المفاوضات بين "طالبان" وواشنطن مستمرة في الدوحة... وتكتّم حول النتائج

10 مارس 2019
"طالبان" تنظر بإيجابية للمفاوضات (مسعود حسيني/فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل، في الدوحة، برعاية قطرية، جولة المفاوضات الخامسة بين ممثلين عن الولايات المتحدة، برئاسة زلماي خليل زادة، وممثلين عن حركة "طالبان"، برئاسة رئيس المكتب السياسي الملا عبد الغني برادر، والتي تهدف إلى وضع حد للحرب في أفغانستان.

وفيما لم ترشَح أية معلومات رسمية عن حصول أي تقدم في المفاوضات الجارية منذ أسبوعين، والتي تُعقد وراء أبواب مغلقة في أحد فنادق الدوحة، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لـ"طالبان"، محمد سهيل شاهين، لـ"العربي الجديد"، إن الحركة تنظر بإيجابية إلى جولة المفاوضات المستمرة في الدوحة، والتي تبحث انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وعدم السماح لأية قوة أجنبية باستخدام أراضي أفغانستان ضد أي بلد آخر. مضيفا أن "هناك تقدما تدريجيا حصل خلال التفاوض على الملفين"، لكنه رفض تحديد طبيعة هذا التقدم.

من جهتها، قالت مصادر قريبة من المفاوضات الجارية في الدوحة، إن هناك اختلافاً كبيراً في وجهات النظر بين وفد التفاوض الأميركي وحركة "طالبان"، موضحاً أن "الجانب الأميركي يحاول إقناع الحركة بتشكيل وفد أفغاني للتفاوض يضم جميع الفصائل الأفغانية، بما فيها الحكومة الأفغانية، قبل الحديث عن جدولة انسحاب القوات الأميركية، وهو ما ترفضه الحركة وتعتبره قضية أفغانية داخلية، وأنه يجب الاتفاق على جدول انسحاب القوات الأجنبية مع الجانب الأميركي، ثم يجري التفاوض فيما بين الأفغانيين على تشكيل الوفد الأفغاني المشترك".

وحول موعد ختام الجولة الحالية من المفاوضات بين الجانبين، رد شاهين بالقول إنه لا يعرف بالضبط موعد ختام هذه الجولة، لكنه رجح أن تشهد جولة المفاوضات، في نهاية الأسبوع الجاري، إعلانا ما حول نتائج المفاوضات.  

ولم تصدر وزارة الخارجية القطرية أية بيانات جديدة حول المفاوضات التي تُجرى في الدوحة، برئاسة المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، السفير مطلق بن ماجد القحطاني، واكتفت بالبيان الذي أصدرته عشية بدء مفاوضات الجولة الخامسة، والذي أعلنت فيه ترحيب دولة قطر باستضافة المحادثات الهادفة إلى "تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان". 

واعتبرت دولة قطر، التي تتولى دور الوساطة، جولة المحادثات الحالية بين الولايات المتحدة الأميركية و"طالبان"، تطوراً مهماً في محادثات السلام في أفغانستان، وعبّرت عن "الأمل في أن تحقق المحادثات النتائج المرجوة منها لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان".



ولوحظ، في الأيام الأخيرة، أن حسابات "طالبان" على مواقع التواصل الاجتماعي تجاهلت الحديث عن أي تقدم تم إحرازه في المفاوضات الجارية في الدوحة، وركزت على العمليات العسكرية التي تقوم بها في أفغانستان.

كما أن الحساب الرسمي لمبعوث السلام الأميركي إلى أفغانستان، زلماي خليل زادة، تجنّب، خلال الأيام الماضية، الحديث في حسابه عن مجريات جولة المفاوضات مع حركة "طالبان"، إلا أنه غرد أمس قائلا إن "الهجمات في أفغانستان، والتي استهدفت المدنيين، تبرهن مرة أخرى على أن التوصل إلى اتفاق شامل للسلام في أفغانستان يجب أن يضمن أن الإرهاب ليس له مكان في أفغانستان المستقبل".  

وأكد زادة، في حسابه على "تويتر"، دور المرأة في أفغانستان المستقبل، وقال "يتوقف نجاح أفغانستان في المستقبل على المشاركة الكاملة للمرأة، ويجب حماية حقوق المرأة في اتفاق سلام، وينبغي أن تكون جزءا لا يتجزأ من المفاوضات داخل أفغانستان"، وهو ما قد يؤشر إلى الفرق الشاسع في المفاهيم بين الجانب الأميركي و"طالبان"، نظرا للموقف المعروف والمتشدد للحركة من حقوق المرأة الأفغانية.