الغنوشي: إمكانية ترشحي في 2019 مرتبطة بمصلحة الانتقال الديمقراطي في تونس

14 مايو 2018
احتمال توافق "النهضة" و"نداء تونس" على مرشح (ياسين غايدي/الأناضول)
+ الخط -

أكد رئيس حركة "النهضة" التونسية، الشيخ راشد الغنوشي، أن مسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في عام 2019 في تونس لم تحسم بعد، وأن "الأمر مرتبط بمصلحة الانتقال الديمقراطي في البلاد"، وأبقى الباب مفتوحا أمام احتمال تزكية مرشح توافقي مع حركة "نداء تونس".

وقال الغنوشي، في حوار نشرته صحيفة "الخبر" الجزائرية، اليوم الإثنين، إن موضوع الترشح "ليس موضوعا شخصيا، وإن كان من الناحية الدستورية الطريق أمامنا مفتوحا، لكن كما ذكرت سيكون المحدد هو مصلحة البلاد، وحواراتنا مع شركائنا في الوطن". 

وأضاف: "حتى الآن ما هو واضح هو أننا سنشارك في الانتخابات المقبلة، ولن نكون محايدين مثلما كنا في انتخابات 2014، هذه المرة سنشارك. كيف سنشارك؟ تلك مسألة فيها نظر. هل سندعم مرشحا آخر، أو نقدم مرشحنا، ذلك مطروح للتفكير، والأكيد أن هذا الموضوع لن يكون خاضعا للرغبات الشخصية، ولكن سيكون المحدد الأساسي فيه هو مصلحة البلاد ومصلحة الانتقال الديمقراطي، وتقدير الأوضاع الداخلية والخارجية".

وأبقى الغنوشي على احتمال حصول توافق بين حركة "النهضة" وحزب "نداء تونس"، الذي يقوده الرئيس الباجي قايد السبسي حول مرشح رئاسي مشترك في الانتخابات التي ستجري العام المقبل.

واعتبر رئيس أكبر الأحزاب الإسلامية في فوز "النهضة" بالانتخابات البلدية، التي جرت في تونس في السادس من مايو/ أيار الجاري، "تقديرا لجهود الحركة في الدفاع عن الوحدة الوطنية ودورها الإنقاذي للبلاد من مشكلات الانتقال الديمقراطي، إلى جانب رئيس الدولة، مما جعل من تونس استثناء في الربيع العربي". 

 

في المقابل، أقرّ بخسارة "النهضة" في الانتخابات الأخيرة لما يزيد عن 30 في المائة من الأصوات مقارنة مع الانتخابات السابقة، مشيرا، من جهة أخرى، إلى حفاظها على 70 في المائة كـ"كتلة ناخبة وفية"، نافيا أن يكون العزوف الذي شهدته تلك الانتخابات "عقابا للأحزاب الحاكمة (النهضة والنداء) كما يدعي البعض، لو كان كذلك لرأينا أن الصوت اتجه للمعارضين، الذين جوهر خطابهم راديكالي ونقد للسلطة والأوضاع السيئة".

وفسر الغنوشي الصعود اللافت لقوائم المستقلين بكون "الحياة الحزبية في تونس لم تستقر حتى الآن، إذ القائمات المستقلة هي تعبير عن أننا نعيش في مرحلة انتقالية لم تتبلور فيها صورة أحزاب، لكن بدأت بعض الملامح أنه للمرة الثانية يبرز حزبان رئيسيان".

وهاجم رئيس "النهضة" التيارات السلفية في تونس، وقال إن هؤلاء كانوا "يقومون بعمل اجتماعي وفي المساجد، وهم في نفس الوقت يخزنون الأسلحة.. وهؤلاء الذين يخلطون الافكار بالعنف لديهم تفكير دغمائي".

ونفى الغنوشي وجود أي خطة لـ"النهضة" للانقضاض على الحكم، مشددا "نحن لسنا انقلابيين. بلادنا في مرحلة ديمقراطية ناشئة، وهذه الديمقراطية الفتية لا تتحمل الصراعات الكبيرة، وخاصة ذات الطابع الإسلامي والعلماني".

وثمن رئيس حركة "النهضة" ما وصفه بـ"إسهام" الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، في تجنيب بلاده "المحرقة"، لأنه "أوقف الفتنة وفتح أبواب التصالح والوئام الوطني"، وجدّد نفيه القيام بأي وساطة بين الجزائر والمغرب على خلفية الأزمة الأخيرة.

ودعا الغنوشي أطراف الأزمة الليبية إلى "إشراك رموز من النظام السابق"، وقال: "الوفاق الوطني في ليبيا يجب ألا يتجاهل النظام القديم، ولا يستبعد أنصاره، لأنهم مكون من مكونات الساحة الليبية، ولا يمكن استبعادهم، تماما مثلنا نحن في تونس تجنبنا أية سياسة إقصائية لجزء من النظام القديم، ولا يمكن أن نصدر قانون تجريم الجميع".