أزمة عدن: المطار يفتتح اليوم بإذن من "التحالف"

19 فبراير 2017
لن يكون المطار تحت حماية الأمن الرئاسي(صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
من المقرر أن يستأنف مطار عدن الدولي، اليوم الأحد، استقبال وتسيير الرحلات الجوية، بعد تعليقها لأسبوع على إثر الأزمة التي شهدتها عدن بين قوات الحماية الرئاسية وأخرى تتولى حماية المطار، رفضت الالتزام بتوجيهات رئاسية. ويأتي ذلك في وقت لا يزال فيه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، موجوداً في العاصمة السعودية الرياض، بعدما غادر عدن، الإثنين الماضي، على وقع التوتر الذي شهدته المدينة.

وأعلنت مصادر في مطار عدن الدولي، أمس السبت، أن استئناف الرحلات الجوية من وإلى المطار ابتداءً من اليوم الأحد، يأتي بعدما منحت قوات "التحالف العربي"، إذناً بإعادة تشغيله. ونفت مصادر مطلعة بعدن، في حديثها لـ"العربي الجديد"، صحة ما تردد عن أن قوة من الحماية الرئاسية تسلمت المطار الذي توقف، منذ الإثنين الماضي. وكانت شركة الطيران اليمنية حولت رحلاتها إلى مطار مدينة سيئون في حضرموت، والذي يعد إلى جانب مطار عدن، أبرز منفذين جويين، في ظل استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي من "التحالف العربي" منذ أغسطس/آب 2016.

وكان مطار عدن قد أُغلق على إثر التوتر الذي شهدته المنطقة المحيطة به. ورفض قائد القوة التي تتولى تأمين المطار، صالح العميري، المعروف بـ"أبوقحطان"، تسليمه لقوات من الحماية الرئاسية الموالية للرئيس هادي. لكن الأخيرة فرضت حصاراً على المطار، يوم السبت 11 فبراير/شباط 2017. ومع تصاعد التوتر في اليوم التالي، نفذت طائرة يُعتقد أنها إماراتية غارة استهدفت طقماً تابعاً للحماية الرئاسية قرب المطار، فيما شرع الرئيس هادي باحتواء الأزمة من خلال سحب قوات الحماية الرئاسية من محيط المطار.

ويوم الإثنين الماضي، غادر الرئيس اليمني إلى السعودية في زيارة مفاجئة، قالت مصادر قريبة من الرئاسة لـ"العربي الجديد"، إنها ستبحث احتواء التوتر في عدن. وأضافت أن لقاءً كان من المقرر أن يجمع هادي بكل من ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، بعدما كانت الأزمة أساساً بين القوات الموالية للرئيس هادي وقوات وقيادات محلية أخرى في عدن، محسوبة على الإمارات. غير أن اللافت أن اللقاء الذي كان من المقرر أن يجري في الرياض، لم يتم، وسط أنباء عن رفض بن زايد الحضور.

ومنذ مغادرة هادي، دخلت الأزمة في مفاوضات وتسويات غير معلنة، أفضت إلى تهدئة مع إعادة فتح المطار. ويعتبر بعضهم أن إعادة فتحه، مع بقاء القوة التي رفضت التوجيهات الرئاسية، يشكل انتصاراً للإمارات التي تدعم قائد المطار وقيادات وقوات أخرى في المدينة.. وتحدثت أنباء، يوم الجمعة الماضي، عن أن القيادة الإماراتية أقالت قائد قوات "الحزام الأمني"" في عدن، نبيل المشوشي، وعيّنت منير اليافعي خلفاً له. وفي حين لم يتسن الحصول على تأكيد رسمي لخبر الإقالة، تحدثت مصادر محلية عن أن سبب هذه الخطوة الإماراتية يكمن بتعاطف القائد المقال مع القيادات الموالية للرئيس هادي.


وتتمتع الإمارات بنفوذ واسع في عدن بعد توليها واجهة عمليات "التحالف العربي" في المحافظات الجنوبية لليمن، منذ تحريرها من الانقلابيين. وساهمت بتأسيس ما يُسمى "قوات الحزام الأمني" وقوات عسكرية وأمنية أخرى في المدينة، كما كان لها دور في العديد من التعيينات في السلطة المحلية.

وفي تصريحات حديثة له، يمكن وضعها في سياقات الأزمة الأخيرة، وجه محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، المقرب من الإمارات، اتهامات لحزب "التجمع اليمني للإصلاح"، القريب من "الإخوان المسلمين، بالوقوف وراء الأزمات في عدن. ووعد بملاحقاتهم في المحاكم. وقال المحافظ الذي كان يخطب في أحد الندوات، يوم الخميس الماضي، إنه لولا الإمارات "وتضحيات شعبنا وشبابنا، لما كنا مجتمعين بهذه القاعة أو كانت قيادة الدولة والحكومة تمارس مهامها من عدن"، وفق تعبيره.

المساهمون