صراع جديد في كتلة "نداء تونس" وخطر الانقسام قائم

30 سبتمبر 2016
خلافات "النداء" تنعكس على وحدة كتلته البرلمانية(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

يتّجه قرابة ثلاثين نائبا من كتلة "نداء تونس" إلى عقد "اجتماعات برلمانية"، وانتخاب رئيس كتلة، لقيادتها خلال الدورة البرلمانية التي ستنطلق منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول، رغم أن جزءا آخر من النواب عقدوا اجتماعات يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول الحالي، وجددوا الثقة بسفيان طوبال رئيسا للمجموعة النيابية لـ"النداء".

وتشير المعطيات إلى أن الكتلة البرلمانية لـ"النداء" يتهددها الانقسام مرة أخرى، وقد يتضاءل حجمها بدل أن تستعيد موقعها ككتلة أولى في البرلمان، خاصة مع احتدام الصراع مجدداً بين المدير التنفيذي للحزب، حافظ قائد السبسي، ورئيس الهيئة السياسية السابق، رضا بلحاج.

وبالنظر إلى الأجواء المتوترة داخل "نداء تونس"، بدأت بعض الوساطات  تتحرك للحفاظ على الكتلة موحدة، إذ سعى نواب إلى إقحام رئيس البرلمان والرئيس السابق للنداء، محمد الناصر، في هذا الصراع، ودعوته لتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين.
 


بدوره، أعلن رئيس الكتلة النيابية، سفيان طوبال، أمس الخميس، أنه سيعقد اجتماعاً برلمانياً في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، من أجل اختيار ممثلي الكتلة في هياكل البرلمان، وهو ما أكده عضو مكتب الكتلة، عصام الماطوسي، لـ"العربي الجديد"، إذ سيخصص الاجتماع  لتناول مشاركة "النداء" في اللجان  البرلمانية، موضحاً أنه لا رجوع عن نتائج الجلسات التي أفضت إلى تجديد الثقة في طوبال.

وشدد الماطوسي، أيضاً، على أنه "لا يمكن إجراء انتخابات لرئاسة المجموعة النيابية إلا في إطار ما تم التوافق بشأنه خلال الجلسات البرلمانية في سوسة شهر أبريل/نيسان الماضي، من مواصلة طوبال رئاسة الكتلة، لحين انتهاء الدورة البرلمانية لسنة 2017".

واعتبر عضو مكتب الكتلة أن هذا الإصرار على عقد اجتماعات برلمانية "موازية" و"خرق النظام الداخلي للكتلة"، على حد تعبيره، يصب في مسار "تخريب المؤسسات" الذي ينتهجه المدير التنفيذي للحزب، حافظ قائد السبسي.

في المقابل، قال نائب رئيس الكتلة، محمد سعيدان، أحد المرشحين لرئاستها، لـ"العربي الجديد"، إنه متمسك بإجراء انتخابات لرئاسة المجموعة النيابية. 

يذكر أن عدداً من نواب "النداء" كانوا قد طالبوا محمد سعيدان، بالترشح لرئاسة الكتلة منذ الدورة البرلمانية الماضية، إقراراً بدوره المهم في تنظيم أشغالها، وإعداد مواقف الكتلة في مشاريع القوانين، وفض النزاعات بين أعضائها، بالإضافة إلى انضباطه في الحضور. 

وشدد سعيدان على أنه إلى جانب أكثر من ثلاثين نائباً رفضوا انعقاد الجلسات البرلمانية الماضية في 24 و25 سبتمبر/أيلول، والتي لم يحضرها إلا 24 نائبا فقط، لكنهم لا يزالون يبحثون عن صيغة توافقية لإجراء الانتخابات وإنهاء الجدل بشأنها.


كما اعتبر أن "المسألة قد تؤدي إلى انقسام (النداء)"، وهو ما برر مطالبته لمحمد الناصر بالتدخل، ومحاولة إثناء طوبال ومن معه عن المضي قدماً بالقرارات الأحادية التي ستؤدي حتما لتفكيك الكتلة.