شخصيات أميركية بارزة تنتقد ترامب بعد قمة هلسنكي: "أسوأ لحظات الرئاسة"

16 يوليو 2018
ترامب دعا إلى التعايش مع روسيا (Getty)
+ الخط -
وصف السناتور الجمهوري، جون ماكين، المؤتمر الصحافي المشترك بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين في هلسنكي، بأنه "كان أحد أسوأ لحظات تاريخ الرئاسة الأميركية".

وقال السناتور الجمهوري المخضرم: "إنه الأداء الأكثر عارًا لرئيس أميركي"، مضيفًا "من الواضح أن قمة هلسنكي كانت خطأ مأساويًا"، بحسب ما نقلت عنه "رويترز".

وبعد انتهاء قمّته مع بوتين، قال ترامب، في تغريدة على "تويتر": "كما قلت اليوم، وفي عدة مرات سابقًا، لدي ثقة عظيمة في أفراد مخابراتي".

واستدرك بالقول: "أنا أدرك أنه أيضًا لبناء مستقبل مشرق؛ لا يمكننا التركيز على الماضي حصرًا، كأكبر قوتين نوويتين في العالم، علينا أن نتعايش".

بدورها، اعتبرت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، أن بوتين يبتز ترامب، تعقيبًا على قمة هلسنكي التي جمعت بين الرئيسين اليوم الإثنين.

وصرّحت بيلوسي: "كانت لدونالد ترامب فرصة لمواجهة بوتين. اليوم بعد أقل من 72 ساعة على توجيه وزارة العدل التهمة إلى 12 مسؤولًا روسيًا جديدًا بالتدخل في انتخابات عام 2016، يحمّل ... البلدين المسؤولية".

وأضافت في تغريدة عبر "تويتر": "أسأل نفسي كل يوم ماذا يمسك الروس على دونالد ترامب شخصيًا أو ماديًا أو سياسيًا".

وتابعت: "الإجابة عن هذا السؤال تفسر سلوك (ترامب) ورفضه التصدي لبوتين"، دون مزيد من التوضيح، وفق ما نقلت عنها "الأناضول".

من جانب آخر، ندد سناتوران جمهوريان في مجلس الشيوخ الأميركي بتصريحات ترامب بعيد لقائه بوتين في هلسنكي، واعتبروا أنه "لم يدافع عن المصالح الأميركية".

وقال السناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، على "تويتر" بعد المؤتمر الصحافي المشترك بين ترامب وبوتين في هلسنكي: "فوّت الرئيس ترامب فرصة ليحمل روسيا بوضوح مسؤولية تدخلها في انتخابات 2016، وتوجيه تحذير حازم بشأن الانتخابات المقبلة". وأضاف: "سترى روسيا في رد ترامب علامة ضعف"، وفق "فرانس برس".

كما وصف جيف فلايك، وهو سناتور جمهوري آخر معروف بانتقاداته المتكررة لترامب، تصريحات الأخير بأنها "عار".

وكتب في تغريدة له: "لم أكن أتصور أبدًا أن يأتي يوم وأرى فيه رئيسنا الأميركي يقف إلى جانب الرئيس الروسي، ويحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن الاعتداء الروسي".

وقال النائب الديموقراطي جيمي غوميز: "يستمر ترامب في بيع الولايات المتحدة لبوتين وروسيا. عدم الدفاع عن الولايات المتحدة أقرب إلى الخيانة".

من جانب آخر، رأى مدير "سي آي إيه" بين عامي 2013 و2017، جون برنان، أن "أداء" ترامب في هلسنكي "ليس أقل من خيانة".

وغرّد: "لم تكن تصريحات ترامب حمقاء فحسب، بل بدا ألعوبة بأيدي بوتين" وتساءل: "أين أنتم أيها الوطنيون الجمهوريون؟".

كما انتقد وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، مساء الإثنين، تصريحات رئيس البلاد دونالد ترامب، بعد القمة التي جمعته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال كيري، في بيان نشره عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي: "اشتغلت في تدبير الحياة العامة لمدة 6 عقود، ولم يسبق أن رأيت رئيسا أميركيا يقوم أو يقول ما قاله الرئيس ترامب اليوم (الإثنين)، فهذا شيء مؤسف لا يمكن الدفاع عنه".

وشدد كيري، على أن "المشكلة لا تكمن في لقاء أحد الخصوم، فقد عقدت العديد من الاجتماعات مع روسيا وكان الكثير منها بناءً لأميركا، فحتى لو كانت لدينا خلافات عميقة، فهذه هي الدبلوماسية". في مقابل ذلك، أضاف الوزير الأميركي الأسبق: "استسلم الرئيس ترامب لتضليل بوتين بخصوص الهجمات على الديمقراطية الأميركية، وقال إنه لا يرى أي سبب لتدخل روسيا في انتخاباتنا". وأردف أن "العرض المروع اليوم (المؤتمر الصحافي لبوتين وترامب) هو بالضبط السبب الذي جعل روسيا تختار التدخل".

وتابع: "تصريحاته (ترامب) ليست كلمات رئيس ينقل قضية أميركا إلى العالم، ناهيك عن أن يهتم بأوروبا أو سورية، ويفهم نهج بوتين المعروف جيداً بمهاجمته للديمقراطيات من أجل تعزيز مصالحه".

واعتبر كيري أن "المشكلة أعمق من ذلك بكثير"، مستكملًا أن "الرئيس خلال الأسبوع الماضي انفصل عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي بنيناه، وحطم حليفتنا بريطانيا، ووصف أصدقاءنا الأوروبيين بالأعداء".

وذكر أن "ترامب وقف إلى جانب بوتين على حساب وكالات الاستخبارات الأميركية، ووقف إلى جانب زعيم يسجن الصحافيين، كما انتقد وسائل الإعلام الحرة". وشدد كيري على أن "المشكلة ليست في عقد ترامب للقمة، وإنما في نهج سياسة سيئة لأميركا والحلفاء. هذه السياسة جيدة فقط لفلاديمير بوتين".


(وكالات، العربي الجديد)