مسيرة تجوب شوارع رام الله: التطبيع خيانة

17 فبراير 2020
بعض اللافتات التي رفعت في المسيرة الليلة (العربي الجديد)
+ الخط -
تظاهر عشرات الفلسطينيين مساء اليوم الاثنين، في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، رفضا للتطبيع مع الإسرائيليين الذي بلغ ذروته خلال الأيام الأربعة الماضية، مطالبين منظمة التحرير الفلسطينية بحل لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي المنبثقة عن المنظمة، وطالبوا كذلك بضرورة رفع الغطاء عن كل من يقوم بالتطبيع مع الإسرائيليين.

وتجمع المتظاهرون في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله انطلاقا من ميدان المنارة، على وقع الهتافات الرافضة للتطبيع: "ع المكشوف ع المكشوف مطبّع ما بدنا نشوف"، "باسل (الشهيد باسل الأعرج) وصى أمانة التطبيع خيانة"، "دوس يا شعبنا دوس ع المطبع والجاسوس"، "أوعك يا ضفة العياش تسمعي خطبة الهباش (قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش)"، "فليسقط غصن الزيتون ولتحيا البندقية"، فيما رفعوا لافتات من قبيل "التطبيع = تنازل عن الثوابت"، "التطبيع موافقة على صفقة القرن"، "التطبيع خيانة"، "تسقط أوسلو ومنتجاتها".

وقال الناشط السياسي عمر عساف، لـ"العربي الجديد"، على هامش التظاهرة، "إن الهرولة نحو التطبيع، خلال الأيام القليلة الماضية، تأتي نحن نمرّ بمرحلة أحوج ما نكون فيها إلى رصّ الصفوف، لكن رصّ الصفوف يجب أن يكون على أسسس واضحة تقوم على مواجهة صفقة القرن ومخططات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وضد المشارع العدوانية ضد الشعب الفلسطيني".

وأكد عساف أن "ما جرى من تطبيع هو طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وأن أولئك المطبعين يذهبون تحت ذريعة اختراق المجتمع الإسرائيلي، لكنهم يقدمون خدمات مجانية للاحتلال، ويخونون بشكل أو آخر قضايا شعبهم، وينبغي أن ينبذوا شعبيا وأن يرفع أي غطاء عنهم".

وطالب عساف منظمة التحرير الفلسطينية بحل ما تسمى "لجنة التواصل" المنبثقة عنها، مشيرا إلى أنها "تجلب العار، ومطلوب من الرئيس محمود عباس أن يرفع أي غطاء عن أي شخص يقوم بالتطبيع، فلا أحد يمكنه أن يغطي هذا السلوك الذي يتعارض وتطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه، ولا يجوز لأي كان أن يتستر على أولئك المطبعين".

وحول إن كان ما قيل إن هذا التطبيع والتواصل بتعليمات من القيادة الفلسطينية، قال عساف: "حتى إذا كان بتوجيه من القيادة فهي مخطئة، ولقاء الرئيس عباس برئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود أولمرت في الولايات المتحدة لا يقع في خدمة التوجه لمواجهة صفقة القرن".

وتابع: "علينا أن نوجه ضغطا شعبيا لتغيير هذا السلوك من قبل القيادة ومنظمة التحرير والسلطة ومن قبل كل القائمين على القرار الوطني الفلسطيني، نحن بحاجة لرصّ صفوفنا وبحاجة لمواجهة أعدائنا، ومواجهة الأعداء يكون بالتمسك بالحقوق وابتداع استراتيجية جديدة تقوم على المقاومة لا تقوم على الاستسلام والانحناء وبيع الأوهام للشعب الفلسطيني".

أما المواطن الفلسطيني معين البرغوثي، والذي شارك بالتظاهرة، فاكتفى خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، بالقول: "إن خير الكلام ما قل ودل، التطبيع خيانة، وأي مراوغة وتزيين للتطبيع غير مقنع لنا".

من جانبه، قال عضو سكرتاريا اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل "BDS"، صلاح الخواجا، لـ"العربي الجديد": "إن الشعب الفلسطيني هو الوحيد القادر على إيقاف التطبيع من خلال توحيد صفوفه ليس فقط بمواجهة صفقة القرن؛ بل المطبعين الذين هم عناوين لتمرير مشاريع الاحتلال".

وأكد الخواجا "أنها مهزلة بأن نحقق انتصارا على مستوى مجلس حقوق الإنسان باعتبار 112 شركة في القائمة السوداء للشركات العاملة بالمستوطنات، وتكون هناك لقاءات تطبيعية من قبل مسؤولين فلسطينيين مع المستعمرين، لكن أولئك المطبعين لا يمثلون إلا أنفسهم، ووقفة اليوم بداية لحراكات ستستمر احتجاجا على حماية العلاقة التطبيعية مع الاحتلال".

وشدد الخواجا على أنه لا توجد لغاية الآن جهة رسمية تتبنى أولئك المطبعين، وإن قالوا إن لقاءاتهم تتم بعلم وطلب من القيادة الفلسطينية، "أعتقد أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وإن وجد أحد يمثلهم بلجنة التواصل فيجب محاسبته، حتى لو كانوا من قيادة الصف الأول، لأن ذلك يضر بالموقف السياسي ووحدة الشعب الفلسطيني".

ومنذ أيام، انعقدت سلسلة لقاءات تطبيعية، بدءا من مشاركة شخصيات فلسطينية في لقاء تطبيعي يوم الجمعة الماضي في تل أبيب، تلاه لقاء تطبيعي أمس الأحد، برام الله، ضم قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش مع صحافيين إسرائيليين، إضافة للقاء آخر جمع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني، اليوم الاثنين، مع مجموعة من كتبة الأعمدة والمحللين والمراسلين السياسيين في وسائل الإعلام الإسرائيلية، استضافتهم لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي في مكاتبها برام الله، وحضرته قيادات فلسطينية، بينهم قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش.

المساهمون