"الغارديان": أفغانستان تحاول إرضاء إيران والسعودية رغم الخلافات

22 ابريل 2015
الرئيس الأفغاني أثناء زيارته لإيران (الأناضول)
+ الخط -
تناول مقال لصحيفة "الغارديان" البريطانية، المأزق الذي وجدت أفغانستان نفسها داخله، فمن جهة يتعين على القيادة الجديدة في كابول أن تحافظ على الروابط الاستراتيجية التي تجمعها بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي الآن نفسه عليها مواصلة علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية.

وجاء في المقال أنه من خلال تقديم الدعم للعمليات التي تقودها المملكة العربية السعودية لصد الحوثيين، الذين تدعمهم إيران، يجازف الرئيس الأفغاني، أشرف غاني، بجر بلاده، التي تعاني أصلا من عدد من المشاكل الداخلية، إلى حرب بالوكالة بين السنة والشيعة.

"الغارديان" أوضحت أنه في حال فشل أفغانستان في إيجاد توازن في العلاقات التي تجمعها بكل من المملكة العربية والسعودية وإيران، فإنها ستواجه خطر انقسام شعبها إلى أقطاب، ودخوله في دوامة الصراعات بين القوى الإقليمية.

في المقابل، أشار المقال إلى أنه في حال نجحت كابول في لعب ورقتها بشكل صحيح، فإن الدور التاريخي المتنافر لأفغانستان داخل مجالات متضاربة للنفوذ قد يمكن الاعتماد عليه للحفاظ على توازن القوى في المنطقة.


كما ذكرت الصحيفة أن علاقات أفغانستان مع السعودية انتقلت إلى وضع أفضل منذ تولي غني قيادة البلاد، إلا أن الزيارة التي قام بها هذا الأخير إلى طهران يومي 19 و20 من الشهر الحالي جسدت سعي كابول إلى إيجاد توازن في علاقاتها مع جارتها الغربية، إيران.

الصحيفة البريطانية أبرزت كذلك أن أفغانستان تعودت على وجود قوى متنافرة؛ فخلال القرن التاسع عشر كانت البلاد محط نزاع بين الإمبراطوريتين البريطانية والروسية، وهو ما تكرر كذلك بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في حقبة الحرب الباردة، ومؤخرا بين باكستان والهند.

ومع ذلك تقول الصحيفة، إن الخلافات بين الرياض وطهران يمكن أن تكون  مدمرة بالنسبة لأفغانستان، لا سيما أن البلاد تسعى جاهدة إلى التغلب على تبعات عقدين من الزمن من الحرب.

كما أضافت الصحيفة أنه بالرغم من كون الحرب بالوكالة التي تجري في اليمن ستظل داخل حدود البلاد، فإن نفس الخلافات الطائفية قد تظهر في أفغانستان، حيث تمارس السعودية وإيران نفوذا كبيرا على جماعات متعارضة من القبائل والقادة الدينيين.

وأشار المقال في نهايته إلى حاجة أفغانستان الالتزام بالحياد للحفاظ على علاقاتها التي عرفت انتعاشة مع المملكة العربية السعودية، مع الحرص على نفس الروابط الاستراتيجية مع إيران، موضحة أن القيام بهذا الأمر سيكون بمثابة التحدي للقيادة الجديدة في كابول، لكنه السبيل السلمي الوحيد لضمان عدم دخول أفغانستان في لعبة الصراعات الإقليمية.

اقرأ ايضا: الرئيس الأفغاني يبحث قضيتي الأمن واللاجئين مع إيران

المساهمون