أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، اليوم الخميس، أن النائب العام الموالي للجماعة، أحال قيادات في حزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، إلى "النيابة"، بتهمة تأييد التحالف بقيادة السعودية أو ما وصفوه بـ"العدوان"، فيما رد صالح، بالدفاع عن إحدى القيادات ووصف الاتهامات لها بالافتراءات.
وذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين اليوم، أن النائب العام، عبد العزيز البغدادي، أحال بلاغاً ضد قيادات في حزب المؤتمر "التحقت بصف العدوان"، إلى النيابة الجزائية المتخصصة، وذلك لاتخاذ الإجراءات القانونية للتحقيق وسرعة التصرف وفقاً للقانون.
وتشمل قائمة الأسماء، التي تقدم بها ما يسمى "المركز اليمني لحقوق الإنسان"، القريب من الجماعة، رئيس كتلة حزب المؤتمر في البرلمان، والأمين العام المساعد للحزب، سلطان البركاني، بالإضافة إلى وزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر مطهر الإرياني، بوصفه عضواً في اللجنة للحزب، وكذلك، رئيس الحكومة اليمنية الشرعية (حالياً)، أحمد عبيد بن دغر، وهو نائب رئيس الحزب (سابقا).
بالإضافة إلى ذلك، شملت قائمة القيادات المتهمة من الحوثيين، أعضاء اللجنة العامة لحزب المؤتمر، أحمد أحمد الميسيري، وكذا محمد ناجي الشايف، ورشاد محمد العليمي (مستشار الرئيس حالياً)، وعضو مجلس النواب بحزب المؤتمر، عثمان حسين مجلي (وزير دولة لشؤون النواب بالحكومة الشرعية حالياً)، وكذلك عضو مجلس النواب، عن الحزب نفسه، صغير حمود صغير.
وذكر البلاغ، وفقاً للحوثيين، أن "الوقائع التي ارتكبها المبلغ ضدهم تعد من الجرائم الخطيرة والتي مسّت أمن واستقلال الجمهورية اليمنية وآثارها المدمرة قد مسّت اليمن أرضاً وإنساناً ولا تزال مستمرة، وأن المبلغ ضدهم معلوم التحاقهم بصفوف العدو السعودي منذ بداية عدوانه على اليمن وأعلنوا تأييدهم للحرب على اليمن"، حد تعبيرهم.
من جانبه، وفي أول رد فعل له، دافع صالح عن أحد الأسماء الواردة في الاتهام وتبرأ من الأخرى، وشن هجوماً ضمنياً على الحوثيين.
وفي تصريح منسوب لمصدر مسؤول في مكتبه، وصف صالح، الاتهامات الموجهة لرئيس الكتلة البرلمانية لحزبه، سلطان البركاني، بأنها "نكاية وكيد سياسي بهدف شق الصف الوطني".
واعتبر المصدر أن الذين أدرجوا اسم البركاني "سواءً كانوا أفراداً أو جماعة هم الذين يقفون في صف العدوان ويعملون لخدمة أهدافه".
وفي ما يخص الأسماء الأخرى، من القيادات التي انضمت للشرعية، قال المصدر إنه "إذا كان هناك أسماء شملتهم تلك القائمة التي أُدرج فيها اسم الشيخ سلطان البركاني افتراءً"، وقفوا مع ما وصفه بـ"العدوان"، فإن "المؤتمر الشعبي العام قد تخلّص منهم وفصلهم من عضويته"، في إشارة إلى قرارات سابقة اتخذها بفصل قيادات أيدت الشرعية، بما فيها رئيس الحكومة حالياً أحمد عبيد بن دغر.
وواصل حزب صالح هجومه الضمني على الحوثيين بالقول إن "إلقاء التهم جزافاً، والتشكيك بالهامات الوطنية لا يأتي إلّا من قِبل المأزومين من بقايا الشيوعيين والانفصاليين والإماميين وكل من استمرأ العمالة والارتزاق"، على حد وصفه.
ويأتي التطور في ظل أزمة غير مسبوقة بين شريكي الانقلاب (الحوثيين وحزب صالح)، واللذين وصلت علاقاتهما إلى مرحلة توتر لا يُستبعد معها الصدام بين الطرفين.