نشطاء مصريون يكشفون "قائمة العار" لحفل سفارة إسرائيل

10 مايو 2018
التطبيع يصل ذروته مع نظام السيسي (العربي الجديد)
+ الخط -

كشف عدد من النشطاء في مصر عن أسماء مجموعة من رجال الأعمال والإعلاميين، الذين حضروا احتفال سفارة الكيان الصهيوني، في القاهرة، الذي يواكب الذكرى السبعين لإقامة دولة الاحتلال (نكبة فلسطين)، أمس الأول الثلاثاء، في فندق "ريتز كارلتون" الملاصق لجامعة الدولة العربية، والمواجه لميدان التحرير في وسط العاصمة، ويعتبره المصريون رمزاً لثورتهم.

وكتبت الصحافية نور الهدى زكي، على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلة "هذه هي الأسماء التي قيل من مصادر مختلفة إنها حضرت احتفال العار: علاء عرفة (رجل أعمال)، وهشام طلعت مصطفى (رجل أعمال)، وشاهيناز النجار (برلمانية سابقة)، وعماد الدين أديب (إعلامي)، وخالد أبو بكر (رجل أعمال)، وسعد الدين إبراهيم (أستاذ اجتماع)، وعبد المنعم سعيد (صحافي)".



وأضافت زكي: "بقول دي الأسماء التي تناقلها الناس للذين حضروا، وننتظر البقية، وغالباً لن ننتظر كثيراً، لأن مافيش حاجة (شيء) في مصر بتستخبى (تختفي)"، مستطردة "إذا كان هناك اسم من هؤلاء لم يحضر، يطلع يعلن، وهانعتذر له.. أما هؤلاء فليس لهم إلا المقاطعة لشركاتهم، وبرامجهم، واللي يقابلهم يقول لهم".



وردد عضو حزب "تيار الكرامة"، الحسيني البجلاتي، الأسماء ذاتها، قائلاً "بنعاديكي (نعاديك) يا إسرائيل"، وفي تغريدة أخرى: "السفير الصهيوني مبسوط أوي (سعيد جداً) من أنور السادات (الرئيس المصري الراحل)، وعبد الفتاح السيسي (الرئيس الحالي)، ومحمد بن سلمان (ولي العهد السعودي)، لأنهم ساهموا في تغيير نظرة العالم العربي لإسرائيل".



بدورها، غردت الناشطة ريهام الشيخ، بالقول: "علاء عرفة هو أول الخونة من الحاضرين في (ريتز كارلتون)، وهو رئيس شركة (العرفة) للاستثمارات والاستشارات، والرئيس التنفيذي لشركة الملابس السويسرية، وعضو المركز المصري للدراسات الاقتصادية"، متابعة "والده أحمد عرفة كان الأومباشي على حسني مبارك (الرئيس المخلوع) في الكلية الجوية".

وأضافت الشيخ: "هو شقيق أحمد وأشرف عرفة، ويمتلك ثلاثتهم مجموعة جولدن تيكس، وتدير المجموعة مصانع للملابس، ومحلات لويس، وكونكريت، وميكس، وجراند ستورز، وحرية مول، وبيير كاردان، ودانيال، وغي لاروش.. وكانوا مدينين بأربعة مليارات جنيه للبنوك، وتوقفوا عن سداد المبلغ".



وتابعت الشيخ: "في إبريل/نيسان 2015، أسس علاء عرفة، بالتعاون مع رئيس شركة (طاقة عربية)، خالد أبو بكر، شركة (دولفينس) لاستيراد الغاز من إسرائيل، وبيعه للمصانع في مصر، بعد قرار الحكومة بالسماح للقطاع الخاص باستيراد الغاز من الخارج.. وعاد إلى واجهة الأحداث، بعد إعلان شركة (ديليك دريلينج) الإسرائيلية، وشريكتها (نوبل إنرجي)، توقيع اتفاقيتين ملزمتين مع شركته، لتصدير الغاز إلى مصر".

وسبق لعرفة أن تبرع بمبلغ 20 مليون جنيه (نحو 1.1 مليون دولار) لصالح صندوق "تحيا مصر"، الذي أنشأه السيسي عند توليه مقاليد الحكم، ولا تخضع أمواله لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، ويبدو من سياق الأحداث أن النظام المصري اختاره ليكون رجل "إسرائيل" الجديد في مصر، محل رجل الأعمال وعرّاب صفقة توريد الغاز المصري لإسرائيل قبل ثورة 2011، حسين سالم.

ويعد عرفة من أبرز رجال الأعمال المصريين المطبّعين مع إسرائيل، ولعب دوراً هاماً في الضغط على الحكومة المصرية، لتسريع توقيع اتفاقية "الكويز" بين مصر وإسرائيل في عام 2004، والتي تشترط دخول المكون الإسرائيلي في المنتج المصري بنسبة 11.7%، بهدف التصدير إلى الولايات المتحدة.

وكانت سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى مصر، قد أصدرت بياناً عقب الاحتفال، قالت فيه: إن "لفيفا من الدبلوماسيين، ورجال الأعمال، وممثلين عن الحكومة المصرية، حضروا الاحتفال، واستمتعوا بعشاء إسرائيلي مميز أعده الشيف شاؤول بن أديريت مع فريق طهاة الفندق"، من دون أن تكشف عن أسمائهم، أو الصور الخاصة بهم في الاحتفال.

ونقل البيان عن السفير الصهيوني، دافيد غوبرين، قوله، إن "الشراكة المتينة بين مصر وإسرائيل تشكل قدوة ومثالاً لحل صراعات إقليمية ودولية في العالم أجمع.. ونلاحظ التغيير في معاملة الدول العربية لإسرائيل، حيث لا تعتبرها عدواً، بل شريكاً في صياغة واقع جديد، وأفضل في المنطقة.. واقع يستند إلى الاستقرار، والنمو الاقتصادي.. وتشكل اتفاقية الغاز التي تم التوقيع عليها مؤخراً دليلاً على هذه الثمار.. ويبقى الأمل أن تفتح الطريق أمام التعاون في مجالات أخرى!".

ومنذ وصول السيسي إلى سدة الحكم، في يونيو/حزيران 2014، وهو يعمل على توطيد العلاقات بين بلاده وتل أبيب، على نحو غير مسبوق، وصلت إلى حد التحالف في بعض المواقف الإقليمية، والتنسيق في توجيه الضربات للمسلحين الموجودين في مناطق سيناء، باعتبار أنه أحد الأطراف الفاعلة فيما يُعرف بـ"صفقة القرن"، التي يرعاها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.



وفي أغسطس/آب الماضي، أعادت إسرائيل فتح سفارتها في القاهرة، بعد إغلاقها لنحو تسعة أشهر، إثر استدعاء سفيرها في ديسمبر/كانون الأول 2016، كإجراء أمني وقائي، بعد إعادة فتح السفارة في سبتمبر/أيلول 2015، عقب أربع سنوات من الإغلاق، من جراء اقتحام حشود غاضبة لمقر السفارة، رداً على مقتل جنود مصريين برصاص إسرائيلي على الحدود.