غوتيريس: الأمم المتحدة ملتزمة بالقضية الفلسطينية وحل الدولتين ما زال ممكناً

16 يناير 2018
غوتيريس: نتفهّم الإحباط ومعاناة الفلسطينيين (إدواردو مينوس ألفاريس/Getty)
+ الخط -

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الثلاثاء، أن المنظمة الأممية "ما زالت ملتزمة بالقضية الفلسطينية وقضية اللاجئين، وتحقيق السلام والعدل للفلسطينيين"، مشددا على أن "حل الدولتين ما زال ممكنا على الرغم من التحديات على الأرض وتوسع الاستيطان". 

وخلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وردّاً على سؤال لـ"العربي الجديد" حول الرسالة التي يمكن أن يوجهها للشعب الفلسطيني بعد مرور 70 عاما على النكبة، و"لماذا على الفلسطينيين أن يثقوا في المجتمع الدولي الذي خذلهم في أكثر من مناسبة؟" قال غوتيريس "نحن نتفهّم الإحباط ومعاناة الفلسطينيين، ونؤكد على التزامنا بحل الدولتين، ونعارض أي خطوات أحادية يتم اتخاذها، بما فيها قضية المستوطنات. ندرك أننا (كأمم متحدة) لا يوجد لدينا المقدرة على أن نحل جميع المشاكل، ولكن نؤمن أنه عندما نعرف الحل علينا أن نحارب من أجله. وخلال خبرتي في عملي، كثيرون اعتقدوا أن الحل في تيمور الشرقية غير ممكن، ولكن في النهاية توصلنا إلى حل. علينا ألا نفقد الأمل. إن حل الدولتين ما زال ممكنا على الرغم من التحديات على الأرض وتوسع الاستيطان".

وفي ما يخص وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتقليص الولايات المتحدة دعمها المادي، قال "أشعر بالقلق الشديد، وأتمنى أنه في نهاية المطاف ستتمكن الولايات المتحدة من الاستمرار في دعمها لـ"أونروا". علينا أن نذكر أن "أونروا" ليست وكالة فلسطينية، بل هي تابعة للأمم المتحدة تم تأسيسها بموجب قرار أممي. تقدم خدمات أساسية ومهمة للاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي الأردن وسورية ولبنان، وهذه الخدمات ذات أهمية ضرورية من الناحية الإنسانية… نحن نشعر بقلق في هذا السياق".

 

وشدد غوتيريس أيضاً على أن خدمات (أونروا) مهمة كذلك من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وهذه ليست رؤيتي وحدي، بل رأي خبراء دوليين، وحتى إسرائيليين. عدم الاستمرار في تقديم الخدمات المتعلقة بوكالة (أونروا) سيخلق مشاكل جدية". وأضاف "سنعمل كل ما بوسعنا للحيلولة دون الوصول إلى وضع من هذا القبيل". 

وبشأن التحركات لتقديم قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يتم الإعلان من خلاله القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، أوضح أن "هذا أمر يعود للجمعية العامة والدول الأعضاء، وليس مكتب الأمين العام. الدول الأعضاء يمكنها تبني أي قرار ترى أنه ضروري لأهدافها. نحن ملتزمون بحل الدولتين دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، والقدس عاصمة للدولتين". 

وفي سياق متصل حول ميزانية الأمم المتحدة، عموما أكد أن "التقليص الذي حدث من قبل الولايات المتحدة أو غيرها من الدول لم يمس الميزانية العامة للأمم المتحدة.. الميزانية العامة لم يتم تقليصها، بل المساعدات الإضافية وأمور متعلقة". 

وفي الملف السوري، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن "التطورات الميدانية تؤكد مجددا أن الحل في سورية يجب أن يكون عن طريق المفاوضات بين السوريين"، مشدداً "علينا أن نعمل كل ما بوسعنا للضغط على الأطراف ذات النفوذ من أجل أن يحدث تقدم. تم تحديد لقاء جديد في جنيف، أو بالقرب منها، ونأمل أن يكون مثمرا". 

وذكر المسؤول الأممي أنه "بعد كل هذه السنوات من القتال في سورية أصبح واضحا أن الحل الوحيد ليس عسكرياً".  

وردا على سؤال حول دور بشار الأسد في أي حل للأزمة السورية، قال "لقد أكدنا مرارا على ضرورة أن يكون القدوم إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة. وكل الأمور العالقة حول الانتخابات والدستور والحكومة الانتقالية هي أمور مهمة، وعلى الأطراف السورية الاتفاق بشأنها من خلال المفاوضات".

وذكر غوتيريس، في ما يخص كوريا الشمالية، أنه "يمكن الحيلولة دون وقوع الحرب، لكن غير متأكد من أنه يمكننا تحقيق السلام. ولذلك قمنا بتكثيف مجهوداتنا في هذا الإطار. الآن توجد إمكانية جدية، وعلينا أن نستغلها، وأعتقد أنه يمكننا منع وقوع حرب، ولكن من الضروري ألا نفوت هذه الفرصة وأن نحقق السلام". 

كما أكد ضرورة "اتحاد المجتمع الدولي من أجل حل المشاكل التي يواجهها العالم"، محذراً من "تدهور الوضع في الشرق الأوسط وشبه القارة الكورية، وقضية المناخ"، ومشددا على أهمية "الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي".