بدأت، صباح اليوم الثلاثاء، الدورية البرية المشتركة الثانية بين القوات التركية والأميركية في مناطق شرقي الفرات السورية، في إطار جهود تشكيل المنطقة الآمنة.
وبحسب ما أفادت به مصادر محلية "العربي الجديد"، فقد تم تسيير كلّ الدوريات التركية الأميركية على الحدود في المنطقة الواصلة بين مدينة تل أبيض ومنطقة سلوك في ريف الرقة الشمالي الغربي.
وذكرت وكالة "الأناضول"، أنّ 4 مدرعات تركية عبرت إلى الجانب السوري من قضاء أقجة قلعة التابعة لولاية شانلي أورفة، للمشاركة في الدورية البرية الثانية.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إنّ القوات التركية والأميركية بدأت، صباح اليوم الثلاثاء، بإجراء الدورية البرية الثانية في المنطقة الآمنة شرقي الفرات على الحدود السورية التركية شمال شرق سورية.
Twitter Post
|
وذكرت "الأناضول" أنّ أعداداً كبيرة من الصحافيين تمركزوا عند الحدود السورية التركية لمتابعة مستجدات الأوضاع في شرقي الفرات.
يُذكر أن القوات التركية والأميركية نفذت، يوم 8 سبتمبر/أيلول الجاري، الدورية البرية المشتركة الأولى. وسبق لقوات البلدين أن نفذتا 6 دوريات جوية مشتركة عبر مروحيات.
وكانت تركيا قد رفعت وتيرة استعداداتها لفرض المنطقة الآمنة في شرقي نهر الفرات بالقوة، في حال عدم تنفيذ الجانب الأميركي، الداعم للطرف الكردي المسيطر على المنطقة، للاتفاق المبرم بين أنقرة وواشنطن.
وهدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرة أخرى، بسحق "وحدات حماية الشعب" الكردية في منطقة شرقي الفرات، مؤكداً أن بلاده ستقصم ظهر القوات الكردية إلى حد كبير، عبر خطوات ستتخذها شمالي وشمال شرقي سورية.
وقال، في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول، السبت الماضي، قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ "استعداداتنا انتهت على طول حدودنا مع سورية"، مؤكداً أنه "لا يمكننا تجاهل الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية في مكان لم تُدعَ إليه، فدعمها لتنظيمات مثل الوحدات الكردية وحزب العمال الكردستاني، واضح للعيان".
وأكد أنّ تركيا ستقيم منطقة آمنة على طول 422 كيلومتراً من حدودها مع سورية، وبعمق 20 ميلاً، مضيفاً أنّ "عمق المنطقة الآمنة مهم من أجل تطهيرها من الإرهابيين، وتسليم المنطقة إلى أصحابها الأصليين، مثل العرب الذين يشكلون 85 إلى 90% من السكان هناك".
وجاءت تصريحات أردوغان، بعد يوم من قول مصدرين أمنيين لوكالة "رويترز"، إنه تم إرسال أطباء من مدن كبرى في تركيا إلى إقليمين في جنوب البلاد، استعداداً لتوغل محتمل في شمال سورية، وإنّ إجازات الأطباء في المنطقة ألغيت أيضاً.
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "فيلق الشام"، التابع إلى المعارضة السورية والمقرب من الجيش التركي والمتمركز في الشمال السوري، "وُضع السبت بحالة استنفار"، مرجحة دخول عناصر "الفيلق" إلى الشمال الشرقي من سورية في حال قرر الجيش التركي فرض المنطقة الآمنة بالقوة.
وكان الجانبان التركي والأميركي توصلا، في 7 أغسطس/آب الماضي، بعد مفاوضات وُصفت بـ"الصعبة"، إلى اتفاق يقضي بإنشاء "مركز عمليات مشترك" في تركيا لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمال سورية.