العراق: فصائل "الحشد" تدخل على خط مواجهة كورونا

04 ابريل 2020
أجهزة أمنية وفصائل لـ"الحشد" تشارك بمكافحة الوباء(أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد مختلف المدن العراقية، حالة استنفار واضحة منذ أيام لقوات الجيش والشرطة، إلى جانب فصائل مسلحة ضمن "الحشد الشعبي"، ضمن جهود مكافحة وباء كورونا، الذي ارتفع عدد ضحاياه إلى أكثر من 50 عراقيا، فضلا عن 820 مصابا، بينهم حالات وصفتها وزارة الصحة بأنها غير مستقرة.

ويؤكد مسؤولون عراقيون أن تواضع القطاع الصحي في البلاد، وعدم قدرته على مواجهة سيناريو اتساع رقعة الوباء على غرار إيران المجاورة، دفع للاستعانة بأجهزة أمنية وعسكرية، فضلا عن فصائل مسلحة ضمن "الحشد الشعبي" مرتبطة بالحكومة العراقية، تطوعت لبناء مستشفيات ميدانية متنقلة جنوب ووسط البلاد، ونشرت أفرادها لتعقيم الشوارع والأسواق والمناطق الشعبية والفقيرة، فضلا عن إطلاقها حملة توعية لمكافحة الفيروس في البلاد، وهو ما اعتبر خطوة إيجابية مرحبا بها.

ويقول محمد خليل، وهو مسؤول في وحدة طبية تابعة لـ"الحشد الشعبي"، لـ"العربي الجديد"، إن مشاركة "الحشد" ركزت على الجانب الصحي والإنساني من خلال المشاركة بعمليات تطهير وتعقيم المناطق والأحياء السكنية والشوارع والأسواق والوزارات، وتم تعفير أكثر من 3 آلاف موقع خلال الأيام القليلة الماضية".


ويضيف أن "الحملة تمكنت من إنشاء أكثر من مستشفى في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) وفي السماوة وبابل، وكل واحدة منها تحتوي على 24 سريراً للعزل الصحي المخصص للمصابين بفيروس (كورونا)، وفي كربلاء تم إنشاء مستشفى متنقل يحتوي على أكثر من 70 سريراً، إضافة إلى صالات (السونار) وغرف للعمليات، ومحتويات متطورة، وساعدتنا تجربة المستشفيات التي أجريناها خلال العمليات العسكرية والمعارك ضد تنظيم "داعش" على نجاح التجربة الحالية".

ويؤكد أن "هناك توجها لإنشاء مستشفى في بغداد، ولكن هناك بعض الإجراءات التي تسعى إدارة الحشد إلى استكمالها، ومن ضمنها تخصيص الأموال والأرض الخاصة بالمستشفى".

من جهته، يقول أحمد كريم، وهو أحد منتسبي هيئة "الحشد الشعبي"، إن دخولهم على خط مكافحة "كورونا"، يأتي ضمن مساعي تطويق الوباء.

ويتابع، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الحملات التي تقوم بها فرق الحشد الشعبي، تبنت مهمة دفن المتوفين جراء إصابتهم بفيروس كورونا، وهي تعمل حالياً ضمن حملة أخرى بعنوان (كبح الجائحة) لتعفير جانب الرصافة في بغداد بالكامل، بغية الحد من تفشي الوباء، بمشاركة 1500 عنصر من الحشد، وقد سهلت هذه الجهود على وزارة الصحة الكثير من التحديات والمصاعب".

وينفي كريم أن تكون مبادرات "الحشد الشعبي" بغرض الحصول على مكاسب سياسية في ما بعد، ويرى أن "العراق يعاني من أزمة اقتصادية ووبائية خطيرة، وبالتالي لا بد من تضافر الجهود من أجل إنهاء الأزمة، لا سيما أن الحشد يعمل حالياً بالتنسيق مع الدوائر الصحية في المحافظات، وعمله يتم بطلب من الدوائر الصحية في المحافظات العراقية".

من جهته، يشير عضو خلية الأزمة التي شكلها العراق لمكافحة "كورونا"، فالح الزيادي، إلى أن "العراق يقوم حالياً بجهود جبارة وفق الإمكانيات المتوفرة، وإن دخول خطوط جديدة من أجل مواجهة الفيروس هو أمر مهم، لا سيما أن هناك من العراقيين من لم يلتزموا حتى الآن بضوابط وقرارات الحكومة العراقية بشأن حظر التجول والالتزام بالوقاية".

ويتابع في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "هناك ارتفاعا ملحوظا بالأرقام المسجلة للمصابين بالفيروس، ولكن في الوقت نفسه هناك تقدم على مستوى التعامل مع المصابين، كما أن الوعي الشعبي زاد خلال الأسابيع الماضية بعد أن تبيَّن للكثيرين أن الفيروس لا يمكن التعامل معه كأي فيروس آخر".

ويلفت إلى أن "السلطات العراقية لا بد من أن تتوجه إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة مع متجاوزي قرار حظر التجول، لأن استمرار التهاون مع المرض، يعني زيادة سريعة في أعداد المصابين والمتوفين".

يذكر أن مراقبين في العراق أكدوا، في وقتٍ سابق، أن أعداد المصابين والوفيات بفيروس كورونا الجديد ستبقى في تزايد، وذلك في حال استمرّت السياسات الصحية المتبعة من قبل الجهات الحكومية على حالها، بالإضافة إلى السلوكيات غير المسؤولة التي يأتي بها بعض المواطنين واستهانتهم المبالغ فيها بخصوص عدوى كورونا.

ويوضح مختصون أنّه "بناء على ما تبيّن حتى اليوم، فإنّ كلّ مصاب بالعدوى ينقلها بدوره في الظروف العادية إلى ثلاثة أشخاص تقريباً قبل أن يُشخّص ويُعزل، وإلى خمسة أشخاص تقريباً في حالة عدم تشخيصه، لذلك فإنّه يتوجب على المجتمع في المرحلة المقبلة أن يتحمّل مسؤوليته بالدرجة نفسها كما السلطات المعنية وربما أكثر بقليل، من خلال الالتزام بحظر التجوّل وبإجراءات السلامة والوقاية من الفيروس".