عون يدعو المحتجين للعودة إلى منازلهم... ومقتل متظاهر جنوب بيروت

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
12 نوفمبر 2019
BDD1629E-814B-42EE-B0C2-686BCF63C34A
+ الخط -
لم يكد ينهي الرئيس اللبناني، ميشال عون، مقابلته مساء الثلاثاء، والتي حملت مواقف تستهتر بالانتفاضة بما في ذلك دعوة من لم يعجبه الحال إلى الهجرة من البلد "إذا ما عاجبهم ولا حدا آدمي بالسلطة يروحوا يهاجروا"، حتى خرج المحتجون إلى الشوارع منددين بما تضمنته المقابلة مما سمّوه "استفزازات"، كما تم قطع العديد من الطرقات الرئيسية في مناطق عدة، وسط هتافات منددة به ومطالبة برحليه، قبل أن يُعلن عن مقتل متظاهر عند حاجز في بلدة خلدة جنوب بيروت.

وقال مصدر أمني لوكالة "رويترز"، إن مسلحاً أطلق الرصاص على أحد المحتجين بعد محاولته إغلاق أحد الطرق في بلدة خلدة قرب العاصمة اللبنانية، مساء الثلاثاء، مضيفًا أن المحتج أصيب بطلقة في الرأس، قبل أن يعلن عن وفاته متأثراً بإصابته، وأن الشرطة اعتقلت مطلق الرصاص للتحقيق معه.

وجاء هذا الإعلان بعد وقت قصير من الظهور الإعلامي الثالث للرئيس اللبناني منذ بدء الانتفاضة الشعبية في لبنان، والذي دعا المتظاهرين للعودة إلى منازلهم، وحاول إيصال رسائل طمأنة لهم بأن "مطالبهم قد سمعت"، محذّرًا في الوقت نفسه من "نكبة" قد تصيب البلاد في حال واصلوا مسارهم الاحتجاجي.

وخاطب عون، في مقابلة تلفزيونية، المحتجّين بالقول: "إذا كنتم ستكملون هكذا سوف تضربون لبنان وتضربون مصالحكم. مصالحكم ستضيع ونضيع معها، وأنا أضعكم أمام هذا الخيار. نحن نعمل ليلاً نهاراً لنرتب الوضع".

وحذّر الرئيس اللبناني من أن المتظاهرين "إذا استمروا ستحدث نكبة"، مستدركًا بالقول إنهم "إن توقفوا فلا يزال هناك مجال للإصلاح".
ورفض عون مطالب اللبنانيين المنتفضين بتشكيل حكومة انتقالية قوامها تكنوقراط، واعتبر أن حكومة كتلك "لا يمكنها إدارة سياسة البلد"، مقترحًا ما أسماه "حكومة تكنوسياسية"، وعلل هذا الموقف بالقول إن أي حكومة "إذا لم تكن تكنوسياسية لا يمكن أن يكون لديها غطاء؛ لأنه يجب أن يكون لديها الصفة التمثيلية الشعبية... أنا لا أقرر شكل الحكومة، ولكن هذه رغبتي".


وبخصوص إمكانية أن يكون رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، رئيسًا للحكومة، قال إن الأخير "لديه أسباب شخصيّة تمنّعه من أن يكون رئيسًا للحكومة، لا أحد يتنكر له"، قائلًا إنه لا يستطيع القطع بذلك "قبل أن تتم الاستشارات"، إلا أنه أكد أن الحريري "لم يعطه جوابًا".

وردًا على سؤال بشأن احتمال بدء الاستشارات النيابيّة، الخميس أو الجمعة المقبلين، لاختيار رئيس وزراء مكلف، أجاب عون: "هذا يعتمد على الإجابات من المعنيين، فهناك صعوبات كثيرة ذُللت وتبقى النقاط الأخيرة، إذ لابد من الخروج بحكومة منسجمة وليست متفرقة".

وأضاف أنه: "يجب تأليف حكومة لديها الجرأة بمحاربة الفساد، وتعتمد خطة اقتصاديّة وتحضر المجتمع المدنيّ بشكل أوسع".

وحث عون اللبنانيين كذلك على ألا يهرعوا إلى البنوك لسحب الأموال، التي قال إنها آمنة. وقال "أطمئن اللبنانيين ألّا يركضوا نحو المصارف، فأموالهم مضمونة وستصلهم كاملة وسنعالج هذه الأزمة".

واعتبرعون أن "الحراك بدأ بمطالب اقتصادية بسبب الضرائب المفروضة، ووصل الى مطالب سياسية، ومن الطبيعي أنه عندما تكون الثقة مفقودة بين الشعب والحكومة سيطلب الشعب تغيير الحكومة، حتى تسمع الحكومة الجديدة مطالبه وتنفذها، وأنا تجاوبت معهم ووجهت لهم نداء وقلت إن المطالب محقة، وهذه أيضاً مطالبي الشخصية، دعوناهم الى اللقاء للتحاور سوياً إلا أنني لم أتلق أي جواب".

وتتواصل الاحتجاجات والتحركات في لبنان لليوم السابع والعشرين على التوالي، مع اقتراب دخول الانتفاضة اللبنانية شهرها الثاني. واستمرّ إقفال المحتجين مؤسسات تابعة للدولة اللبنانية ومرافق عامة، اليوم، في وقت سُجّلت إشكالات بين المعتصمين وعدد من المحامين الذين كانوا يحاولون الدخول إلى مقر النقابة من الجهة الخلفية لقصر عدل بيروت.


واستقبل عون، اليوم، سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان، وأطلعهم على موقفه من التطورات الراهنة بحضور وزير الخارجية جبران باسيل. وأعلن عون، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول" أنه "سيكون هناك قريباً جداً حكومة للبنان تواكب الإصلاحات المقررة للأزمة القائمة".

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.