صفقة بين أنقرة وواشنطن: "أنجرليك" مقابل منطقة عازلة بسورية

أكدت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الإثنين، أنها تعمل على دراسة عدد من المقترحات مع تركيا بشأن أمن الحدود، بما في ذلك منطقة حظر طيران شمال سورية.
وكانت صحيفتا "واشنطن بوست" و"بلومبرغ" الأميركيتان، أكدتا بتقارير صحافية يوم الإثنين، على قرب التوصل لاتفاق بين الحكومة التركية والإدارة الأميركية  للتعاون العسكري ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إذ تشمل الصفقة موافقة تركيا على فتح قاعدة "إنجرليك" العسكرية للإعمال القتالية، مقابل موافقة الولايات المتحدة الأميركية على إنشاء منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران في شمال سورية. 
ووفقاً لخبراء، فإن توقيت إعلان الخارجية الأميركية عن الأمر ليس مصادفة، حيث أن التحالف الدولي ضد "داعش" يحاول إرضاء تركيا، خصوصاً في ظل التقارب التركي الروسي الذي توج الإثنين، بزيارة بوتن إلى أنقرة، بينما تفرض كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي  عقوبات شديدة على روسيا لدورها في الأزمة الأوكرانية وضمها لجزيرة القرم.
وذكر تقرير "بلومبرج" أن اقتراحاً جديداً يناقش من قبل مسؤولين أميركيين، تحت اسم "منطقة حظر جوي"، سيتم إنشاؤها كمنطقة عازلة داخل الأراضي السورية على طول الحدود التركية، وسيقوم بحمايتها جنود أتراك وسلاح الجو الأميركي. والغرض من إنشاء هذه المنطقة هو ضمان أمن بعض فصائل المعارضة السورية، إضافة إلى المدنيين الذين فروا من "داعش" والنظام السوري.
من جهتها، أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال"، يوم الإثنين، بأن الولايات المتحدة وتركيا قريبتان من التوصل إلى اتفاق بشأن عمل عسكري مشترك ضد "داعش" في شمال سورية، وذلك نقلاً عن مسؤولين من كلا البلدين.
وذكرت الصحيفة بأن الصفقة المقترحة ستسمح للولايات المتحدة وشركائها في التحالف الوصول إلى القواعد الجوية التركية لاستخدامها كنقاط انطلاق لحملاتها العسكرية الجوية ضد التنظيم. كما تشمل الاتفاقية أيضاً منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران على طول الحدود السورية التركية. إذ أكد مسؤولون أميركيون للصحيفة أن المحادثات بين البلدين لا تزال في مرحلة أولية، وأن الاتفاق النهائي قد لا يتم لأسابيع.
وكانت زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، التي قام بها إلى تركيا في وقت سابق من الشهر الماضي، قد تكللت بفشل ذريع، بسبب إصرار تركيا على إنشاء المنطقة العازلة شرطاً للمشاركة بشكل فعال في العمليات القتالية ضد التنظيم.