"السلفية" و"النور" يستغلان قمع إخوان مصر للترويج بساحات العيد

16 يوليو 2015
"النور" يستغل حملة النظام ضد الإخوان المسلمين (Getty)
+ الخط -

بدت الساحات المخصصة لصلاة العيد في مصر، خالية هذا العام أمام حزب "النور" السلفي الموالي للانقلاب، بعد أن كانت جماعة "الإخوان المسلمين" تعكف على تجهيز الساحات وتقديم الخدمات للمصلين.

وأكد أحد أعضاء مجلس إدارة الدعوة السلفية في الإسكندرية أن "الدعوة وحزب النور استعدا هذا العام بعدد من الساحات في المحافظات التي تمثل أماكن تمركز لهما مثل الإسكندرية، وكفر الشيخ، ومرسى مطروح"، مضيفاً أن "عدداً كبيراً من رموز الدعوة السلفية، مثل الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة، ويونس مخيون رئيس حزب النور، والمهندس عبد المنعم الشحات سيكونون على رأس مستقبلي المصلين في الساحات، إضافة إلى إلقائهم خطب العيد في هذه الساحات".

ووجهت انتقادات كثيرة من أبناء الحركة الإسلامية في مصر للدعوة السلفية وحزبها واتهمته باستغلال الحملة التي يشنّها النظام المصري على جماعة "الإخوان" وباقي الفصائل الإسلامية المعارضة له.

لكن القيادي في الدعوة السلفية ردّ على هذه الانتقادات بالقول: "هم لا يدركون المصلحة العليا في بقاء الوطن سالماً بغض النظر عمّن سيحكم"، موضحاً أن "جميع خطباء الدعوة السلفية سيركزون على ضرورة دعم رئيس الجمهورية في مواجهة ما سمّاه بالمؤامرات الخارجية والداخلية".

واعتبر أن "تلك المناسبات مثل الأعياد، وتنظيم الاعتكافات خلال العشر الأواخر في رمضان، فرصة جيدة، خاصة قبل الانتخابات البرلمانية القادمة في إعادة تعريف المواطنين بالحزب وأهدافه".

اقرأ أيضاً: شباب في حزب "النور" السلفي يرفضون ترشيح السيسي

بدوره، شنّ قيادي بجماعة "الإخوان المسلمين" داخل مصر، هجوماً على حزب النور، موضحاً أن الأخير "كان في السابق يتهم الجماعة وحزب الحرية والعدالة بالتوظيف السياسي للمناسبات الإسلامية. والله يعلم أننا كنّا نقوم بذلك خدمة للناس فقط".

كما اعتبر أن الحزب استغل غياب الإخوان عن الساحة وأخذ قادته يبثون ما سماه بالسموم تجاه الجماعة، "بعد أن اتفق مع الأجهزة الأمنية المختلفة على أداء دور في معركة القضاء على التيار الإسلامي في مصر".

وأشار إلى أن "الجميع بات يعلم الصلة الواضحة بين حزب النور والدعوة السلفية وأجهزة أمنية سمحت له بالسيطرة على عدد كبير من مساجد الجمهورية دون غيرهم للمساهمة في الهجوم على الإخوان، والموالاة للنظام الحالي ورئيسه عبد الفتاح السيسي، في حين لم تُسمع لهم كلمة واحدة حول الآلاف من أبناء التيار الإسلامي المعتقلين أو النساء المعتقلات أو الدماء التي أريقت على يد أجهزة أمن الانقلاب في نهار رمضان".

إلى ذلك، اعتبر الخبير السياسي، أمجد الجباس، أنه "لم يعد أمام حزب النور سوى إعادة تسويق نفسه سياسياً من خلال المناسبات الإسلامية، خاصة بعد أن فقد مصداقيته وصورته التي كان يصل بها لعموم البسطاء في مصر"، مشيراً إلى أنه "على الرغم من مخالفة الحزب لنصوص الدستور وقوانين الانتخابات التي أقرّها السيسي بمنع الدعاية السياسية عبر المساجد، إلا أنه لا أحد في الدولة يمنعه عن ذلك، نظراً لأنه يقوم بدور آخر وهو دعم النظام السياسي الحالي".


اقرأ أيضاً مصر: "الوطني" المنحل على قوائم "النور" في الانتخابات المقبلة