الكشف عن تسجيل صوتي مسرّب لترامب حول علاقته مع عارضة إباحية

25 يوليو 2018
انتقد ترامب محاميه السابق مايكل كوهين (نيكولاس كام/فرانس برس)
+ الخط -
كشف تسجيل صوتي سرّبته شبكة "سي إن إن"، اليوم الأربعاء، فحوى حديث للرئيس الأميركي دونالد ترامب، عندما كان مرشحًا للرئاسة، وهو يناقش مع محاميه السابق مايكل كوهين، إمكانية شراء صمت عارضة "بلاي بوي" كارين ماكدوغال، التي تقول إنّها أقامت علاقة مع ترامب قبل عقد من الزمن.

وبحسب التسريب الصوتي، الذي عرضته الشبكة، يتبين أن ترامب كان لديه علم بمقترح شراء صمت مكدوغال عن طريق الدفع لها من قبل مجلة يملكها صديق له.

ويخبر كوهين ترامب في التسجيل عن خططه لتأسيس شركة، وشراء الحقوق من شركة "أميركان ميديا"، ناشرة "ناشيونال إنكويرر" والذي يعتبر مالكها مقرباً من ترامب. وبحسب "سي إن إن"، فإنّ التسجيل يرتبط بمحادثة عمل روتينية بين كوهين وترامب، ويظهر مشوشًا في مكان ما عند حديث ترامب عن "النقد".

ويقول كوهين في التسجيل: "أحتاج لتأسيس الشركة لنقل كل تلك المعلومات في ما يتعلق بصديقنا ديفيد"، في إشارة إلى مالك "ناشيونال إنكويرر" ديفيد بيكر. وعند الحديث عن التمويل مرة أخرى، يقاطع ترامب كوهين قائلاً: "ما التمويل"؛ فيردّ كوهين "سنضطر إلى الدفع". يقول ترامب عندها "الدفع نقدًا"، لكن عند هذه المحطة يظهر الصوت مشوشًا، ولا يتبين بوضوح إن اقترح الدفع نقدًا، أو عدم الدفع. بعدها يردّ كوهين في المحادثة "لا، لا".


وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت سابقاً إن التسجيل تم قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وضبطه محققو مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" خلال مداهمتهم مكتب المحامي كوهين. والحديث سُجل حول شراء صمت العارضة الإباحية ماكدوغال، التي تؤكد أنها أقامت علاقة "رومانسية دامت عشرة أشهر عامي 2006 و2007" مع ترامب، الذي لم يكن قد دخل بعدُ عالم السياسة.

وانتقد ترامب، السبت، محاميه السابق مايكل كوهين، وكتب ترامب في تغريدة: "الخبر الجيد هو أنّ رئيسكم المفضل لم يفعل أي شيء خاطئ".


ونفى محامي ترامب، رودي جولياني، أن يكون تم دفع أي مبلغ من الرئيس الأميركي.
وأضاف في حديث لـ"فوكس نيوز"، مساء أمس الثلاثاء: "لا يوجد أي مؤشرات إلى ارتكاب جريمة في هذا الشريط"، في إشارة إلى اطلاعه على التسجيل.

وذكرت "سي إن إن" أنّ التسريب الصوتي وصلها من محامي كوهين، لاني دايفيس، ويعود إلى سبتمبر/ أيلول 2016. ويعدّ هذا التسريب، على حدّ وصف الشبكة، الأخير في تطورات انهيار العلاقة التي دامت عقداً، بين ترامب وكوهين، الذي قال مرة إنه مستعد لتلقي رصاصة من أجل ترامب.

وفي تعليق على التسجيل، الذي بثته الشبكة ليلة أمس، ضمن برنامج "كومو برايم تايم"، يقول دايفيس "ما هذا؟ هذا يتعلق بالصدق والافتراء الباطل لمايكل كوهين. لماذا؟ إنهم يخشون أن يكون لديه الحقيقة حول دونالد ترامب. سيقول في يوم من الأيام الحقيقة عن دونالد ترامب".


وتابع دايفيس: "سيداتي وسادتي، إذا كنت قد صوّت لمصلحة دونالد ترامب؛ استمع إلى هذا الشريط واسأل نفسك: هل يكذب دونالد ترامب عندما قال إنه لا يستخدم كلمة نقد، ثم يتهم مايكل كوهين باستخدام كلمة نقد".


ورفض كل من جولياني، وآلان فوترفاس، وهو محام في شركة ترامب، القول إنّ الشريط يظهر أنّ ترامب كان يقدم دفعة نقدية.

وقال جولياني لـ""فوكس نيوز"، مساء الثلاثاء: "مستحيل تصديق أنّ الرئيس كان يقوم بالإعداد لشركة ثم استخدام الأموال النقدية، إلا إذا كنت أحمقَ تماماً".

وأضاف: "هذا الأمر تم تسريبه عنا، من خلال وصف حاقد للغاية لما تم تسجيله على الشريط".


من جهته، قال فوترفاس، إنّ كلمة "نقداً" في المحادثة، كانت تشير إلى الكيفية التي من خلالها يتم تمويل صفقة.

وأضاف فوترفاس، لشبكة "سي إن إن"، "من يقل لدايف في تلك المحادثة إنّ المال نقداً يشير إلى العملة الخضراء، يكذب عليه".

وتابع: "ليس هناك أي صفقة تتم بالعملة الخضراء. لا يحدث ذلك. الصفقة بالكامل لم تتم أبداً. إذا كانت ستتم، فسيكون ذلك بمثابة دفعة لشركة ضخمة من الواضح أنّه سيرافقها اتفاق بيع. هذه الوثائق كان سيعدها محامون من الجانبين".

وأضاف أنّ "كلمة (نقداً) جاءت في سياق التمييز بين التمويل، الذي يُشار إليه، وليس التمويل الذي يعني سداداً كاملاً... دفعة واحدة لمرة واحدة. هذا هو السياق الذي يتم فيه استخدام كلمة نقداً".

واعتبر فوترفاس أنّ "أي شخص يعرف أي شيء عن الشركة، أو كيف يجري الرئيس (ترامب) أعماله يعلم أنّه لا توجد دفعة بالعملة الخضراء. كل شيء موثق. كل فلس موثق".


وفي التسجيل يقول كوهين أيضاً: "لقد تحدثت مع المدير المالي لشركة ترامب ألين ويسلبرغ حول كيفية تأسيس كل شيء بالتمويل".

ورفض فوترفاس الرد على ما إذا سيكون الدفع من الشركة أو من المال الشخصي لترامب، معتبراً أن ويسلبرغ "كان يرتدي قبعتين بعمله لمصلحة ترامب وشركته".

وحول ذلك، قال فوترفاس: "لا أعرف حتى ما قاله مايكل كوهين لألين ويسلبرغ، لأنّ كل ما يفعله ألين هو إدارة الحسابات والطلبات المتعلقة بالمعاملات التي تعطى له".

وقالت المحكمة إنّ الادعاء الفدرالي حصل على 12 تسجيلاً صوتياً، خلال المداهمة التي نفذها مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"، على مكتب كوهين في وقت سابق من هذا العام.

ولاحقاً، غردّ ترامب متعجباً على "تويتر" من تسجيل المكالمة. وكتب على حسابه الرسمي: "أي نوع من المحامين هو هذا الذي يسجل مكالمة لزبون لديه؟  أمرٌ محزن. هل يحصل للمرة الأولى، لم أسمع بأمور مثل هذه من قبل؟ لماذا تمّ قطع التسجيل بشكل مفاجئ عندما بدأ كلامي يأخذ منحىً إيجابياً؟ أسمع بأن هناك زبائن آخرين وصحافيين عديدين يجري تسجيل مكالماتهم – هل تجري الأشياء على هذا النوع؟ مؤسف جداً".