اتهامات لقادة "البوليساريو" بالسطو على المساعدات الإنسانية لسكان تندوف

17 سبتمبر 2017
أكثر من 60 مليون يورو سنوياً للمخيمات(فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -




رغم حصول جبهة "البوليساريو"، المطالبة باستقلال الصحراء عن سيادة المغرب، على دعم مالي كبير من جهات دولية عديدة، لا يزال سكان مخيمات تندوف يعانون من الفقر، ويسكنون في الخيام، في ظل اتهامات لقادة الجبهة بمراكمة الثروات من خلال السطو على المساعدات الإنسانية.

ويقدّر مراقبون قيمة المساعدات التي تحصل عليها الجبهة من دول ومنظمات دولية بما يتجاوز 60 مليون يورو سنوياً، دون أن تتحسن أوضاع سكان تندوف، الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألفاً.

وحصلت "البوليساريو"، في الآونة الأخيرة، على دعم مالي كبير من عدة دول ومنظمات، تحت غطاء المساعدات الإنسانية لسكان مخيمات تندوف، بينها منحة من الولايات المتحدة، قبل أسابيع، بلغت مليون دولار، كما منحها الاتحاد الأوروبي 5.5 ملايين دولار، فيما تكفل صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في الجزائر مؤخرا بدعم تعليم أطفال المخيمات.

وفي السياق نفسه، قال الكاتب العام للمنظمة الدولية للدفاع والنهوض بحقوق الإنسان بباريس، خالد السموني الشرقاوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن كسب البوليساريو للكثير من المساعدات الإنسانية في العالم ليس جديداً، مؤكدا أن "هذه المساعدات ذات طابع إنساني وموجهة لسكان مخيمات تندوف، الذين هم في أمس الحاجة إليها"، قبل أن يستدرك: "لكن المؤسف أن جلّ هذه المساعدات لا يستفيد منها المعنيون بها".

وتابع الشرقاوي، وهو أيضا مدير مركز الرباط للدراسات، أن "سكان المخيمات ما زالوا يعانون من الفقر واليأس والحرمان، ومن خرق منهجي لحقوقهم الأساسية، ويسكنون في الخيام، ولا يتوفرون على المياه الصالحة للشرب، ويفتقرون إلى مقومات الحياة المدنية المتحضر، وإلى تعليم حديث ومتقدم".

واتهم المتحدث ذاته زعماء الجبهة بـ"مراكمة الثروات على حساب معاناة سكان المخيمات"، موضحا أنهم "يملكون العقارات ويتوفرون على حسابات وأرصدة بنكية بأوروبا وأميركا اللاتينية، بفضل المساعدات الدولية، تاركين الساكنة في وضعية مأساوية ولا إنسانية".

وشدد المتحدث ذاته على أن "الحديث عن معاناة سكان منطقة تندوف لم يأت من فراغ، وإنما هو ثابت في تقارير عدد من المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان". 

وذكّر مدير مركز الرباط للدراسات بتقرير للجنة الأميركية لشؤون اللاجئين والمهاجرين صدر في 2010، كشف عن تورُّط قادة "البوليساريو" في قضايا يُجرمها القانون الدولي، تتمثل في "الاستغلال والعنف الجنسي، والتعذيب والتجارة في الأطفال".

وحسب هذا التقرير، فإن ممارسات الاستغلال داخل مخيمات تندوف تتمثل، أيضا، في "نهب المساعدات الإنسانية التي ترسلها المجموعة الدولية لسكان المخيمات وبيعها في أسواق الجزائر ومالي وموريتانيا"، يؤكد الكاتب العام للمنظمة الدولية للدفاع والنهوض بحقوق الإنسان بباريس.