العراق: خلافات بين العبادي ووزير خارجيته حول الضربة السورية

15 ابريل 2018
العبادي أبدى انزعاجه من مواقف الجعفري (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

تحدث مسؤول عراقي في بغداد، اليوم الأحد، عن "خلافات عميقة" بين رئيس الحكومة، حيدر العبادي، ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، بشأن التطورات الأخيرة في سورية، مؤكدا أن الجعفري اتخذ موقفا سياسيا صنّف على أنه "اصطفاف ضمن محور ضد آخر" دون العودة إلى العبادي، الذي أبدى "انزعاجه الشديد" من ذلك بشكل زاد من التوتر الحالي بينهما قبيل شهر واحد على انتهاء العمر الافتراضي للحكومة العراقية، وإجراء الانتخابات العامة.

يأتي ذلك مع استمرار زيارة وفد يمثل نظام بشار الأسد لبغداد لليوم الثالث على التوالي، التقى خلالها قيادات سياسية ومليشياوية عراقية في بغداد والنجف، بحسب مسؤولين في التحالف الوطني الحاكم ومصادر مقربة من "الحشد الشعبي".

وقال موظف رفيع في مكتب رئيس الوزراء العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "وزير الخارجية تصرف بشكل منعزل عن رئيس الوزراء عندما تبنى موقفا اعتبر اصطفافا مع المعسكر الإيراني الروسي الرافض للهجوم الغربي على منشآت ومواقع عسكرية تابعة للنظام، ووصفها بالفجيعة، ثم مرة أخرى بالخطيرة".

وبين المصدر ذاته أن "رئيس الوزراء كان قد وجه في آخر اجتماع له الابتعاد عن أي موقف سلبي أو إيجابي من الضربة، وعدم التدخل بأي شكل من الأشكال"، واعتبر أن "الخطوات العراقية يجب أن تكون حذرة لضمان عدم خسارة طرف معين".

وذكر المتحدث ذاته أن العبادي "أمر بالانتشار العسكري الإضافي على الحدود مع سورية، ومنع امتداد تأثير الهجوم على قوات النظام إلى العراق"، لافتا إلى أن "العبادي كان يرغب البقاء في حالة عدم الاصطفاف مع محور على حساب آخر، لكن لأسباب سياسية وانتخابية واضحة من وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، تبنى هذا الموقف".

وأكد أن "رئيس الوزراء فشل أيضا في ضبط الفصائل المسلحة الموالية لإيران ضمن "الحشد الشعبي"، حيث طلب منها عدم التدخل وإطلاق التصريحات التهديدية ضد القوات الأميركية بالعراق"، وتابع: "بعضهم انزعج واعتبرها مزايدة عندما تحدث معهم العبادي عن أن الوقت حان لإيقاف افتتاح مقابر جديدة كل يوم، وأن هناك 37 مليون عراقي من حقهم العيش بسلام والتوقف عن الحروب بالإنابة عن الغير"، وفقا لقوله.  

وكان وزير الخارجية العراقي قد أعلن، في بيان صحافي، أن الضربة إذا وجهت لسورية "فهذا يعني فجيعة وخسارة"، معتبرا أنها "ضربة حمقاء محتملة"، أعقبها بيان آخر السبت اعتبر فيه أن الهجوم على منشآت تابعة لنظام الأسد "فرصة جديدة لتمدد الإرهاب"، و"تصرف خطير له تداعيات على المواطنين الأبرياء"، مطالبا القمة العربية التي تلتئم اليوم الأحد في السعودية بـ"اتخاذ موقف واضح تجاه هذا التطور الخطير".

وقالت وزارة الخارجية، اليوم في بيان هو الثالث لها في أقل من 24 ساعة، إن الوزير الجعفري تلقى اتصالاً هاتفيا من القائم بأعمال وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان، تم خلاله "بحث الأحداث الأخيرة في سورية".

 

وأضافت أن "سوليفان قدم إيضاحاً لتفاصيل العمليَّة العسكريَّة التي قامت بها كلٌّ من الولايات المتحدة الأميركيَّة وبريطانيا وفرنسا"، مُشيراً إلى أنَّ "الضربة استهدفت ثلاث منشآت خاصّة بالأسلحة الكيميائيَّة، وأنَّ واشنطن كانت حريصة على تجنب وقوع ضحايا من المدنيين".

وأكد الجعفري، بحسب البيان، على "جملة من النقاط ينطلق منها العراق في رؤيته للحلِّ في سورية، تتمثل بضرورة الحل السياسي للأزمة"، مؤكدا "رفض العراق لإنتاج واستخدام الأسلحة الكيميائيَّة من أيِّ طرف كان، ولاسيَّما أنَّه قد عانى في فترات سابقة من استخدام هذا النوع من الأسلحة"، وفقا للبيان المنشور على موقع وزارة الخارجية العراقية. 

في غضون ذلك، وصف القيادي بـ"تحالف الفتح" (الواجهة السياسية لمليشيات الحشد الشعبي)، حنين قدو، موقف الحكومة العراقية من الضربة الغربية لمواقع النظام السوري بأنه "ضعيف"، مبينا في تصريح صحفي له اليوم الأحد، أن موقف الحكومة المركزية "ضعيف إلى حد ما، بسبب الضغوطات الخارجية، بالإضافة إلى وجود كتل وأحزاب سياسية تؤيد الهجوم".

وبيّن أن "موقف الحكومة العراقية من العدوان على سورية مرهون بعلاقتها مع الولايات المتحدة، حيث جاء الرد ضعيفاً على الرغم من تأكيدها بعدم استخدام المجال الجوي العراقي لضرب سورية"، على حد قوله.