أظهر استطلاع للرأي في الولايات المتحدة، بحسب تقرير لمجلة "نيوزويك" الأميركية، اليوم الثلاثاء، أنّ نصف الأميركيين يعتقدون أنّ بلادهم تتجه نحو الحرب مع إيران في المستقبل القريب، وأنحى كثيرون باللائمة على سياسات الرئيس دونالد ترامب.
وأشار استطلاع للرأي شمل ما يزيد قليلاً عن ألف شخص، بين يومي الجمعة والإثنين، أجرته "رويترز" و"إيبسوس"، إلى أنّ 51% شعروا بأنّ الولايات المتحدة ستخوض حرباً مع إيران "خلال السنوات القليلة المقبلة".
ويأتي الاستطلاع، في وقت تصاعدت فيه التوترات بين واشنطن وطهران، والتي بدأت مؤخراً تعيد النظر في التزاماتها تجاه الاتفاق النووي الموقّع في عام 2015، بعدما أعلن ترامب انسحاب بلاده منه، منذ عام.
وسعت إدارة ترامب، منذ ذلك الحين، إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد إيران، متهمة إياها بدعم جماعات مسلحة، ومتابعة نشاطها في مجال الصواريخ الباليستية.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت واشنطن من حملتها "الضغط الأقصى" من خلال نشر مجموعة حاملة طائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" في المنطقة، رداً على مزاعم بأنّ إيران وحلفاءها يهددون بمهاجمة المصالح الأميركية.
ومع ذلك، وجد الاستطلاع أنّ 49% في الولايات المتحدة، لا يوافقون على تعامل ترامب مع إيران، مقابل تأييد 39%.
أما الاتفاق النووي الذي لا يزال مدعوماً من شركاء واشنطن الموقعين وهم الصين، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والمملكة المتحدة، فحظي بدعم ما يقرب من 61% من المستطلعة آراؤهم، بما في ذلك 55% ممّن وصفوا أنفسهم بأنّهم جمهوريون.
Twitter Post
|
وأعرب ترامب نفسه عن أنّه لا يريد حرباً مع إيران، ومثله فعل المرشد الإيراني علي خامنئي وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين، بينما رفض الجانبان حتى الآن إجراء محادثات، حيث دعا ترامب الزعماء الإيرانيين إلى الاتصال به أولاً، فيما رفض الإيرانيون أي دبلوماسية تحت الإكراه، ولا سيما مع البيت الأبيض الذي تخلّى بشكل أحادي عن اتفاق دولي سابق.
وتحدّثت إدارة ترامب عن التهديد الذي تمثله إيران في البر والبحر، حيث اطلع المشرعون في الكونغرس الأميركي، أمس الثلاثاء، على الأدلة التي قيل إنّها تظهر أنّ إيران كانت تنقل سراً صواريخ على متن سفن شراعية تقليدية صغيرة.
وورد أنّ معلومات استخباراتية أخرى، أشارت إلى قيام إيران بالتخطيط لشن هجمات عبر المليشيات المتحالفة معها في العراق، بينما سحبت الولايات المتحدة مؤخراً موظفيها الدبلوماسيين من بغداد.
وتبنّت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، الهجمات الأخيرة لطائرات بدون طيار على محطتي أنابيب نفط في السعودية، بينما تنفي الجماعة أي صلات لها بإيران.
أما "أعمال التخريب" التي وقعت ضد أربع ناقلات نفط في الخليج قرب الإمارات، والصاروخ الذي سقط داخل مجمع "المنطقة الخضراء" في بغداد التي تضم السفارة الأميركية والمباني الحكومية الأخرى، فلم يعلن أي طرف المسؤولية عنها.
وبحسب "نيوزويك"، فقد شكك، أمس الثلاثاء، بعض المشرعين الديمقراطيين الذين تم إطلاعهم على المعلومات الاستخباراتية التي يُزعم أنّها تُظهر تهديدات إيران في المنطقة، في وجهة نظر إدارة ترامب.
ومثلهم فعل مسؤول عسكري أميركي على الأقل، تحدّث إلى "نيوزويك"، فيما صنّف مسؤول في التحالف الدولي المشترك مع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة بخانة "متوسط"، شكوكاً مماثلة حول وجهة نظر واشنطن.
ووجّه وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، بالخيارات العسكرية "الهجومية والانتقامية" ضد إيران، في وقت سابق من هذا الشهر، بناءً على طلب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جون بولتون.
وأمس الثلاثاء، قال شاناهان، للصحافيين في البنتاغون، إنّه يريد "التأكيد على مصداقية المعلومات الاستخباراتية" بخصوص المؤشرات حول تخطيط إيران لشن نوع من الهجوم، ووصف خطوات البنتاغون بأنّها "حكيمة"، رغم أنّه لم يقدم مزيداً من التفاصيل.