سقط عدد من القتلى والجرحى اليوم الخميس، بتفجير سيارة مفخخة قرب مطعم في الموصل، وسط تحذيرات من إهمال الثغرات الأمنية في المحافظة، التي يستغلّها بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي لتنفيذ أعمال العنف.
وقال مصدر أمني في المحافظة لـ"العربي الجديد"، إن "سيارة مفخخة كانت مركونة قرب مطعم في شارع بغداد جنوبي الموصل، يدعى مطعم (أبو ليلى) انفجرت مساء اليوم، ما أسفر عن مقتل 9 مدنيين، وإصابة 11 آخرين، في حصيلة قابلة للزيادة".
وأكد المصدر أن "قوات أمنية قدمت عقب التفجير إلى المنطقة، وأغلقت المحالّ والمطاعم القريبة، وعدداً من الشوارع، وبدأت عملية استطلاع في المنطقة، خوفاً من حدوث تفجيرات أخرى".
ويؤشر هذا التفجير إلى استمرار التحدي الأمني في الموصل، وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على السيطرة عليه بشكل حاسم.
وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى لـ"العربي الجديد"، إن "التفجير يمثّل خرقاً كبيراً لملف الموصل الأمني، وإنه يستدعي إعادة النظر بالخطط الأمنية، ويتطلب دعماً حكومياً لأجهزة أمن الموصل لفرض سيطرتها"، مؤكداً أنّ "قيادة العمليات تنفذ الخطط المطلوبة التي تستطيعها، وكانت قد قدمت مقترحات إلى الجهات العليا لضبط الملف الأمني، لكنها أهملت".
وأوضح أن "من بين المقترحات زيادة عدد القوات الأمنية، من خلال إعادة المنتسبين والمفصولين من الشرطة في المحافظة، وإعادة تهيئتهم لدعم الملف الأمني، فضلاً عن دعم القوات الأمنية بـ(k 9) للقيام بعمليات التفتيش"، مبيناً أنّ "جميع مقترحاتنا أهملت ولم نحصل على أي دعم".
وحذر من "مغبّة إهمال الملف الأمني من الجهات العليا، وعدم توفير الدعم المطلوب، ما يعني تسجيل انتكاسات أخرى في المحافظة".
ويحذّر مسؤولون محليون في الموصل من ضياع جهود تحرير المحافظة، من خلال ترك الثغرات فيها، التي ينفذ منها عناصر التنظيم لتنفيذ أعمال العنف.
وقال القيادي في تحالف النصر عن الموصل عبد الرحمن الشمري، لـ"العربي الجديد": "لا يمكن استمرار إهمال الملف الأمني للموصل بهذا الشكل"، مبيناً أنّ "المحافظة توجد فيها ثغرات كبيرة، وجيوب في المناطق الصحراوية لم يتم القضاء عليها بعد".
وأشار الشمري إلى أن "كل ذلك يتطلب دعماً حكومياً، وتعزيزاً لقدرات القوات الأمنية في المحافظة، للحفاظ على أرواح أبنائها، والحفاظ على المنجز الأمني الذي تحقق بتحرير المحافظة".
يشار إلى أنّ القوات العراقية لم تستطع حتى الآن، القضاء على جيوب تنظيم "داعش" في المحافظة، ما تسبب بتسجيل أعمال عنف شبه مستمرة فيها.