العنف يضرب بغداد مجدداً... عجز أمني وشبهات فساد

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
31 ديسمبر 2016
460C9489-3E94-478E-9B26-868635980758
+ الخط -



تتصاعد أعمال العنف بشكل لافت في العاصمة العراقية بغداد، لتثير مخاوف الأهالي من خروج الملف الأمني عن السيطرة، في وقت فقدت فيه الثقة بأي إجراءات أمنية تحدّ من تلك الأعمال، بينما بدا من الواضح ألا خيارات جديدة لدى المسؤولين عن الملف الأمني، عدا الخطط المتبعة سلفاً، والتي أثبتت فشلها، وسط حديث عن فساد مستشرٍ في الأجهزة الأمنية.

وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الملف الأمني في بغداد يشهد ارتباكاً واضحاً، وسط تصاعد بأعمال العنف من خطف وتفجيرات واغتيالات"، مبيناً أنّ "قيادة العمليات حصلت على معلومات استخبارية، في وقت سابق، عن تخطيط تنظيم (داعش) لتنفيذ أعمال عنف مختلفة في العاصمة".

وأضاف أنّ "القيادة بدورها أبلغت رسميّاً رئيس الحكومة (حيدر العبادي) بتلك المعلومات، والذي وجّه بدوره إلى اتخاذ خطط وتدابير جديدة للحد منها"، مبينًا أنّ "قيادة العمليات كثّفت من إجراءاتها الأمنية، ومن توزيع الحواجز المتنقلة في المناطق الحساسة، كإجراء احترازي".

وأشار إلى أنّ "تلك الإجراءات أسهمت أمس في إحباط عملية استهداف لمدينة الكاظمية، بسيارة مفخخة"، مبينًا أنّ "القيادة تمكنت من كشف السيارة وفقاً لمعلوماتها الاستخبارية".

من جهتها، أكّدت النائبة عن "التحالف الكردستاني"، أشواق الجاف، أنّ "الخطط الأمنية المتبعة أثبتت فشلها بمواجهة أعمال العنف، كما أنّ الفساد الذي ينخر الأجهزة الأمنية يحول دون تحقيق الأمن".


وقالت الجاف، خلال حديثها مع "العربي الجديد" إنّ "هناك غيابًا واضحًا لأية استراتيجية أمنية واضحة تتبعها القوات الأمنية في بغداد، وإنّ الخطط الكلاسيكية المتبعة من خلال نشر الحواجز الأمنية لم تعد ذات جدوى"، مبينة أنّه "مع هذه الخطط غير المجدية تزهق أرواح عشرات من المواطنين العراقيين الأبرياء".

وأشارت إلى أنه "من غير الممكن السكوت عن هذا الفشل الأمني، والذي تتحمل مسؤوليته الحكومة والقائمون على الملف، واللذين سيكتفيان بإصدار بيانات الشجب والاستنكار فقط".

وأكدت أنّ "الفساد المستشري في الأجهزة الأمنية، والذي أسهم بعدم التحقيق في أجهزة كشف المتفجرات الفاسدة والتغطية عليه، تسبب بالفشل الأمني الكبير"، مضيفة أنّه "من غير المعقول أنّ نحدد الخلل ولا نحاسب المتسبب به".

وأكدت "وجود استهتار بالدم العراقي بشكل كبير"، داعية إلى "الاستعانة بخبراء من ذوي الكفاءة والقدرة والبعيدين عن الفساد، في إدارة هذا الملف الخطير، والذي يتعلّق بأرواح المواطنين، فضلًا عن الاستعانة بأجهزة حديثة لكشف المتفجرات".

بدوره، طالب "الحزب الإسلامي العراقي" الأجهزة الأمنية بـ"العمل على إيقاف مسلسل القتل الممنهج الذي تتبعه العصابات الإجرامية بحق شعبنا".

وقال الحزب، في بيان صحافي، إنّ "أعداء العراق يحاولون إفساد فرحة أبناء شعبنا كل حين، ويهدفون لإلحاق الأذى والضرر عبر العمليات الإجرامية الشنيعة"، مشدّدًا على "ضرورة التيقظ وإحباط مخططاتهم".

يشار إلى أنّ قيادة عمليات بغداد كانت قد بدأت أخيرًا بخطة لرفع عدد من الحواجز الأمنية في العاصمة، متحدثة عن تقدّم بالملف الأمني، بينما انتقد مراقبون تلك الخطوة، وعدوها مجرد دعاية لا تصب في صالح الملف الأمني.

وتشهد العاصمة بغداد تصاعدًا بأعمال العنف والتفجيرات، وسجّلت اليوم تفجيرًا مزدوجًا في سوق تجارية وسط العاصمة، راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى، بينما بادرت القيادة إلى غلق عدد من مناطق العاصمة ومنع الدخول أو الخروج منها تحسبًا لأي أعمال عنف قد تطاولها.

ذات صلة

الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
المساهمون