراطيين على الأقل لصالح مرشح ترامب.

إلا أن السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام، حذر من الذهاب إلى "الخيار النووي" لإبطال "فيليبستر" الديمقراطيين المزمع، وإقرار قانون يسمح لمجلس الشيوخ بتمرير القاضي غورسوتش بأغلبية بسيطة، بدلاً من الحاجة إلى 60 صوتاً من أصل 100، كما فعل الديمقراطيون مع تعيين القضاة الفدراليين في عام 2013.

في المقابل، نبّه شومر من هذه الخطوة، مؤكداً أنّ على الجمهوريين الالتزام بالقواعد "إذا لم يتمكن غورسوتش من الحصول على 60 بالمئة من الأصوات، كما حدث مع مرشح باراك أوباما من قبل، ومرشحين لجورج بوش الابن، فالخيار المتاح أمامهم هو تغيير المرشح لا تغيير القوانين".

وسبق أن استخدم خيار "فيليبستر" لأكثر من مرة في مجلس الشيوخ الأميركي. في ثلاثينيات القرن الماضي، تحدث السيناتور من لويزيانا هيوي لونغ لـ15 ساعة متواصلة، قرأ خلال حديثه مقاطع مطولة من كتابات شكسبير.

وفي عام 1946، عارض أعضاء في مجلس الشيوخ من الولايات الجنوبية قانونا لتنظيم سياسات التوظيف، فلجأوا لخيار "فيليبستر"، وتحدثوا لمدة أسابيع لتعطيل التصويت على القانون، وحاول أعضاء المجلس اللجوء إلى خيار " كلوتور" والتصويت على إيقاف النقاش حول القانون، إلا أنهم فشلوا في ذلك، فاضطر عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي، عن ولاية نيو مكسيكو، دينيس شافيز، لسحب مشروع قانونه في النهاية.

وسجل عضو مجلس الشيوخ في ولاية أورغن، واين مورس، رقماً قياسياً عام 1953، بعد أن تحدث لمدة 22 ساعة و26 دقيقة لتعطيل التصويت على تشريع " تيديلاندس" النفطي. إلا أنه لم يحتفظ بالرقم طويلاً، إذ حطمه السيناتور من ولاية كارولاينا الجنوبية، ستروم ثورموند، بالحديث لمدة 24 ساعة و18 دقيقة لتعطيل "قانون الحقوق المدنية 1957".

وعمد نواب ديمقراطيون من الولايات الجنوبية في مجلس الشيوخ للحديث لمدة 75 ساعة متواصلة عام 1964، لتعطيل التصويت على "قانون الحقوق المدنية 1964". لكن خيار "فيليبستر" فشل هذه المرة، إذ صوت أعضاء المجلس على " كلوتور"، وتم إيقاف النقاش والتصويت على القانون.

ويعارض "الديمقراطيون" ترشيح ترامب للقاضي نيل غورسوتش في المحكمة العليا، لشغر الفراغ الذي تركه القاضي المحافظ أنتونين سكاليا، والذي توفي في 2016.

ويعتبر هؤلاء أن غورسوتش "محافظا أكثر من اللازم"، خاصة في القضايا المتعلقة بالإجهاض والمثليين، محاولين الضغط على الرئيس الأميركي لترشيح قاض أكثر ليبرالية، إلا أن هذا لن يحدث غالباً، خاصة مع تهديدات الجمهوريين بتغيير قوانين تعيين قضاة المحكمة العليا، الخطوة الممكنة في ظل سيطرتهم على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.

المساهمون