تعزيزات للأمن العراقي ببغداد تزامناً مع "أربعينية سليماني والمهندس"

11 فبراير 2020
التشديد الأمني بدأ منذ مساء الإثنين (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد العاصمة العراقية بغداد، انتشاراً أمنياً مشدداً في عدد من المناطق، فضلاً عن المنطقة الخضراء التي تضم المباني الحكومية ومبنى السفارتين الأميركية والبريطانية، فيما جابت المروحيات سماء المنطقة منذ مساء الإثنين وحتى صباح اليوم الثلاثاء.

التشدد الأمني الذي بدأ منذ مساء الإثنين، ورافقه نزول قوات مكافحة الإرهاب إلى الشارع، وقوات من وزارة الداخلية، يأتي قبيل إحياء فصائل المليشيات الموالية لإيران ذكرى اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد مليشيا "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا بغارة أميركية قرب مطار بغداد، في 3 يناير/كانون الثاني الماضي. 

الحفل التأبيني الذي من المفترض أن تحضره أعداد كبيرة من فصائل المليشيات، يأتي بالتزامن أيضاً مع تحشيد جديد للمتظاهرين العراقيين لتنظيم تظاهرات واسعة الجمعة المقبل، اعتبروها تأكيداً على المطالب ورفضاً لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة. 

ونشرت أيضاً فصائل المليشيات التي توافد، منذ أمس الإثنين، المئات من أتباعها نحو بغداد، عشرات من عناصرها في عدد من مناطق نفوذها في العاصمة، إذ جددت تهديدها بـ"الانتقام" لسليماني والمهندس. 

وقال المتحدث باسم مليشيا كتائب "حزب الله" العراقي محمد محيي، في بيان صحافي، إنّ فصيله المسلح "يحتفظ بحق الرد على الاحتلال الأميركي وإرغامه على الخروج"، مشدداً "يجب تنفيذ قرار البرلمان بإخراج القوات الأميركية من البلاد". 

في غضون ذلك، عقدت القيادات الأمنية في بغداد اجتماعاً موسعاً، ليل أمس الإثنين، بحضور نائب قيادة العمليات المشتركة ووزير الداخلية وقيادات أمنية أخرى، لمناقشة الملف الأمني في العاصمة وتأمين المنطقة الخضراء ببغداد، واتخاذ الإجراءات المشددة لحماية العاصمة من أي خرق أمني.

وانتشرت قوات من الشرطة ومكافحة الإرهاب بكثافة في محيط المنطقة الخضراء، وقرب ساحات التظاهر والتقاطعات القريبة منها، فضلاً عن المناطق ذات النفوذ الواسع للمليشيات، ومنها مدينة الصدر ومنطقة الشعلة، والشرطة الخامسة وغيرها. 

ونفى المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان، أن يكون هناك أي طارئ لانتشار قواته في مناطق العاصمة.

وقال النعمان، في تصريح صحافي، إن "انتشار عناصر مكافحة الإرهاب في بعض مناطق بغداد حالة طبيعية، ولا يوجد أي طارئ، ولم يأت لوجود أمر مهم، وهو انتشار طبيعي".

وأكد أنّ "الانتشار هو جزء من مهام الجهاز، ويأتي أيضا ضمن الممارسات التدريبية".


وأكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القيادات الأمنية وضعت أمس خطة مشددة لحماية العاصمة، وتحديدا المنطقة الخضراء، من أي تعرض أو هجوم قد تواجهه"، مبيناً أنّ "قيادة العمليات أصدرت توجيهاتها منذ، أمس الإثنين، بالانتشار المكثف، خاصة بالقرب من مداخل المنطقة الخضراء، كما انتشرت قوات أخرى داخل المنطقة، وقرب مبنى السفارة الأميركية". 

وأشار إلى أنه "تم نصب الحواجز المتنقلة على الطرق القريبة من المنطقة وقرب مداخلها من جهات الكرادة والقادسية وكرادة مريم، وتتم عمليات تفتيش مشددة للسيارات والأفراد الذين يمرون في تلك المناطق".

وأدى الانتشار العسكري وانتشار عناصر المليشيات إلى ارتباك ومخاوف أمنية من حدوث طارئ، وحاول أهالي العاصمة تجنب المناطق الحساسة، سيما المنطقة الخضراء، وعدم مرورهم بقربها. 

وقال مواطنون في العاصمة إنّ اختناقات حادة شهدها أغلب جانب الرصافة من بغداد، وشوهدت طوابير طويلة من السيارات تمتد لبضعة كيلو مترات في طريق رئيسة بمحيط المنطقة الخضراء، في وقت عاودت قوات الأمن نصب نقاط تفتيش في مداخل عدد من أحياء العاصمة.