تحذير من هجمات إرهابية عالمية بحجم تفجيرات 11 سبتمبر

19 أكتوبر 2017
الوزيرة حذرت من هجوم يستهدف خطوط الطيران (Getty)
+ الخط -
لا تزال التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم "داعش"، تسعى لتنفيذ هجوم ضخم مماثل لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وفقاً لتصريحات وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، إيلين ديوك.

وقالت ديوك، خلال مؤتمر صحافي عقدته في السفارة الأميركية مع وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر رود، إن "الخطر لا يزال شديداً" وأن هذه المنظمات تلجأ إلى الهجمات صغيرة الحجم لتمويل نفسها والحفاظ على تأييدها، بينما لا تزال تسعى لخطف الطائرات والتسبب بأكبر قدر من الضحايا بين المدنيين.

وأضافت: "هذه المنظمات الإرهابية سواء كانت داعش أو القاعدة أو غيرها، تريد تنفيذ تفجيرات ضخمة مثل ما فعلوا في 11 /9. يريدون استخدام الطائرات، المعلومات لدينا واضحة بهذا الشأن".

وترى الوزيرة الأميركية أن تنظيم "داعش" حالياً يمر بفترة انتقالية يحضر فيها لهجمات أكبر على الصعيد الدولي، إلا أنه وخلال هذه الفترة، يريد الحفاظ على شعبيته وتمويله، ولذلك يلجأ للهجمات المحدودة.

"خلال هذه الفترة يريدون الحفاظ على استمرار تمويلهم ويحتاجون للبقاء على الساحة والحفاظ على ولاء أتباعهم، ولذلك يلجؤون للهجمات الصغيرة ... هدفهم هو خلق الرعب. هجوم بأداة حادة يتسبب بالرعب ويزعزع الاستقرار، ولكن هذا لا يعني أنهم تخلوا عن خطط الهجمات الكبرى عبر الطيران".

وجاءت تعليقات إيلين ديوك بعد سؤالها عن حظر الأجهزة الإلكترونية المحمولة على رحلات الطيران، حيث ترى أن أجهزة الحاسوب المحمولة قد تستخدم لتفجير الطائرات. "الحواسيب المحمولة إحدى مخاطر الطيران، لن نطمئن لها أبداً وسنستمر في تحديث إجراءاتنا".


وعند سؤالها عن استعدادات الولايات المتحدة للتعامل مع احتمال هجمات مماثلة للحادي عشر من سبتمبر، أجابت الوزيرة الأميركية "لقد وضعنا عدداً من الإجراءات الصارمة التي لا يمكننا الإفصاح عنها. نحاول التعامل معهم في الخارج ومعناه محاربتهم في مناطقهم الآمنة وأوطانهم".


وأضافت "هناك بعض الإرهابيين المتنقلين، لقد شاهدتم الاستيلاء على مدينة الرقة، وإذا استطعنا الحد من قوتهم وإبقائهم متنقلين، سيمنعهم ذلك من الاستقرار والتحضير".

وحذرت ديوك من خطر تنامي الإرهاب في الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، تحت تأثير المنظمات الإرهابية. وترى أن "داعش" تعمل على تجنيد أفراد محليين لتنفيذ هجمات في هذه الدول مستخدمة الإنترنت والمساحات الآمنة التي توفرها، وذلك مع تراجع نفوذ التنظيم في سورية والعراق.


وأضافت ديوك صوتها للأصوات التي تطالب عمالة التقنيات بعمل المزيد للكشف عن المحتوى المتطرف على الإنترنت. "الإرهابيون أقوياء وقادرون على التأقلم. الخطر الإرهابي حالياً هو الأعلى منذ ما قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر. يجب أن نستخدم كافة الأدوات المتاحة".


وتأتي هذه المطالب لتدعم رؤية وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر رود، بضرورة تحمل شركات التكنولوجيا الكبرى ومزودي الإنترنت دورها الأخلاقي في حماية المواطنين والحد من انتشار المحتوى المتطرف على الإنترنت.


وكان مدير جهاز مخابرات "MI5" البريطاني، أندرو باركر، قد أضاف صوته لهذه المطالب في هذا الأسبوع خلال لقاء صحافي عقده في مدينة مانشستر، والتي شهدت أحد أفظع العمليات التي تعرضت لها بريطانيا هذا العام، حيث حذر من أن درجة التهديد الإرهابي الحالية هي الأعلى خلال سنوات خدمته.

وهو ما يتفق عليه المحللون، حيث يرون أنه وعلى الرغم من تقلص مناطق نفوذ تنظيم "داعش" في سورية والعراق، بعد استعادة المدن الكبرى التي كانت تحت سيطرته، وآخرها الرقة، فإن التنظيمات مثل "داعش" و"القاعدة" كثفت من نداءاتها لتنفيذ عمليات إرهابية حول العالم.

ولا يرى الخبراء علامات على تراجع الهجمات البدائية، مثل تلك التي ضربت لندن هذا العام. ويعتقد جان مارك ريكلي، الباحث في كينغز كوليج في لندن، أن القصة لا تنتهي عند استعادة الرقة.

وقال في تصريحات لصحيفة "ذا إندبندنت" أنه "كي تبقى داعش على الساحة يجب أن تتصدر العناوين، ولذلك ستسعى وراء الأهداف الأضعف والأسهل".

وأضاف "إن تدمير داعش في سورية والعراق سيعزز من هذه الظاهرة، وليس فقط في الغرب بل في آسيا أيضاً".

وتأتي هذه المخاوف نتيجة لعدم تراجع المحتوى الإلكتروني الذي تصدره "داعش"، رغم تراجع نفوذها في الشرق الأوسط، إضافة إلى المخاوف من تأثيرها على المسلمين في الدول الغربية، وخاصة بريطانيا، بعد تعرض مدينتي لندن ومانشستر لأربع هجمات إرهابية دامية هذا العام مرتبطة بالتنظيم الإرهابي.