جرائم الاحتلال بعيون جنرالات إسرائيليين: "يكسرون الصمت" تخدمنا

22 ديسمبر 2015
سبّب موقفا ليفين وديسكين إحراجاً للحكومة (عباس المومني/فرانس برس)
+ الخط -
بخلاف الخط الرسمي الذي تنتهجه إسرائيل والكثير من قادتها، فقد دافع جنرالات متقاعدون عن الدور الذي تقوم به منظمة "يكسرون الصمت"، التي توثق الانتهاكات وجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. في هذا السياق، فاجأ الجنرال عميرام ليفين، الذي كان نائباً لرئيس جهاز "الموساد"، وتولّى منصب قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، عندما نشر يوم الجمعة، إعلاناً شخصياً في صحيفة "هآرتس"، يُشدّد فيها على أن "كل ما كشفت عنه منظمة يكسرون الصمت صحيح، وأن الجيش الإسرائيلي يقوم بالكثير من العمليات، التي لا تتفق مع الأخلاقيات التي يتوجب على الجيش أن يتحلّى بها".

ويضيف ليفين أنه "على مدى 30 عاماً من الخدمة في الجيش، كنت شاهد عيان لكثير من مظاهر السلوك غير الأخلاقي، الذي قام به الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية، ولا سيما ضد الفلسطينيين". ويهاجم ليفين، في الإعلان، الحكومة والشخصيات السياسية والإعلامية التي تنتقد حملة "يكسرون الصمت" وتتهمها بالخيانة. ويدعو قيادة الجيش إلى تقديم الدعم لعمل المنظمة، كونه يرى أن "نشاطها يسهم في وقف انزلاق الجيش لممارسات تمسّ بسمعته". وتكتسب شهادة ليفين وموقفه أهمية بارزة، كونه اكتسب "شهرة" كبيرة من خلال تخطيطه وقيادته عددا كبيرا من العمليات الخاصة، التي نفّذها جيش الاحتلال على مدى عقود، تحديداً خارج حدود فلسطين.

ويأتي إعلان ليفين، مع تأكيد الجنرال يوفال ديسكين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الداخلية "الشاباك"، بأن "يكسرون الصمت، تُسهم في الواقع في إسداء المعروف لإسرائيل وجيشها، من خلال التحذير من التداعيات السلبية للممارسات غير الأخلاقية التي يرتكبها الجيش والأجهزة الأمنية".

ويدعو ديسكين، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، يوم الجمعة، إلى "تقديم الدعم ليكسرون الصمت"، منتقداً الحملة التي تُشنّ عليها. ولا يمكن اتهام ديسكين بتوجّهات "يسارية"، لأنه يُعدّ "بطلاً" في إسرائيل لدوره في وضع حدّ لانتفاضة الأقصى، من خلال تخطيطه وتنفيذه "استراتيجية الاغتيالات" ضد قادة وعناصر حركات المقاومة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: مستوطن يمثل جريمة حرق عائلة دوابشة جنوبي نابلس

وقد تسبّب موقفا ليفين وديسكين بإحراج للحكومة وأنصارها، الذين هاجموا "يكسرون الصمت"، خصوصاً وزير المالية السابق وزعيم حزب "ييش عتيد"، يائير ليبيد، الذي قاد من صفوف المعارضة حملة ضد الحركة. وتحدّى الصحافي جدعون ليفي، ليبيد، بأن "يردّ على كل ما صدر عن ديسكين وليفين".

ويذكر ليفي في مقالٍ نشرته "هآرتس"، يوم السبت، من أن "مجاهرة ليفين وديسكين بموقفيهما، لن يُغيّر الواقع ولن يُفضي إلى أي تغيير إيجابي في سلوك الجيش". وينوّه إلى أن "المجتمع الإسرائيلي يتعرّض لعملية غسيل دماغ مكثّفة، من قبل السياسيين والإعلاميين، لإقناعه بأخلاقيات الجيش الإسرائيلي، وتصوير كل من يجرؤ على كشف ما ينفذ من جرائم حرب على أنه خائن".

في هذا السياق، تعاظمت الدعوات التي تُطلقها مرجعيات دينية وأطر سياسية يمينية، لعدم اعتبار إحراق عائلة دوابشة بأنه عمل إرهابي. وقد أصدرت منظمة "طريق الحياة"، التي يقودها الحاخام إسحاق غيزنبيرغ، التي تضمّ عشرات الآلاف من الشباب اليهودي المتديّن، بياناً اعتبرت فيه أن "إحراق عائلة دوابشة فريضة".

وقد كشفت "هآرتس" عن البيان الذي نشرته المنظمة على حسابها على "فيسبوك"، وذكرها: "صحيح أننا لا نعلم من نفّذ هذا العمل (إحراق عائلة دوابشة)، لكننا لا نشكّ للحظة أن من نفذه قد أدى فريضة شرعية". وقد شنّ الحاخام يوسي إليتسور، أحد مؤلفي كتاب "شريعة الملك"، الذي يدعو لقتل الأطفال العرب، هجوماً على حاخامات أعلنوا أنهم يتمنون أن يتم اعتقال منفذي عملية إحراق عائلة دوابشة.

وكتب إليتسور على موقعه الشخصي على الإنترنت، أن "هؤلاء يتمنون أن يتمكن الشاباك من اعتقال يهود تحرّكوا، ولم يتمكنوا من الصمت إزاء الدم اليهودي الذي يهرق". لكن تشريع إحراق عائلة دوابشة لم يعد يقتصر على هوامش الديني المتطرف، بل تعداه إلى أحزاب اليمين الحاكم.

وفي مقال نشره في صحيفة "بشيفع" الأحد، يشير النائب بتسلال سموطريتش، القيادي في حزب "البيت اليهودي"، الذي يقوده وزير التعليم نفتالي بينيت، إلى أن "إحراق عائلة دوابشة ليس إرهاباً، لأنه جاء نتاج الحملة التي يتعرض له الجمهور الديني الصهيوني، الذي اختار الإقامة في يهودا وشمرون (الضفة الغربية) وقد انفجر هذه الجمهور رداً على هذه الحملة". يذكر أنها المرة الثانية التي يدافع سموطريتش عن منفذي عملية إحراق دوابشة، ويهاجم "الشاباك" لقيامه باعتقالهم التحقيق معهم.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تراهن على "العصا السحرية" ضدّ صواريخ حزب الله
المساهمون