تجدد الاشتباكات مع "تحرير الشام" في الشمال السوري

09 يناير 2019
إصابات في صفوف المدنيين (نظير الخطيب/فرانس برس)
+ الخط -

تجددت الاشتباكات في مناطق مختلفة من الشمال السوري بين "هيئة تحرير الشام" وفصائل من "الجيش السوري الحر"، ما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين، وسط قصف من قوات النظام السوري أيضا على هذه المناطق، في حين أعلنت "حركة أحرار الشام الإسلامية" أنها مستمرة في مواجهة "تحرير الشامبالرغم من الاتفاق الذي ينص على حل الأخيرة لنفسها وتسليم سلاحها الثقيل في محافظة حماة، وسط البلاد.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديدإن اشتباكات وقعت في محيط منطقة أطمة، شمالي محافظة إدلب، عند الحدود مع "لواء إسكندرون"، وشمال دارة عزة بالقطاع الشمالي الغربي من ريف حلب، بين "هيئة تحرير الشام" وفصائل عاملة في المنطقة، ما تسبب بأضرار مادية في ممتلكات مواطنين وإصابة اثنين من المدنيين. 

وأضافت المصادر أن "هيئة تحرير الشام" استعادت السيطرة على تلة السيرتيل الاستراتيجية في منطقة دارة عزة، غرب مدينة حلب، بعد مواجهات مع "الجيش الوطني" التابع لـ"الجيش السوري الحر"، إثر سيطرة الفصائل عليها لمدة ساعة واحدة فقط، مشيرة إلى أن "الجيش الوطني" قصف بالمدفعية والصواريخ الفوج "111"، والتلة التي تطل على مدينة دارة عزة وقرى مجاورة، وعلى منطقة جنديرس الواقعة تحت سيطرة "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا.

كما أصيب مدني نتيجة سقوط قذيفة هاون على مدرسة في منطقة أطمة، شمال مدينة إدلب، إثر تجدد المواجهات بين "هيئة تحرير الشام" و"الجيش السوري الحر" هناك. 

وزعمت وسائل إعلام "تحرير الشام" أن مصدر القذيفة هو منطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة "الجيش الوطني".

إلى ذلك، أعلنت "حركة أحرار الشام الإسلامية" أنها مستمرة في مواجهة "تحرير الشام" في الشمال السوري. 

وقال بيان نشره المسؤول الإعلامي لـ"أحرار الشام" على تطبيق "تلغرامإن مقاتليهم "بذلوا جهدا في التصدي لتحرير الشام بمنطقتي سهل الغاب وجبل شحشبو، واضطروا بعد ذلك إلى إبرام اتفاق معها على تسليم سلاحهم، ولكن لا تزال بقية المناطق ثابتة، ومستمرون في قتالها".

وتوصلت "تحرير الشام" و"أحرار الشام" في وقت سابق اليوم، إلى اتفاق ينص على حل الأخيرة وتسليم سلاحها الثقيل والمتوسط للأولى غرب حماة، وإخضاع المنطقة إداريا وخدميا لـ"حكومة الإنقاذ" العاملة بمناطق سيطرة "الهيئة".

من جهة أخرى، قالت مصادر محلية إن وفدا من شيوخ عشائر وعدد من الأكاديميين مقرب من حكومة الإنقاذ، اجتمع مع وجهاء مدينة معرة النعمان بريف إدلب، بهدف الاتفاق على إيجاد حل يقضي بتحييد المدينة عن الاقتتال.

وتوصل مجلس شورى معرة النعمان مع الوفد إلى طرح هدنة مدتها 15 يوماً، مع الاشتراط أن تشمل الهدنة كل المناطق التي تشهد مواجهات بين "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير".

وأضاف الاتفاق أنه يتوجب سحب الأرتال العسكرية التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" من الأطراف المحيطة بالمدينة، لكن "الجبهة الوطنية للتحرير" لم تذكر هذا الاتفاق، مشيرة إلى أن حشود "هيئة تحرير الشام" لا تزال في محيط المدينة.

 

من جهتها، استهدفت قوات النظام السوري مواقع فصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي، بالتزامن مع تحليق للطيران الروسي في أجواء محافظة إدلب.

وقالت وكالة "سانا" الرسمية إن "وحدات الجيش تنفذ عمليات دقيقة على محاور تحرك وتسلل المجموعات المسلحة في مدينة اللطامنة ومحيطها بريف حماة الشمالي، وتوقع بينهم إصابات مباشرة". وأضافت أن القصف استهدف أيضًا مواقع لفصائل المعارضة في الريفين الجنوبي والشرقي لمحافظة إدلب.  

وتشهد أجواء المحافظة تحليقًا لطيران الاستطلاع والطيران الحربي الروسي، وخاصة فوق جبهات الريف الشمالي والغربي لحماة.

وكانت شبكات موالية للنظام قد تحدثت، في الأيام الماضية، عن وصول تعزيزات من "الفرقة التاسعة" في قوات النظام إلى جبهات ريف حماة الشمالي، قادمة من درعا في الجنوب.