وبدأت المظاهرات قرب مقر التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في شارع ديدوش مراد تزامناً مع تجمع ثان في ساحة أودان القريبة، قبل أن ينتقل المتظاهرون إلى ساحة البريد.
وتجمع الآلاف من المتظاهرين الليلة في ساحة قرب البريد المركزي وسط العاصمة رافعين الأعلام الوطنية، ورددوا هتافات مخلدة لثورة التحرير (أول نوفمبر 1954)، وذكرى شهداء الثورة، من قبيل "الله أكبر أول نوفمبر"، و"تحيا الأفلان"، ويقصد بها جبهة التحرير الوطني التي قادت ثورة التحرير.
وهتف المتظاهرون بكلمة "الاستقلال الاستقلال"، في إشارة إلى المطالبة بإنهاء النظام السياسي الحالي وتحرير البلاد من قبضة النظام الشمولي وهيمنة المؤسسة العسكرية والأمنية على القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
ورفع المتظاهرون أصواتهم ورددوا شعارات مناوئة للجنرالات، مطالبين بإبعاد الجيش عن القرار السياسي في البلاد، ورددوا "الجنرالات إلى المزبلة والجزائر تأخذ الاستقلال".
وهتف المتظاهرون برفض الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، ورددوا: "باي باي قايد صالح (إلى اللقاء قائد الجيش)، هذا العام لن تكون انتخابات"، و"لا انتخابات مع حكومة العصابات"، و"ارحل".
وشاركت النسوة بقوة في المظاهرات الليلية وأطلقن الزغاريد، وحملت بعضهن المهاريز والأواني المنزلية للقرع عليها، وحرصت عائلات بأكملها على المشاركة في المظاهرات الليلية.
واحتج المتظاهرون على تدابير اتخذتها السلطة لإغلاق العاصمة الجزائرية ومنع دخول المتظاهرين القادمين من ولايات أخرى، وخاصة الشرقية وولايات منطقة القبائل.
وقال محمد بلعيد، الذي يقيم في شارع باستور وسط العاصمة، وهي منطقة المظاهرات، وكان يقوم بتوزيع مياه علي المتظاهرين، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن "الجزائريين اتخذوا قراراً بعدم العودة إلى بيوتهم حتى تحقيق مطالبهم، حتى النظام يجب أن يرحل ومظاهرات الليلة لن تتوقف وستستمر حتي يوم الغد".
وانتشرت أعداد من قوات الأمن وفرق مكافحة الشغب في محيط المظاهرات، وحاولت أكثر من مرة دفعهم للتفرق، وكان لافتاً تجنب قوات الأمن للصدام مع المتظاهرين تجنباً لانزلاق الأوضاع، وتلافياً لانتقادات بشأن قمع احتجاجات ليلة الاحتفال بعيد ثورة التحرير.
وخرجت مظاهرات مماثلة الليلة في مدينة وهران، غربي الجزائر، وعنابة وتيزي وزو وبجاية والبويرة شرقي الجزائر، وسبقت هذه المظاهرات الليلة مظاهرات مليونية مرتقبة الجمعة في الأسبوع 38 من الحراك الشعبي الذي بدأ في 22 فبراير/شباط الماضي.