"رايتس ووتش" تحمّل الحكومة المصرية مسؤولية وفاة مرسي

17 يونيو 2019
الحكومة مسؤولة عن وفاة مرسي بإهمالها (getty)
+ الخط -
فقدت مصر، اليوم الإثنين، الرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر، وذلك أثناء حضوره جلسة محاكمته في هزلية قضية "التخابر مع حماس"، حيث طلب الرئيس الكلمة من القاضي، وقد سمح له بالكلمة، وعقب رفع الجلسة أُصيب بنوبة إغماء توفي على أثرها.

وفي أولى ردود الفعل على خسارة مصر لأوّل رئيس منتخب لها، قالت رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن التاريخ سيذكر محمد مرسي كأول رئيس منتخب لمصر، محمّلة في الوقت نفسه الحكومة المصرية مسؤولية الوفاة نظراً لفشلها في توفير الرعاية الصحية له.



وكان التلفزيون المصري الرسمي قد ذكر أنّ مرسي تعرض لنوبة إغماء توفي على أثرها. كما أكد أحمد مرسي، النجل الأكبر للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، وفاة والده.


وعبر صفحته على موقع "فيسبوك"، كتب أحمد: "أبي عند الله نلتقي".

العفو الدولية تطالب بالتحقيق

من جانبها، دعت منظمة "العفو الدولية"، أيضاً، السلطات المصرية لإجراء تحقيق فوري في وفاة الرئيس مرسي.

وقالت نائبة مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة (حقوقية مقرها لندن)، ماغدالينا مغربي، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للمنظمة، وسلسلة تغريدات على "تويتر": إن "نبأ وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في المحكمة اليوم هو صادم للغاية".

وأضافت: "ندعو السلطات المصرية لإجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف في ظروف وفاته وحيثيات احتجازه، بما في ذلك حبسه الانفرادي وعزله عن العالم الخارجي، وفي الرعاية الطبية التي كان يتلقاها ومحاسبة المسؤولين عن سوء معاملته".

وتابعت: "تتحمل السلطات المصرية مسؤولية ضمان حصوله، كمحتجز، على الرعاية الطبية المناسبة".

من جهته، قال عبد المنعم عبد المقصود، محامي مرسي، لوكالة "الأناضول"، إنه "تم نقل الرئيس على نقالة من قاعة المحكمة، ولا ندري مكانه، ونتابع إجراءات ما بعد الوفاة". 

ورأى محمد محسوب، وزير الشؤون القانونية في عهد مرسي، تعليقاً على وفاة الرئيس الأسبق: "أننا أمام جريمة قتل جديدة"، وذلك في منشور على صحفته بموقع "فيسبوك".

دولياً، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك للصحافيين: "خالص تعازينا لعائلة ومحبي الرئيس محمد مرسي الذي وافته المنية اليوم".

سودان: سنطلب لجنة تحقيق دولية
من جانبه، قال محمد سودان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والذي ترأسه الرئيس الراحل محمد مرسي قبل توليه رئاسة الجمهورية، إن هناك تشاوراً بشأن الإجراءات التي ستتخذها الجماعة خلال الساعات القادمة بشأن نبأ وفاة الرئيس المنتخب، مؤكداً أنها "قتل مع سبق الإصرار والترصد".
وأضاف سودان في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، عبر الهاتف، إن الجماعة ستطالب بلجنة تحقيق دولية في ملابسات وفاة الرئيس محمد مرسي، وظروف اعتقاله، وسجنه التي لا تمت للإنسانية بأية صلة، موضحاً "لا بد أن تكون هناك لجنة من خبراء الطب الشرعي الدوليين تابعة للأمم المتحدة لتنظر في أسباب الوفاة بعد معاينة الجثمان".
وأكد أنه سيتم رفع مجموعة من الدعاوى أمام المحاكم الدولية بعد الانتهاكات التي تعرض لها الرئيس مرسي، خاصة أنه كرر أكثر من مرة تعرضه للإهمال الطبي، وعدم توفير الرعاية اللازمة له دون أن يتم التحقيق في ذلك.

وتوقع سودان أن تكون جنازة مرسي مشهداً مكرراً لما حدث في جنازة مؤسس الجماعة حسن البنا، خلال حقبة الملك فاروق، متوقعاً أن يتم منع المواطنين وذويه وأنصاره من السير في جنازته والتعتيم على إجراءات دفنه.