"نيويورك تايمز": مصير مجهول في ليبيا ما بعد "داعش"

04 سبتمبر 2016
السؤال الأبرز: "ماذا بعد؟" (عبدالله دوما/ فرانس برس)
+ الخط -
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنّ "مصيراً مجهولاً" ينتظر ليبيا بعد تحرير مدينة سرت من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لاسيما في ظل الانقسام بين الأطراف على الأرض، وبانتظار ما سيطرح في الجولة الثانية من المحادثات برعاية الأمم المتحدة، خلال أيلول/ سبتمبر الحالي.

وتذكّر الصحيفة، في تقرير أمس السبت، أنّ دعم الأمم المتحدة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا بحربها ضد داعش في سرت، "إشارة أولى جيدة" لحكم البلاد بعد خمس سنوات من القتال الداخلي الدائر.

لكنّ الصحيفة تشير في الوقت عينه، إلى أنّ أي انتصار في سرت يبقى محط ترقب، لافتة إلى أنّ السؤال الأبرز ما بعد تطهير الأحياء المتبقية من مسلحي داعش، هو "ماذا بعد؟".

وتوضح الصحيفة أنّ المقاتلين الموجودين في مصراته يوازون نظراءهم الذين يقاتلون داعش في سرت، تحت لواء المجلس الرئاسي الليبي، المدعوم من حكومة الوفاق، لكنه ليس واضحاً ما إذا كانوا سيواصلون القبول بشرعيته.

وتلفت الصحيفة، إلى وجود حكومة في مدينة البيضا شرقي البلاد، وبرلمانها في طبرق، بقيادة العسكري الأقوى في ليبيا الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي حظي يوماً بدعم المجتمع الدولي، لكنّ داعميه ينحصرون اليوم بمصر وبعض الحلفاء في إيران والخليج العربي، والذي ينظر بدوره بعين الريبة إلى مقاتلي مصراته، ويعادي حكومة الوفاق بصراحة.

أما الطرف الثالث في خريطة حكم ليبيا، بحسب الصحيفة، فهو مجموعة المقاتلين الإسلاميين في طرابلس، التي تمتلك برلماناً منفصلاً عن حكومة الوفاق الوطنية.

وتنقل الصحيفة عن المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر قوله إنّ "حكومة الوفاق يجب أن تفرض سلطتها على من يسيطر على المنطقة"، معتبراً أنّ قتال مقاتلي مصراته ضد داعش تحت لوائها في سرت هو "إشارة إيجابية" حول "قوة الحكومة".

ويشدد المبعوث الأممي للصحيفة، على ضرورة "التوافق الدولي" لدعم حكومة الوفاق، مشيراً أيضاً إلى أهمية دعمها من قبل جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، متوقعاً أن يكون "الانتصار في سرت" دافعاً لتعزيز هذا الدعم.



ومع ذلك تشير الصحيفة، إلى أنّ التوافق على دعم حكومة الوفاق لا يتواجد في أطراف أخرى من ليبيا، لافتة إلى أنّ خريطة الدعم الدولي تبدو "مربكة" أيضاً، حيث تدعم قوات خاصة أميركية وبريطانية مسلحي مصراته ضد داعش، في حين أرسلت إيطاليا عملاء خدمة سريين إلى طرابلس للعمل مع حكومة الوفاق.

وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم مليشيات شرق ليبيا أحمد المسماري قوله إنّ هناك حوالى 40 فصيلاً في طرابلس، واصفاً المدينة بأنها "برميل على وشك الانفجار"، في حين يقول مسؤول البلدية في مصراته علي بوسيتة، للصحيفة إنّ "على الجميع الكف عن النظر إلى مقاتلي طرابلس على أنهم مليشيات"، مشيراً إلى أنهم لم يعودوا كذلك منذ زمن بعد تنظيمهم في هيكلية واضحة ضمن الجيش، معتبراً أن ما من سبب للقلق حيال طرابلس.

ومع أنّ المبعوث الأممي كان يقول دوماً على سبيل المزاح إنّ الحكومة الوحيدة القادرة على إدارة حكم ليبيا هي تنظيم "الدولة الإسلامية"، في ظل وجود ثلاث حكومات مشلولة، فإنّه يؤكد اليوم أنّ مفعول هذه النكتة بات منتهي الصلاحية في ظل تراجع التنظيم أمام المقاتلين المدعومين من حكومة الوفاق.

ويعترف كوبلر بأنّه من الصعب إيجاد مؤسسات قوية في ليبيا، في بلد عانى من غيابها خلال سنوات طويلة من حكم معمر القذافي، مشيراً إلى أن مأسسة الحكم لأول مرة عملية طويلة الأمد.

وإذا كان من الصعب تتبع ما يحدث في ليبيا، بحسب ما تنقل الصحيفة عن كوبلر، فإنه يشير إلى تفسير بسيط يكمن وراء كل شيء: "كل شيء في ليبيا يدور حول السلطة والنفط والمال. هذا كل ما عليك معرفته"، يختم كوبلر.


المساهمون