تونس: هل تقود مشاورات المرزوقي مع الأحزاب لجبهة معارضة؟

16 أكتوبر 2016
التقى المرزوقي عدداً من وجوه المعارضة (أمين لأندلسي/ الأناضول)
+ الخط -
تشهد الساحة السياسية التونسية، تحركات متعددة بين مجموعة من الأحزاب، من أجل مواجهة الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وتنسيق المواقف السياسية حول عدد من القضايا، ومن بينها الخيارات الحكومية الأخيرة، لا سيما المتعلّقة بالخيارات الاقتصادية التي تستعد لها البلاد مطلع العام القادم.


وتحاول أحزاب المعارضة أن تستجمع قواها المتناثرة، في الشارع السياسي أو في البرلمان، بغية التصدّي لبعض المشاريع، ومواجهة ما يمكن اعتباره "مرحلة صعبة" تستعد لها البلاد في الفترة القادمة، خصوصاً أنها لم تنجح في ذلك بشكل كامل إلى حد الآن، بسبب حجمها المحدود في البرلمان، وفشلها في الالتقاء في جبهة حزبية واسعة خلال الانتخابات الماضية.


وفي هذا السياق، تأتي تحركات الرئيس الباجي قائد السبسي وحزبه "نداء تونس"، بحثاً عن جبهة سياسية جديدة مع قوى حزبية يمكن أن تعيد للحزب بعض قوته استعداداً للمواجهة الانتخابية القادمة، المتمثلة بالانتخابات المحلية، في حين ضمّت حركة "النهضة" وجوهاً جديدة من خارج الحركة، مع تأكيد رئيسها راشد الغنوشي خلال اجتماع مكتبها السياسي، على ما سمٌاه "انفتاح الحركة على الخارج".


وتوازياً، تسعى بعض أحزاب المعارضة إلى الاستفادة من دروس الماضي، وتحاول بدورها أن تستجمع قواها بحثاً عن صيغ التقاء جديدة، قبيل الاستحقاقات المنتظرة.


ولهذا الغرض، التقى الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، مع عدد من وجوه المعارضة، حيث أعلن حزب "حراك تونس الإرادة" أنّ المرزوقي التقى كلاً من محمد عبو وعبد الرؤوف العيادي وغازي الشواشي ورياض الشعيبي.


وقال أمين عام الحراك عدنان منصر، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ "اللقاءات كانت منفردة مع هذه الشخصيات، وهي لم تنقطع أبداً في الأصل".


وأوضح أنّ الهدف من اللقاءات البحث عن توحيد المواقف أولاً، استجابة لطلب من الشارع، لافتاً إلى أنّ هناك اقتناعاً بأنّ التقدّم متفرقين إلى الاستحقاقات الانتخابية القادمة سيؤدي إلى نفس النتائج، برغم أنّ موضوع هذه الانتخابات لم يطرح بعد"، بحسب قوله.


وأكد منصر أنّ "هذا الاقتناع لم يتبلور بعد إلى اتفاق واضح حول جبهة حزبية أو صيغة سياسية واضحة"، لافتاً إلى أنّ الحوار يتناول الآن المواقف والرؤى.


وأوضح منصر أنّ "اللقاءات المتواصلة أثمرت عن ولادة الكتلة الديمقراطية في البرلمان، ولكنّها لم تنتج بعد اتفاقاً واضحاً للمعارضة"، مؤكداً على انفتاح حزب "حراك تونس الإرادة" على كل القوى السياسية "ذات التمثيلية الحقيقية في الشارع، وليس مجرد أسماء أو شخصيات معروفة لا تمثل التونسيين".


وجدير بالذكر، أنّ أغلب هذه الأسماء كانت دعمت المرزوقي في الانتخابات الرئاسية الماضية، وكانت تنضوي معه قبل ذلك في حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، ثم أسست أحزاباً جديدة مثل "التيار الديمقراطي" و"حركة وفاء" وحزب "البناء الوطني".


ولعل هذه الأحزاب المتقاربة في التوجّه السياسي، والمختلفة حول بعض الخيارات التنظيمية، باتت مقتنعة، أمام استحقاقات المرحلة، أنّ تشظيها لم ينفع أيًّا منها منفردة، وأنّ المشهد السياسي ذاهب إلى زوال الأحزاب الصغيرة، وإلى تكوّن قوى حزبية بإمكانها المنافسة بجدية على إدارة البلاد.


وبرغم أنّ تقدير الموقف السياسي التونسي الحالي ليس بالأمر المعقد، إِلَّا أنّ قوى المعارضة فشلت إلى حد الآن في التوحّد حول بعض القضايا، فضلاً عن وحدة موقفها من الاستحقاقات الوطنية الكبرى.



المساهمون