أمير الكويت يقرع جرس الإنذار: حصار قطر أزمة محفوفة بالمخاطر

24 أكتوبر 2017
أمير الكويت دعا إلى الالتزام بـ"النهج الهادئ" بمعالجة الأزمة(الأناضول)
+ الخط -



رفع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الصوت عالياً هذا الصباح، وقرع جرس الإنذار، منبهاً إلى المخاطر التي تتهدّد وجود مجلس التعاون الخليجي من جراء التصعيد في مواقف دول حصار قطر (السعودية والإمارات على وجه التحديد)، ورفض الوساطات والحوار من أجل إيجاد حل للأزمة التي تتفاقم منذ فرض الحصار البري والجوي ضد قطر في الخامس من يونيو/حزيران الماضي.

والأمر الخطير هنا هو إعلان أمير الكويت، الذي يتابع شخصياً الوساطة، أنّ الأزمة "وخلافاً لآمالنا تحمل في جنباتها احتمالات التطور"، الأمر الذي يحيل على ما كشفه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في البيت الأبيض بمعية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في السابع من سبتمبر/أيلول الماضي، حول نجاح مساعيه في وقف الخيار العسكري ضد قطر، وبذلك أماط اللثام عن مخطط كانت تعمل عليه دول الحصار الأربع (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، من أجل هجوم عسكري على قطر بهدف إسقاط الحكم فيها، وإخضاعها بالقوة العسكرية، بعدما رفضت الإملاءات والشروط الـ13، التي تقوض السيادة والقرار المستقل، وخصوصاً حرية الإعلام.

الخيار العسكري لم يحصل بالمعنى المادي، ولكن مفاعيل الحصار لم تختلف ولم تقل من حيث النتائج السلبية عن أي حرب أخرى، إذ واجهت الدوحة أزمة غذائية حادة استمرت عدّة أيام، ووصلت إلى إغلاق السعودية للمعبر البري، ومنع تصدير حليب الأطفال والمواد الأولية في شهر رمضان، وقد شخّص أكثر من مسؤول قطري الوضع بأنه عبارة عن "حرب بلا دماء".

ورغم قسوة الحصار تمكنت قطر من احتواء الآثار المباشرة بسرعة، ولكن ذلك لم يكن مبعث ارتياح لدى الذين افتعلوا الأزمة وأشعلوا فتيلها من أبوظبي، عبر اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، ليلة الثاني والعشرين من مايو/أيار الماضي، فهؤلاء كانوا يريدون الذهاب بعيداً، ولذا ظلوا يعملون على كل ما يمكنهم من إلحاق الأذى بقطر التي لا تزال تتصرف بحكمة وهدوء ومن منطلق مواجهة التدخلات الخارجية بما تملكه من رصيد سياسي ومعنوي خاص وعلاقات عربية ودولية ورأي عام يساند حقها في رفض الإملاءات، التي تستهدف النيل من سيادتها وسياساتها العربية والدولية المستقلة، ومن ذلك استقلالية وسائل الإعلام.

حديث أمير الكويت يأتي بعد أن فشلت زيارته الأخيرة إلى الرياض في السادس عشر من الشهر الحالي، وكان هدفها تبريد الأزمة من أجل عقد قمة مجلس التعاون في موعدها المقرر في نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، ولكنه فوجىء بطلب الرياض نقل القمة إلى السعودية وعقدها من دون حضور قطر، وهو الأمر الذي رفضه أمير الكويت، واعتبره مدخلاً لـ"انهيار مجلس التعاون الخليجي سيكون انهياراً لآخر معاقل التعاون العربي"، كما قال في خطابه صباح اليوم.

وحسب مصدر خليجي رفيع المستوى، فإنّ المسؤولين السعوديين أبلغوا أمير الكويت رفضهم للحوار والوساطة، وأن استراتيجتهم تعتمد على حصار طويل المدى، وهو نفس ما أبلغوا به وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، الذي زار الرياض والدوحة خلال اليومين الماضيين، وعبّر في مؤتمر صحافي، مساء الأحد، عن خيبة أمله من عدم تجاوب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع مساعيه.

وأفاد المصدر الخليجي بأن الإصرار على مواصلة سياسة الحصار والتحريض والافتراء ضد قطر متواصل، إلى حد أن دول الحصار رفضت وقف الحملات الإعلامية، وصعدت منها خلال زيارتي أمير الكويت وتيلرسون للرياض.

كان كلام أمير الكويت هذا الصباح معبراً جداً، حينما دعا إلى الالتزام بـ"النهج الهادئ" في معالجة الأزمة، إذ إن "التاريخ والأجيال لن تسامح من يقول كلمة واحدة تساهم في تأجيج الخلاف الخليجي"، على حد تعبيره.