وبحسب "البارومتر" السياسي لمؤسسة "سيغما كونساي" لشهر مايو/أيار الماضي، والصادر اليوم الجمعة، احتل حزب "قلب تونس" الترتيب الثالث في نوايا التصويت للانتخابات التشريعية بنسبة 12.1 في المائة، يليه "التيار الديمقراطي" بنسبة 8.3 في المائة، كما برز ولأول مرة حزب جديد غير موجود، ولكن ينوي التونسيون التصويت له، وهو "حزب قيس سعيد"، والذي احتل المرتبة الخامس بنسبة 6.9 في المائة.
وبعد قيس سعيّد وعبد اللطيف المكي، حلّ رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ في المرتبة الثالثة ضمن الشخصيات الأكثر موثوقية بنسبة 33 في المائة، والنائب المستقل الصافي السعيد المرتبة 4 بنسبة 29 في المائة، ثم رئيسة "الحزب الدستوري الحر" عبير موسي، التي حازت على نسبة 19 في المائة.
وبحسب الاستطلاع نفسه، فإن 53.3 بالمائة من التونسيين يرون أن البلاد "تسير في الطريق الخطأ"، فيما جاءت الطبقة الأكثر رفاهية بصدارة الفئات الاجتماعية الأكثر تشاؤمًا.
ويرى المحلل السياسي ماجد البرهومي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ تصدر حركة "النهضة" ترتيب الأحزاب في نوايا التصويت يعود إلى "محافظتها على النتائج السابقة نفسها، وإلى بروز حزبين في المشهد السياسي، وهما حركة النهضة والدستوري الحر"، مبينا أنّ "النهضة ربحت انتخابات 2011 لأن الدساترة كانوا مقصيين، وفي 2014 عادوا تحت مسمى نداء تونس وفازوا، وعندما تراجع النداء تصدرت النهضة الترتيب مجددا في التشريعية"، مشيرا إلى أنه "لو حصلت مصالحة بين هذين الحزبين فقد يحصل استقرار سياسي مستقبلا".
وبين البرهومي أن "أنصار سعيد هم وراء نوايا التصويت له في التشريعية رغم عدم امتلاكه لحزب".
وأفاد بأن تصدر رئيس الجمهورية قيس سعيد قائمة الشخصيات الأكثر موثوقية يرجع إلى أنه لم يبرز أي بديل أو شخصية أخرى طيلة الفترة الماضية، مؤكدا أن "سعيد ليس له إنجازات هامة، ولكنه حافظ على الصورة نفسها للشخصية النظيفة التي لا ماضي سياسيا لها، والمختلفة عن بقية الناشطين السياسيين، وهو غير متورط مع الأحزاب السياسية، وبالتالي لا يزال التونسيون يثقون به"، مشيرا إلى أنّ "أزمة كورونا ساهمت في بروز وزير الصحة عبد اللطيف المكي، وهناك تعاطف مع جهوده وجهود وزارة الصحة، ونجاح تونس في القضاء على فيروس كورونا يعتبر ريادة حقيقية ومكسبا لتونس".
وذكر البرهومي أنّ رئيس الحكومة ظل بعيدا عن التجاذبات السياسية، "وقد خلق هذا الحياد نوعا من التعاطف معه، لأنه ظل بمنأى عن الخلافات، ما جعله في المرتبة الثالثة"، مبينا أنه "رغم محدودية الأداء عموما لدى كافة أعضاء الفريق الحكومي، باستثناء الصحة، إلا أن ابتعاد الفخفاخ عن التجاذبات صنع له شعبية لدى الرأي العام".
وأكد الأستاذ المختص في السياسة قاسم الغربي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ وجود سعيد في صدارة الترتيب في الرئاسية وتصدره نسبة الثقة، يعني "محافظته على المكانة نفسها التي احتلها في الانتخابات الرئاسية"، مبينا أنّ "الملفت للانتباه هو بروز وزير الصحة عبد اللطيف المكي كالشخصية الثانية بـ44 بالمائة، وهو ما يؤشر إلى ما قد يجعله الشخصية البارزة سياسيا مستقبلا، وحتى في داخل حزبه (النهضة)، في ظل المخاض الذي تعرفه الحركة"، مبينا أن "المكي قد يستثمر نجاح تونس في مواجهة جائحة كورونا سياسيا، وقد يصبح رقما مهما".
واوضح أن "النهضة حافظت على المرتبة الأولى تقريبا بالنسبة نفسها التي حققتها في الانتخابات التشريعية"، مضيفا أنه "لا بد من الانتباه إلى تقدم الحزب الدستوري الحر إلى المرتبة الثانية، وإلى أن الصراع النهضاوي الدستوري سيتواصل برلمانيا، لأن الدستوري اختار البروز كحزب مناقض للنهضة، واستثمر هذا الأمر سياسيا وسجل به نقاطا".