حرستا على موعد مع التهجير الثلاثاء المقبل... والائتلاف يطالب بالحماية

18 مارس 2018
الاتفاق ينص على نقل المرضى والجرحى أولاً(فرانس برس)
+ الخط -


كشف مصدر خاص لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، أن، اللجنة الأهلية من أهالي مدينة حرستا شرق دمشق، اتفقت مع النظام السوري، على نقل المسلحين وعائلاتهم إلى الشمال السوري. في وقت طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأمم المتحدة بإرسال لجنة متخصصة للتحقق من الوضع على أرض الواقع والإشراف بشكل مباشر على النازحين الفارين من القصف في الغوطة الشرقية، والعمل على توفير الحماية المناسبة لهم.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن اللجنة دخلت دمشق اليوم من أجل الاتفاق على تفاصيل نقل مقاتلي حركة "أحرار الشام الإسلامية" وعائلاتهم إلى محافظتي إدلب وحلب شمالي سورية، بعد المهلة التي أعطتها قوات النظام من أجل الخروج أو التقدم العسكري.

وأضاف أن الاتفاق المبدئي ينص على دخول الحافلات إلى المدينة يوم الثلاثاء المقبل، على أن تنقل المرضى والجرحى أولاً، ومن ثم من يرغب من المدنيين وعائلات المقاتلين، ثم المقاتلين الرافضين تسليم أسلحتهم.

وكانت قوات النظام قد أمهلت قوات المعارضة الموجودة في المدينة أمس السبت، حتى الساعة الـ3 بعد ظهر اليوم من أجل القبول بالتهجير، أو دخول القوات عنوة.

ويسيطر على مدينة حرستا، فصيل "أحرار الشام" الذي يقدّر عدد عناصره بنحو 5 آلاف مقاتل، كلهم من أبناء الغوطة الشرقية ومدينة حرستا.

ومنذ ثلاثة أيام، تقدّمت قوات النظام في الغوطة الشرقية، بتغطية جوية روسية، وسيطرت على العديد من البلدات، وتمكّنت من شطر المنطقة إلى ثلاثة أقسام، دوما شمالاً ويسيطر عليها جيش "الإسلام"، وحرستا غرباً، ويسيطر عليها "أحرار الشام" وعربين وعين ترما وحي جوبر وبعض البلدات جنوباً ويسيطر عليها "فيلق الرحمن".


الائتلاف يطلب الحماية

في غضون ذلك، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأمم المتحدة بإرسال لجنة متخصصة للتحقق من الوضع على أرض الواقع والإشراف بشكل مباشر على النازحين الفارين من القصف في الغوطة الشرقية، والعمل على توفير الحماية المناسبة لهم، وضمان توفير مراكز إيواء لائقة لاستقبالهم.

وقال الائتلاف في بيان صادر عنه اليوم إن "نحو 20 ألف مدني اضطروا إلى النزوح هرباً من القصف الهستيري المستمر منذ أسابيع على مناطق الغوطة الشرقية، بينما تفيد التقارير بأن قوات النظام وأجهزة القمع التابعة له تقوم باعتقال المئات من النازحين، وتحتجز الآلاف في مناطق غير صالحة من كافة الجوانب، دون أن يتم توفير الغذاء أو مياه الشرب، أو الأدوية الضرورية".

وأشار البيان إلى أنه "لم يتم التحقق من كافة التفاصيل التي تصل عن وضع المهجرين، لكن التقارير يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وبمنتهى الجدية من قبل المنظمات الدولية، والصليب الأحمر".

كما رفض تشتيت العائلات، وتفريق الأطفال عن أهاليهم وإجبارهم على الهتاف لـ"المجرم بشار الأسد" وحمل صوره، واعتقال المئات من النازحين، واحتجاز الآلاف منهم في معسكرات اعتقال أشبه بالمعسكرات "النازية" تحت إشراف المليشيات الطائفية الإيرانية.

وأضاف أن تلك المليشيات "مارست الإرهاب والتهديد المستمر بالقتل وبالاعتقال، وألحقت بالمهجرين إهانات مستمرة".

وتتعرض مدن وبلدات الغوطة الشرقية لحملة قصف وتهجير غير مسبوقة، أدت إلى مقتل أكثر من 1400 مدني وجرح أكثر من 5 آلاف وتهجير عشرات الآلاف.


الأسد يظهر في الغوطة

إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، مساء اليوم، صوراً لرئيس النظام بشار الأسد، قالت إنها في غوطة العاصمة دمشق الشرقية.

وقال حساب "رئاسة الجمهورية العربية السورية"، "على خطوط النار في الغوطة الشرقية الرئيس الأسد مع أبطال الجيش السوري".

وكان الأسد قد زار جبهتي الغوطة وحي جوبر مرتين في وقت سابق، أولاهما عام 2014، إلى حي جوبر، والثانية عام 2016 إلى بلدة مرج السلطان في الغوطة الشرقية.

وتأتي هذه الزيارة في ظل موجة القصف والتهجير التي تشهدها مدن وبلدات الغوطة الشرقية، المحاصرة منذ عام 2013، من قبل قوات النظام ومليشياتها.