فلسطين في القمة العربية: إعادة الاعتبار للقضية والرد على "إهانة" ترامب

27 مارس 2019
تسعى القمة العربية بتونس لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية(العربي الجديد)
+ الخط -

ندد برلمانيون تونسيون خلال الجلسة العامة المنعقدة في البرلمان، اليوم الأربعاء بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" على الجولان، معتبرين أنه تعمد إهانة المؤتمرين والقادة العرب الحاضرين في تونس بإعلان موقفه مع انعقاد الدورة الثلاثين فيها هذا الأسبوع، ومن خلال مواصلة دعمه لقوى الاحتلال ومساندته للانتهاكات.

ودعت النائبة المعارضة سامية عبو في مداخلتها بشأن القمة العربية إلى إصدار موقف مندد ضد الرئيس ترامب، مشيرة إلى أن البرلمان التونسي "يجب أن يلعب دوره ويوجه ردا إلى الرئيس الأميركي على "الإساءة المتعمدة لتونس وللعالم العربي".

وتسعى القمة العربية المنعقدة في تونس من خلال الاجتماعات التحضيرية هذا الأسبوع واجتماعها الختامي نهاية شهر آذار إلى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في ظل التطورات التي تشهدها، خصوصا أن تصريحات المسؤولين التونسيين تتحدث عن تهميش للقضية بما يفرض إعادة الاعتبار لها كموضوع رئيس على جدول الأعمال العربية.

ورغم أن الموقف الأميركي، قد فاجأ العديد من الدول بعد اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل عشية انطلاق الاجتماعات التحضيرية لقمة تونس، إلا أن الأوساط السياسية في تونس عبرت عن استنكارها لهذا الموقف.

ووجّهت "التنسيقية التونسية من أجل فلسطين" نداء إلى القادة العرب لإعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية وتقديم الدعم للفلسطينيين، ولكن بعض السياسيين لم يخفوا شعورهم بخيبة الأمل من مواقف بعض القادة العرب.

وقال سفير فلسطين في تونس، هايل الفاهوم في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ على القادة العرب "الدخول في جوهر القضايا والتخلي عن التعامل مع الشكل للخروج من العاطفة إلى المبادرة والتخطيط والتنفيذ، وهي رسالة موجهة للرؤساء والقادة العرب ليكونوا صفا واحدا عسى أن تخلق مواقفهم أرضية خصبة ووعيا جديدا في التعامل مع القضايا المصيرية".

وأضاف الفاهوم أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مجرم حرب يحاول أن يرتكب أكبر عدد من الجرائم لم يسبقه إليها أحد في التاريخ، وذلك لكسب الانتخابات، فالدم الفلسطيني بالنسبة إليه رخيص، وللأسف العالم يغمض عينيه على ممارسات نتنياهو الإجرامية".

ولفت السفير الفلسطيني إلى أن "هناك مخططا لاقتلاع الفلسطينيين من جذورهم وتدمير هويتهم الوطنية، ولكن بعد مائة عام من المحاولات الفاشلة فإن هناك محاولات اليوم من إسرائيل وأميركا لإخراج آخر الأوراق من جيوبهم في محاولة لبعث أجواء من الخوف والرعب ولقبول ما يطرحونه كصفقة القرن"، مشيراً إلى أن "هناك ضغوطات متعددة على الفلسطينيين".

من جانبه، يرى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان جمال مسلم أنّه قبيل انعقاد القمة العربية "لا بد من توجيه رسالة مفادها أن القضية الفلسطينية لا يجب نسيانها، وأن هناك اختلالا في التوازن في التعامل مع القضية الفلسطينية في ظل الدعم الأميركي".

وأضاف مسلم أنه "بعد عقود من النضال فلا بد أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم"، مشيرا إلى أن "وضع حقوق الإنسان هو وضع مزرٍ ويقوم على انتهاكات صارخة".

أما زهير حمدي، القيادي في "الجبهة الشعبية"، والأمين العام لـ"التيار الشعبي" فقال في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ النظام الرسمي العربي "لم يعد لديه ما يقدمه للقضية الفلسطينية بعد هذه السنوات، فالنظام الرسمي العربي انتهى منذ احتلال العراق في 2003"، مبينا أن "بعض الأنظمة التي بقيت في جامعة الدول العربية والمهرولة للقمة العربية لن تنحاز للقضية ولن تكون في الصفوف الأولى لمقاومة العدو الصهيوني".

وبين أنهم "لا يعلقون آمالا على قادة الدول العربية وفي مخرجات القمة بخصوص فلسطين، لأن هناك سباقا محموما من قبل بعض الأنظمة الفاعلة في الموقف الرسمي العربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتمرير صفقة القرن والتي يحاول البعض بمقتضاها إنهاء الصراع العربي الصهيوني وإسكات أي روح للمقاومة".

بدوره، قال الأمين العام للحزب "الجمهوري"، عصام الشابي في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ بعض القادة العرب الحاضرين في قمة تونس "سيكون آخر همهم القضية الفلسطينية، فهناك من هو متورط في التطبيع وفي قبول ما يسمى بصفقة القرن"، مبينا أن "الإدارة الأميركية أختارت عشية انعقاد القمة العربية توجيه صفعة للزعماء العرب باعترافها بالجولان العربي السوري".

وأضاف أنه باستثناء تونس ولبنان وبعض الدول الأخرى، فإن عديد الدول "لا تعبر عن واقع الأمة العربية وواقع القضية الفلسطينية وقراراتها لن تدعم مناعة الأمة العربية، وسيفوتون في كل مرة يجتمعون فيها قرارات هامة"، مشيرا إلى أن غزة "تقصف اليوم والبعض يغمض عينيه على هذا القصف لغياب الجرأة لاتخاذ قرار ولو حتى بالتعبير، فحتى التنديد تخلى عنه البعض".


وبدأت قمة تونس أمس الثلاثاء ببحث سبل دعم الاقتصاد الفلسطيني، وقال المتحدث الرسمي باسم القمة محمود الخميري إنه تم بحث ملف التمكين الاقتصادي الفلسطيني وستعرض مقترحاته اليوم على اجتماع المندوبين ليتم رفعها إلى وزراء التجارة والاقتصاد العرب.

ولفت المتحدث إلى أن التطورات التي طرأت أخيراً بالنسبة للجولان المحتل، سيبحثها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقرر يوم الجمعة المقبل، كما أن القضية السورية ككل والأوضاع في الجولان بشكل خاص، تشكل بنداً دائماً على أجندة اجتماعات وزراء الخارجية.

وأشاد الخميري بردود الفعل الدولية المنددة والرافضة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان "سيادة" إسرائيل على الجولان، خاصة من قبل الصين والاتحاد الأوروبي وروسيا، مشدداً على أن الجولان أرض محتلة وفقاً لقرارات مجلس الأمن، ومضيفاً أن "أي قرار مخالف للقرارات الدولية تعرفون مآله".

كما انتقد الخميري السياسات الإسرائيلية في القدس المحتلة، واصفاً إياها بالعدوانية، وبأنها تستغل الظرف الحالي لتكريس أوضاعها في الأراضي المحتلة، مؤكدا "نحن في تونس نسعى لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها، والأولوية للقمة إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية".