ومع الحديث عن محاولات تقديم محافظ البصرة أسعد العيداني كمرشح لرئاسة الحكومة، توافد المئات نحو ساحات التظاهر في تلك المحافظات، والتي بلغت ذروتها في المحافظات الجنوبية، وقطع محتجون في محافظة كربلاء شارع الضريبة، وسط المدينة، خلال تظاهرة غاضبة رفعوا خلالها لافتات ترفض ترشيح العيداني، أو أي شخصية متحزبة أخرى.
وخلال التظاهرة، هاجم ملثمون مجهولون المتظاهرين وطعنوا عدداً منهم بسكاكين، وتمكنوا من الفرار، كما شهدت المدينة مسيرات احتجاجية جابت شوارعها رفضا لأي مرشح متحزب.
وفي الديوانية (مركز محافظة القادسية)، التي شهدت، ليل أمس، حرقاً لعدد من مقار الأحزاب والمليشيات، احتجاجاً على عمليات القتل والاختطاف التي تطاول المتظاهرين، تجددت مساء اليوم التظاهرات في المدينة. وأقدم متظاهرون على حرق مكتب مليشيا "سيد الشهداء" في حي العروبة بالديوانية، فيما حاول عناصر الأمن تفريق المتظاهرين بقنابل الغاز.
وردد المتظاهرون شعارات غاضبة، وطالبوا بالقصاص العادل من قتلة الناشطين، ومن الجهات التي تساندهم، والتي تسكت عن جرائمهم.
وشهدت محافظة ذي قار ومركزها مدينة الناصرية، تظاهرات حاشدة، وسط انتشار أمني مكثف، ودعا المتظاهرون إلى الكشف عن قتلة الناشطين ومحاكمتهم، محملين الحكومة مسؤولية عدم اتخاذ إجراءات تحد من تلك الجرائم المستمرة، فيما قطع متظاهرون ببلدة البطحاء بالمحافظة 3 جسور حيوية بالبلدة بإطارات أضرموا النيران فيها، ورفعوا صورا للعيداني كتب عليها (مرفوض بأمر الشعب) و(لا لمرشحي الأحزاب).
وفي محافظة المثنى، ومركزها مدينة السماوة، وبعد توافد مئات من المتظاهرين، شهدت المدينة تظاهرات واسعة، فيما أغلق المئات من متظاهري بلدة الخضر في المحافظة مبنى قائممقاميتها، وسط غضب شعبي وهتافات برفض محاولات الأحزاب فرض إرادتها من خلال تقديم مرشحين لرئاسة الحكومة.
كما شهدت محافظات البصرة والنجف وميسان وبابل، تظاهرات حاشدة، وقطع لعدد من الطرق، وسط إجراءات وانتشار أمني مشدد.
وشهدت ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد أيضا، تظاهرات مماثلة، حيث عبر متظاهرون عن رفضهم لمحاولات تدوير وجوه الأحزاب السياسية من جديد.
ووسط محاولات الأحزاب الالتفاف على مطالب المتظاهرين، والتمسك بما تعتبره "حقاً لها" بتقديم مرشحين لرئاسة الحكومة، يؤكد سياسيون أن تلك الكتل والتحالفات تقف ضد إرادة الشعب.
وقال رئيس كتلة الوطنية البرلمانية، النائب كاظم الشمري: "نستغرب إصرار تحالف البناء على ترشيح أسعد العيداني"، مبيناً في تصريح له نشره على صفحته على موقع التواصل فيسبوك، أن "الكتل السياسية تحاول الوقوف بوجه الشعب بترشيح شخصية أخرى لرئاسة الوزراء".
وأكد الشمري أنها "صفقة وضحت معالمها"، داعياً العيداني إلى "الاهتمام بمحافظته المنكوبة (البصرة) وإعادة حقوقها المغتصبة، وعدم الترشح وفاء لدماء الشهداء ومطالب المتظاهرين".