الانتخابات الفرنسية: تراجع في نسبة التصويت قياساً بالدورة الأولى

07 مايو 2017
تقدّم ماكرون على لوبان (العربي الجديد)
+ الخط -

أكّدت وزارة الداخلية الفرنسية، في ثاني إعلان لها، أن نسبة من صوّتوا، إلى حدود الساعة الخامسة مساء، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وصلت إلى 65,30 في المائة من عدد المسجلين في القوائم الانتخابية، وهو رقم أدنى من الرقم المسجّل في الدورة الأولى، أي 69,42 في المائة، كما أنه أقلّ من نسبة 2012 بست نقاط.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، في منتصف النهار، عن تصويت 28,23 في المائة من عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية، وهي نسبة تقترب من نسبة الدورة الأولى، ولكنها تظلّ دون نظيرتها سنة 2012.

ويتواصل التصويت في ظل ظروف أمنية مشددة، وتحت حراسة أكثر من 50 ألف شرطي ودركي، إلى جانب عشرة آلاف جندي وأفراد الشرطة البلدية، على الرغم من الجو الممطر بعض الشيء في العاصمة، وفي ظل ضعف الإقبال في عدد من المناطق، إذ كانت بعض المراكز الانتخابية شبه فارغة.

وعاين "العربي الجديد" عزوفاً عن التصويت في كثير من المراكز الانتخابية، خاصة في المناطق التي صوّتت بكثافة لصالح ميلانشون وهامون في الدورة الأولى.

وعلى الرغم من كل هذه الإحصاءات، فإن الأمل كبيرٌ في أن ترتفع النسبة مع مرور الوقت، ويقلّ عدد المقاطعين، ولو أن ظروف عطلة نهاية الأسبوع الأطول من المعتاد قد تغري بالسفر وعدم التصويت، وهو ما ينتج عنه بعض القلق من أن تكون نسبة المشاركة أقلّ من الدورة الأولى، والتي وصلت إلى 79,69 في المائة، علماً أن نسبة المشاركة في الدورة الثانية، عادة ما تكون أعلى من الدورة الأولى في الانتخابات الفرنسية.
 


هذا القلق هو ما عبّرت عنه تغريدة وصلت من الفضاء، وتحديداً من المحطة الفضائية الدولية من قبل رائد الفضاء الفرنسي، توماس بيسكي، وهو الذي أوكل من ينوب عنه في التصويت، والتي تطالب الفرنسيين بالتصويت هذا اليوم، إذ دوّن: "لا تنسوا أن تذهبوا لتصوّتوا اليوم. وأنا أوكلت من يصوّت مكاني، ولقد أعذر من أنذر".


وصوّت معظم القادة السياسيين، بمن فيهم ماكرون ولوبان وهولاند وميلانشون وبايرو وكازنوف وهامون، قبل منتصف النهار، من أجل حثّ مواطنيهم على الاقتداء بهم، والتأكيد على أهمية التصويت. 

وفي أحد المراكز الانتخابية في مُونتروي، الضاحية القريبة والمتداخلة مع باريس، لم يسجل "العربي الجديد"، خلال ربع ساعة، سوى أربعة مصوّتين، بينما كان يوجد كثير من الشباب في محيط المدرسة، والتي جرى التصويت فيها. 

حسام، فرنسي من أصول تونسية، قال في تصريح خاص: "أنا أشتغل في الليل، وقد صوّت بعد منتصف النهار. وأنت تعرف حتماً لمن منحتُ صوتي".

موقف حسام يختلف عن شباب آخرين من أصول أفريقية ومغاربية كانت أصواتهم تتداخل، ولكنها كانت تعني شيئاً واحداً: "المعركة حُسمت من قبلُ. فَلِمَ نصوّت؟!". وأضاف أحدهم: "لو كان ميلانشون مرشحاً لمنحته صوتي". ولا شك أن هذا الشاب، المغاربي الأصل، وكثيرين غيره، من الذين صوتوا بكثافة لمرشح "فرنسا غير الخاضعة"، ويشكلون جزءاً من ناخبي جاك لوك ميلانشون الذين فضّلوا الامتناع عن التصويت في هذه الدورة.

وغير بعيد عن هذه المواقف، قال فريد، مهندس وعضو في حزب "الجمهوريون"، لـ"العربي الجديد": "أتيت من بعيد لأصوّت. وبالطبع، نحن نعرف جيداً من تسبب في هزيمة مرشحنا". وحتى إن لم يفصح عن طبيعة تصويته، إلا أنه كان يتناغم مع موقف قيادة الحزب. 

ولا موقف فاطمة، والتي حصلت على الجنسية قبل فترة قصيرة، والتي أكدت لنا أنها لم تصوت أبداً من قبل في بلادها العراق: "لكنني لن أفوّت أي فرصة للتصويت بعد اليوم"، وقبل أن نسألها أجابت: "تتبعت جيداً الحملة الانتخابية وشاهدت المناظرة، ثم صوّتُّ للتسامح والأمل والتضامن. وما عليك سوى أن تبحث، أنت، عمن يعبّر عن هذه القيم من بين المُرشَّحَيْن".
 
 

ولأن الهاجس الأمني هو الشغل الشاغل للسلطات الفرنسية، وفي ظل تمديد مستمر لحالة الطوارئ، والتي أعلن عنها بعد "التفجيرات الإرهابية"، فقد جرى بعد ظهر اليوم إخلاء مؤقت لساحة متحف اللوفر من كل السياح والمرتادين، بسبب ما قيل إنه إنذار أمني، لكن السلطات الأمنية سرعان ما طمأنت المواطنين بأن الأمر يتعلق بـ"اختبارات أمنية احتياطية بسيطة"، من أجل "تبديد الشكوك"، و"التحقق من غياب أي خطر"، علماً أن هذه الساحة اختارها المرشح ماكرون للظهور أمام أنصاره في حال فوزه، مساء اليوم الأحد.

ولا تزال ساحة اللوفر، المتحف الأكثر استقبالاً للزوار في العالم، عالقة في الأذهان، بعد استهدافها في الثالث من فبراير/ شباط، في ما قيل إنه عملية إرهابية، لم تتضح معالمها بعد.          ​