أفادت مسودة مذكرة لمنظمة الصحة العالمية، اطلع عليها أعضاء مجلس الأمن الدولي، بأنّ منظمات الإغاثة العاملة مع الأمم المتحدة تريد من مجلس الأمن أن يسمح بشكل عاجل باستخدام معبر حدودي عراقي مع سورية مجدداً، لتسليم الإمدادات للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا.
غير أن نسخة محدثة من المذكرة، بتاريخ يوم الثلاثاء، حذفت المناشدة المباشرة بإعادة فتح معبر اليعربية بعد نحو أربعة أشهر من توقف استخدامه في عمليات الأمم المتحدة؛ بسبب معارضة روسيا والصين.
ولم ترد منظمة الصحة العالمية حتى الآن على طلب للتعليق.
وتثير هذه الخطوة احتمال تأجيج الانتقادات، التي تصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للمنظمة التابعة للأمم المتحدة بأنها تسمح لنفسها بأن تؤثر عليها بعض الدول.
وقال مدير شؤون الأمم المتحدة بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" لويس شاربونو، بخصوص التغييرات التي أدخلت على المذكرة، لوكالة "رويترز"، إنه "يجب أن تقف منظمة الصحة العالمية ثابتة ولا ترضخ للضغوط من القوى الكبرى. الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح، وليس تجنب الانتقادات".
وأضاف "ينبغي لمجلس الأمن على الفور أن يجدد التفويض باستخدام معبر اليعربية".
وخلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سورية، أمس الأربعاء، دعا عدد من الأعضاء المجلس إلى المساعدة في تعزيز عمليات نقل المساعدات عبر الحدود إلى سورية.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، إنه ينبغي بحث كل الخيارات بما في ذلك استخدام معبر اليعربية.
لكن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، قال "نحث زملاءنا بقوة على ألا يضيعوا وقتهم في البحث عن سبيل للدفاع، بشكل صريح أو ضمني، عن العودة إلى استخدام اليعربية".
وأعلنت سورية عن تسجيل 43 حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد، إحداها في شمال شرق البلاد، وثلاث وفيات.
وقالت مذكرة منظمة الصحة العالمية المحدثة، إنّ التأثير الحقيقي لفيروس كورونا في سورية يمكن أن يكون "كارثياً حقاً".
خيارات جديدة
وكان مجلس الأمن قد أجاز سنوياً تسليم المساعدات من خلال المعبر العراقي على مدى السنوات الست الماضية، لكنه توقف عن إصدار الموافقة، في يناير/ كانون الثاني، بسبب معارضة روسيا، حليفة سورية، بدعم من الصين.
وقالت مسودة مذكرة منظمة الصحة "شركاء الأمم المتحدة. يقترحون إعادة فتح معبر اليعربية على وجه الاستعجال. سيكون لهذا تأثير كبير على التعامل مع مرض كوفيد-19 في شمال شرق سورية".
وقالت المسودة المحدثة بدلاً من ذلك إن "هناك حاجة إلى خيارات جديدة" لإحلال المساعدات التي كان يتم تسليمها عبر العراق، مضيفة أنه لا يمكن توسيع عمليات الشحن عبر خطوط الصراع في البلاد بما يكفي لتلبية الاحتياجات في شمال شرق سورية.
وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة للمجلس مارك لوكوك، يوم الأربعاء "الفجوات في الإمدادات الطبية آخذة في الاتساع في شمال شرق سورية".
وموافقة مجلس الأمن ضرورية لتسليم مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود نظراً لعدم موافقة الحكومة السورية.
(رويترز)