البرلمان المصري يدرس دعوة الكنيست للقاء في رام الله

21 مايو 2016
أحيلت الدعوة إلى اللجان المختصة في البرلمان(العربي الجديد)
+ الخط -
تكشف مصادر برلمانية مصرية، لـ"العربي الجديد"، أنّ مجلس النواب المصري يدرس دعوة تقدم بها عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي لعقد لقاء مع نواب مصريين بمدينة رام الله بالضفة الغربية، في ضوء دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "للسلام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خلال كلمته في افتتاح محطة كهرباء أسيوط قبل أيام. ووفقاً للمصادر البرلمانية البارزة، فإن "رئاسة مجلس النواب المصري، أحالت الدعوة إلى اللجان المختصة بذلك وهي الدفاع والأمن القومي، والعلاقات الخارجية، والشؤون العربية لبحثها". وتشير المصادر إلى أنه "لا مانع من تلبية الدعوة بعد دراستها بشكل جيد". وتلفت المصادر إلى أن الدعوة تضمنت أن يكون اللقاء مشتركاً بين أعضاء الكنيست، ونواب من المجلس التشريعي في الضفة وغزة، من "فتح" و"حماس" وغيرها من الفصائل الممثلة في المجلس. وتوضح المصادر البرلمانية أن الإجراءات المتعلقة بتلبية الدعوة تسير بشكل جيد مع أجهزة الدولة المختصة، مرجحةً أن يتم اللقاء مطلع شهر يونيو/ حزيران المقبل.



وكان رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب المصري كمال عامر، قد أكد، يوم الإثنين الماضي، في تصريحات للمحررين البرلمانيين، أنه لا توجد أي محاذير في استقبال سفراء وممثلين عن الدول الأجنبية داخل المجلس، حتى وإن كان السفير الإسرائيلي. وأضاف عامر، في تصريحاته، والتي أعقبت لقاء اللجنة مع المستشار السياسي للسفارة الأميركية في القاهرة، أن استقبال السفراء الأجانب يأتي في إطار تنسيق الجهود، بما يخدم قضايا الأمن القومي المصري، على حد قوله.

يذكر أن مجلس النواب المصري قد قرر في مارس/ آذار الماضي إسقاط العضوية عن النائب توفيق عكاشة بأغلبية 465 عضواً، بعد استضافته السفير الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورين في منزله بمحافظة الدقهلية، الأمر الذي أثار ردود فعل منددة من قبل النواب وصلت إلى حد قيام النائب كمال أحمد عميد النواب المستقلين بضرب عكاشة بالحذاء أسفل قبة البرلمان، ما تسبب في منعه من حضور الجلسات لمدة فصل تشريعي كامل. يشار إلى أن آخر انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني قد أجريت بمشاركة كل الأحزاب والفصائل الفلسطينية، باستثناء حركة "الجهاد الإسلامي"، وفازت حركة "حماس" بأغلبية 74 نائباً، بينما فازت منافستها "فتح" بـ45 نائباً، وتم تنصيبه في 18 شباط/ فبراير 2006.

وتتزامن هذه التسريبات في وقت يزور فيه وفد رفيع المستوى من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة أمينها العام رمضان شلّح، القاهرة، لبحث عدد من الملفات مع رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، خالد فوزي، أهمها المصالحة الداخلية بين حركتي "فتح" و"حماس"، والتي شهدت علاقتها بالقاهرة تحسناً ملحوظاً في الفترة الأخيرة.


كما تأتي هذه المعطيات بعد أيام من إطلاق السيسي مبادرته في ما يتعلق بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي السياق، قال الصحافي إبراهيم عيسى، في برنامجه "مع إبراهيم عيسى"، المذاع على قناة "القاهرة والناس"، إنّ "تصريحات السيسي عن القضية الفلسطينية والمبادرة التي أطلقها للسلام تشير إلى أننا ربما نكون أمام زيارة أولى يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاهرة والاجتماع بالسيسي أو أمام مبادرة أخرى يقوم بها الرئيس المصري الحالي شبيهة بخطوة الرئيس المصري الراحل أنور السادات في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1977، عندما زار إسرائيل وألقى كلمة في الكنيست". واعتبر عيسى أن خطوة كهذه قد تأتي كـ"محاولة من السيسي لبناء أو إنهاء صراع لصالح تسوية سلمية ومعاهدة سلام، بصرف النظر عن المواقف الخاصة بتقييم السلام أو معاهدات السلام"، معتبراً أن هذا الأمر "هو مجمل ما يمكن فهمه من مبادرة السيسي".