اليمن: مقتل قائد بالجيش الوطني واغتيال دبلوماسي

19 مارس 2016
تواصل المعارك في تعز ضد الحوثيين (فرانس برس)
+ الخط -
شهدت مدينة تعز جنوبي اليمن تصعيداً بالمواجهات الميدانية والغارات الجوية، حيث سقط العديد من القتلى بينهم قائد عسكري من قوات الجيش اليمني الوطني، فيما اغتال مسلحان مجهولان دبلوماسياً سابقاً في محافظة لحج، شمال عدن. 

وأوضحت مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية بمدينة تعز، لـ"العربي الجديد"، أن أركان حرب اللواء 35 مدرع، الموالي للشرعية، العميد محمد عبدالله العوني، قتل أثناء معارك مع الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في محيط اللواء. 

وفي محافظة لحج، جنوبي البلاد، أقدم مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية على اغتيال السفير السابق، طالب أبوبكر السقاف، في مدينة الحوطة، مركز المحافظة، قبل أن يلوذا بالفرار.

وارتفعت وتيرة المواجهات الميدانية في محافظة تعز جنوبي اليمن، بين قوات الجيش الوطني الموالي لشرعية، مدعومة بالمقاومة الشعبية ضد مليشيات الحوثي والقوات المنشقة الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في مناطق مختلفة في تعز، تركزت أعنفها في مناطق الجهة الغربية التي استردها الجيش الوطني مؤخراً، وسط مساعٍ لدى مليشيات الحوثي والمخلوع في تلك المناطق لإعادة ترتيب أوراقها، لاستعادة مواقع الجهة الغربية لتعز، في حين نفذت مقاتلات التحالف العربي، اليوم السبت، عدة ضربات جوية وحصدت أهدافاً عدة في مواقع مختلفة تابعة لقوات ومليشيات الانقلاب في المحافظة.

وأوضح مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، أن مواجهات عنيفة تدور، منذ صباح اليوم، بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وبين قوات المخلوع ومليشيات الحوثي من جهة ثانية.

وأكد المصدر أن قواته صدت سلسلة هجمات شنّتها مليشيات الانقلاب على مواقع المقاومة في منطقة الخلوة بالربيعي غرب المدينة، وامتدت الاشتباكات نحو تبة الشيخ سعيد ومزارع البيضاني وسط سيطرة جزئية للجيش الوطني على تلك المواقع، فيما اشتدت موجة الاشتباكات في محيط منطقة المِقهاية في الجبهة الغربية أيضاً، وهي منطقة فاصلة بين الربيعي غرباً والضباب جنوباً، وذلك بعد محاولة المليشيات التقدم من منطقة وادي حنش ومنطقة الزِيلة، محاولة العودة لقطع الطريق في المنفذ الجنوبي.

وأشار إلى أن غالبية محاولات المليشيات أخفقت في إحداث خرق حقيقي في تلك المواقع، بعد أن نجح الجيش في استعادته خلال معارك كسر الحصار في الأيام الماضية، (وهو المنفذ الذي كسرت قوات الجيش الوطني والمقاومة من خلاله الحصار على المدينة).

وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، فإن تعزيزات مليشيات الحوثي والمخلوع، تتدفق عبر منفذ شارع الستين الممتد من بين مناطق الأطراف الشمالية والغربية من تعز، نحو مناطق الربيعي مواقع الجيش الوطني في الضباب، وطبقاً للمصادر ذاتها، وقعت الاشتباكات في مناطق الربعي بين الطرفين ولم تتوقف حتى عصر اليوم السبت.

اقرأ أيضاً: ولد الشيخ يصل صنعاء بعد لقاء هادي في الرياض

في السياق ذاته، قال أحد قياديي مقاومة جبهة مديرية سامع جنوب تعز محمد هائل، لـ "العربي الجديد" إن المقاومة الشعبية تمكنت اليوم من التصدي للمرة الثانية، لمحاولة اختراق مليشيات الحوثي والتوغل باتجاه جبل رضعة الواقع في مديرية سامع جنوباً، من أجل الوصول إلى مديرية المواسط والاقتراب من خط تعز عدن الذي يخترق أجزاء من مناطقها جنوب تعز.

وذكر أن المواجهات التي اندلعت هناك، أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر المقاومة وجرح اثنين آخرين، فيما قتل عدد من عناصر المليشيات الانقلابية، وأوضح أن إدارة أمن المديرية توصلت إلى اتفاق بين الطرفين، بعدم استمرار المواجهات مع احتفاظ كل طرف بمواقعه في تلك المناطق.

من جهتها، لم تتوقف مقاتلات التحالف العربي، خلال الـ 24 الساعة الماضية حتى الآن، عن قصف مواقع وتجمعات تابعة للمليشيات في مناطق عدة، لا سيما في مناطق الجهة الشرقية، والتي يتواجد فيها الكثير من المواقع العسكرية تحت سيطرة قوات ما كان يعرف بالحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح.

ووفقاً لما ذكره مصدر مطلع في مقاومة تعز، لـ"العربي الجديد"، فإن الأهداف كانت مركزة على مستودعات ومخازن أسلحة وتجمعات وتعزيزات للمليشيات، في مناطق الجهة الشرقية والغربية من تعز، موضحاً أن "مقاتلات التحالف العربي نفّذت غارات جوية، اليوم السبت، على ثلاثة مواقع لتمركز المليشيات الانقلابية في مناطق ثعبات، شرق المدينة.

كما استهدفت بعدة غارات مخازن ذخيرة للمليشيات بالقرب من حديقة الحيوان في منطقة الحوبان، ومستودعاً آخر في منطقة الجند في الجهة الشرقية للمدينة، وطاول القصف في نفس الجهة أيضاً مواقع المليشيات في معسكر 22 ميكا (حرس جمهوري سابقاً)، وأسفر عن خسارة المليشيات أعتدة عسكرية كبيرة بحسب المصدر ذاته.

وحسب شهود عيان، تصاعدت ألسنة اللهب وسمعت أصوات الانفجارات، والتي استمرت لفترة طويلة، عقب استهداف التحالف بعدة غارات مواقع المليشيات الانقلابية في الجهة الشرقية، وأسفرت الغارات على مواقعها، في تلك المناطق، عن مقتل 28 عنصراً وإصابة آخرين، تم نقل جثامينهم إلى محافظة آب جنوبي غرب اليمن، بحسب مصادر متعددة.

اقرأ أيضاً: هادي للمبعوث الأممي: الأبواب مفتوحة لسلام شامل ودائم باليمن

إلى ذلك استهدف التحالف، بعدة غارات، موقع مؤخرة الدفاع الجوي شمال غرب المدينة، كما شن غارات مكثفة استهدفت تعزيزات المليشيات في مناطق الربيعي غرباً، ما أسفر عن تدمير ثلاث مدرعات عسكرية تتبع لمليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، ومقتل الكثير من عناصرهم.

ويسيطر مسلحون مرتبطون بتنظيم "القاعدة" على مدينة الحوطة مركز محافظة لحج، الواقعة على بعد نحو 22 كيلومتراً من مدينة عدن، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال على الفور.


اقرأ أيضاً: خبير عسكري يمني: تحرير تعز يمهد لاستعادة صنعاء