انتهت الجولة الثانية من التصويت لانتخاب المدير الحادي عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، في العاصمة الفرنسية باريس، مساء اليوم الثلاثاء، بتقدّم المرشح القطري، وزير الثقافة السابق، حمد بن عبدالعزيز الكواري، على منافسيه.
وحصد مرشح قطر أعلى نسبة أصوات في الجولة الثانية، ولكن في ظل عدم حصول أي من المرشحين على الغالبية المطلوبة، سيتم انعقاد جولة انتخابية ثالثة.
وحصل الكواري على صوت إضافي، ليكون في جعبته 20 صوتا، فيما حافظت المرشحة الفرنسية، أودري أزولاي، على نتيجتها الأولى، وهي 13 صوتاً.
أما مشيرة خطاب، مرشحة مصر، فقد حصلت على صوت إضافي، لتقترب من المرشحة الفرنسية، إذ استطاعت انتزاع 12 صوتا.
ولعل الخاسرة الكبيرة، اليوم، هي المرشحة اللبنانية فيرا الخوري لاكويه، التي خسرت 3 أصوات، مقارنة باليوم الأول، لتحصد 3 أصوات، في حين أن ممثلي آسيا، الصيني كيان تانغ، والفيتنامي فام سان تشاو، حصل كل منهما على 5 أصوات.
وتجدر الإشارة إلى أن الأغلبية المطلوبة لتحديد الفائز في هذا التصويت هي 30 صوتا، ومعنى هذا أن التصويت سيتواصل إلى يوم الجمعة، كأقصى حد، إذ تمرّ عملية الانتخاب بإجراءات معقّدة، على مدى 5 جولات متتالية.
وتلوح أمام العرب فرصة فريدة للظفر برئاسة منظمة "يونسكو". وفي حال تحقق الأمر عن طريق المرشح القطري، الذي حلّ أوّلاً بانتخابات الجولة الأولى والثانية، أمس واليوم، فستكون المرة الأولى التي يصل فيها عربي إلى مركز المدير العام لـ"يونيسكو"، إذ إن هذه المنطقة الجغرافية من العالَم لم تُمثَّل من قبل في هذا المنصب السامي.
ويمكن إجراء حتى أربع دورات تصويت في حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة، وإذا اضطرت الحاجة لإجراء دورة خامسة (متوقعة يوم الجمعة المقبل)، فستكون بين المرشحَين اللذين تصدرا الدورة الرابعة.
وفي ظلّ هذه الصدارة للمرشح القطري، لم يُخف السفير الإسرائيلي لدى يونسكو، كرمل شاما هكوهين، قلقه من تقدم الكواري في السباق، معتبراً أن ترشحه ليس في صالح الدولة العبرية، بحسب ما نقل أحد المواقع الإسرائيلية.
وإلى وقت قريب، أي قبل فرض ثلاث دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين) إضافة إلى مصر، حصارها على قطر، في 5 يونيو/حزيران، كان المرشح القطري، متمثلاً بشخص وزير الثقافة القطري السابق، حمد بن عبد العزيز الكواري، ومؤلف كتاب "مجلس الثقافات"، مرشح التوافق بامتياز، وكان قادراً على تجاوز كل المرشحين الآخرين، بمن فيهم مرشحا دولتين عظميين، فرنسا والصين، والوصول إلى هذا المنصب الأممي الرفيع الذي ينتظره العرب منذ عقود.