جدّد وزيرا الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، والروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، مواصلة الالتزام بتطبيق اتفاق سوتشي حول إدلب شمال غربي سورية، بينما تعرّضت المناطق الواقعة ضمن الاتفاق لقصف مدفعي من قبل قوات النظام.
وجاء التأكيد التركي الروسي على الاتفاق خلال مؤتمر صحافي جمع الوزيرين في مدينة أنطاليا جنوبي تركيا، بعد الاجتماع السابع لمجموعة التخطيط الاستراتيجي المشتركة بين البلدين، تناولا فيه العلاقات الثنائية، وعدداً من القضايا الإقليمية المشتركة.
كذلك عقد الطرفان اجتماعاً تحضيرياً قبيل القمة التي ستعقد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، في 8 إبريل/ نيسان المقبل.
وقال لافروف إنّ بلاده "ستواصل الالتزام باتفاقها مع أنقرة حول إدلب السورية، رغم صعوبة الوضع هناك"، مضيفاً أنّ "الطرفين باشرا باتخاذ إجراءات مشتركة لتنفيذ بنود الاتفاق"، من دون مزيد من التفاصيل.
وأعلن أردوغان، وبوتين، بعد قمة في مدينة سوتشي جنوبي روسيا، في 17 سبتمبر/ أيلول 2018، الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل مناطق النظام عن مناطق المعارضة في إدلب.
وحال الاتفاق دون تنفيذ النظام السوري وحلفائه هجوماً عسكرياً على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.
وتحددت المنطقة العازلة بعمق 15 كيلومتراً في إدلب، و20 كيلومتراً في سهل الغاب بريف حماة الغربي، فضلاً عن سحب الأسلحة الثقيلة من المعارضة المسلحة.
وعلى صعيد آخر، قال لافروف، إنّ قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان "يشكّل خرقاً للقانون الدولي".
ورأى لافروف أنّ "القرار الأميركي له علاقة بالانتخابات المرتقبة في إسرائيل، ولكنه يحمل بعداً آخر مفاده: (أنا قادر على فعل كل شيء)".
ومساء الإثنين، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرسوماً يعترف بـ"سيادة" إسرائيل على الجولان السوري المحتل منذ 1967.
بدوره، أكد جاووش أوغلو أنّ "تركيا تواصل مباحثاتها مع الولايات المتحدة حول إقامة منطقة آمنة شمالي سورية، بالتوازي مع التنسيق مع الشركاء الروس".
وأوضح الوزير التركي أنّ قسماً من مباحثاته مع نظيره الروسي كانت حول المنطقة الآمنة في هذا الشأن، مشدداً على أنّ "تركيا وروسيا ملتزمتان بوحدة حدود وأراضي سورية".
في غضون ذلك، سيّر الجيش التركي، اليوم الجمعة، دورية في ريف إدلب، لمراقبة تطبيق اتفاق المنطقة منزوعة السلاح.
وتُعتبر هذه الدورية التاسعة، إذ انطلقت من نقطة المراقبة في العيس في الريف الجنوبي لحلب، مروراً بسراقب إلى نقطة المراقبة في تل الصرمان بريف إدلب الشرقي.
وعلى الرغم من تسيير الدورية، لم توقف قوات النظام قصفها المدفعي على ريف حلب الجنوبي، وريف حماة الشمالي، حيث تم استهداف العديد من القرى والبلدات واقتصرت الخسائر على الماديات.
وتتعرّض محافظة إدلب، وشمال مدينة حماة، لقصف مدفعي وصاروخي متكرر من قبل قوات النظام السوري وروسيا، كما شاركت الطائرات الحربية التابعة للنظام وروسيا في القصف أخيراً.
ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل ما لا يقل عن 248 مدنياً، بينهم 82 طفلاً و43 امرأة، في أرياف إدلب وحلب وحماة واللاذقية، وذلك منذ توقيع اتفاق سوتشي في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، وحتى 14 مارس/ آذار الحالي.
وسجّلت الشبكة، في تقرير صدر عنها، قبل أسبوعين، ما لا يقل عن 4594 خرقاً للاتفاق الموقع بين تركيا وروسيا حول إدلب.
وأوضح التقرير أنّ النظام السوري مسؤول عن 4476 خرقاً، فيما حدد مسؤولية روسيا عن 34، و"هيئة تحرير الشام" عن 46، وفصائل المعارضة السورية عن 38.