أكد رئيس مجلس شورى حركة النهضة التونسية عبد الكريم الهاروني أن الحركة "ستتحمل مسؤوليتها في الحكم، ومن واجبها أن تقود الحكومة، وستحكم بكل طاقتها، ولن تتهرب من المسؤولية"، مشيرا إلى أنه "من غير المسموح عدم تشكيل الحكومة أو فشلها"، مضيفا أن "رئيس الحكومة سيكون من حركة النهضة".
وبين الهاروني، في مؤتمر صحافي عقد اليوم الأحد، أن "مجلس شورى الحركة قرر أن يكون رئيس الحكومة من النهضة، وسيتم التشاور حول أن يكون رئيسها راشد الغنوشي أو شخصية أخرى يتم التوافق حولها"، موضحا أن "المشاورات مع الأحزاب ستكون على أساس البرنامج، وليس مجرد محاصصات حزبية".
وقال إن "سياسة المحاصصات فشلت وأثرت على الإنجاز، ولذلك لا بد من حكومة قوية تقودها أطراف قوية، وتؤمن بالديمقراطية"، مشيرا إلى أنه "لابد من تصحيح المسار والتفاوض حول البرامج".
وأوضح الهاروني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "النهضة حزب فائز، وهو المكلف بتشكيل الحكومة، وحق النهضة أن تقود وتشكل الحكومة"، مبينا أنه "تم البدء في حوارات حول رئاسة الحكومة، وسيتم إجراء لقاءات لتقدير الشخصية المناسبة"، مبرزا أن "رئيس الحركة هو المرشح الطبيعي للنهضة، ولكن هذا الأمر يحدد حسب رغبته وبحسب القرار السياسي الذي يبقى رهين التفاوض داخل الحركة".
وأضاف المتحدث أن "النهضة لن تكرر أخطاء الأمس، ولن تتفاوض على أساس المناصب أو الغنائم، بل على أساس الشراكة والبرنامج قبل الاشخاص"، مشيرا إلى أنه "على الأحزاب عدم الخوف والانسياق للمعارضة، بل التروي لاتخاذ القرارات المناسبة".
وبين أنه تم تشكيل لجنة يرأسها رئيس الحركة، نظرا لأهمية المفاوضات، و"رئيس الحركة قدم تقريرا حول نتائج الحوارات والاتصالات الأولية مع الأحزاب والمنظمات، والتي تبدو إيجابية"، مشيرا إلى أن "النهضة تريد أن تكون في مستوى الإرادة وتطلعات التونسيين".
وأفاد المتحدث بأن "الدولة يجب أن تكون حاضرة، ويكون للمجتمع المدني دوره في خدمة البلاد وإرادة الإصلاح"، مشيرا إلى أنه "لم يعد هناك مزيد من الوقت لإضاعته، بل لابد من تحمل المسؤولية، والنهضة ستتخذ القرارات المناسبة، وسيكون الدستور فوق الجميع".
وقال إن "النهضة ستبحث عن التوافق، ولكنها تستثني حزبي "قلب تونس" و"الدستوري الحر"، لأنها اختارت القطع النهائي مع الفساد والاستبداد"، مشيرا إلى أن "موقفها لن يتغير".
ولفت إلى أن "الشباب كان في الموعد، وتحرك وأعطى كلمته في الانتخابات"، وأنه "بعد نتائج الرئاسية والتشريعية انطلقت النهضة في المشاورات حول برنامج وهيكلة الحكومة".
وذكر الهاروني أن "لقاء إيجابيا" جمع النهضة بيوسف الشاهد، مبرزا أن "النهضة تمد أياديها لإدارة مفاوضات جدية تهدف إلى تطوير الأداء وإعادة الثقة في الأحزاب، خاصة بعد التجاذبات التي حصلت، إذ لا فائدة من أن تعطل الأحزاب بعضها البعض، لأن تونس في حاجة إلى أحزاب قوية".