إيران تنفي الحوار السرّي مع السعودية... وترفض مفاوضة الولايات المتحدة

طهران

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
16 ديسمبر 2019
C56A2F6A-DCCE-4F4E-9452-FE5D60F310B0
+ الخط -
خرجت تصريحات من العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الاثنين، من شأنها أن تنهي التكهنات الراهنة بشأن احتمال حدوث اختراقات في التوترات بين إيران وكلّ من السعودية والولايات المتحدة الأميركية، إذ نفت وزارة الخارجية الإيرانية وجود أي حوار سريّ بين طهران والرياض، مؤكدة أن الحوار معها لا يتجاوز قضايا الحج والعمرة، في وقت أكد مستشار المرشد الإيراني للصناعات الدفاعية، حسين دهقان، أن موقف بلاده من التفاوض مع واشنطن لم يتغير، مشيراً إلى أن "لا تفاوض" معها.
وجاء نفي الخارجية الإيرانية لوجود أي حوار مع السعودية تعليقاً على تقارير إعلامية غربية، منها تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أمس الأحد، حول وجود مفاوضات سرية بين طهران والرياض لإنهاء التوتر بينهما، وهي تقارير تعززت القناعة بصحتها بعد دخول الوساطة بين الطرفين مرحلة جديدة، بعد زيارة وزير الخارجية العماني لطهران في وقت سابق من الشهر، وزيارة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان للسعودية، أول أمس السبت، بغرض التوسط بين البلدين، إلا أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي نفى، اليوم الاثنين، خلال مؤتمره الصحافي، صحة تلك الأنباء والتوقعات، ليؤكد بذلك ألا اختراق في التوتر الراهن.
وفي الوقت ذاته، أشار إلى أن هناك دولاً تسعى لإطلاق حوار بين طهران والرياض "لإزالة التوتر"، معلناً عن ترحيب بلاده بهذه الجهود، متهماً السعودية بممارسة "سلوك مزدوج"، داعياً إياها إلى تغيير هذه السياسة، مشيراً إلى أن هذا السلوك والتصريحات السعودية "لا تتناسب مع روح التوجه الذي اتخذناه نحن، أو اتخذته دول أخرى في المنطقة بحسن نية".
ودعا المتحدث الإيراني الرياض إلى "البحث عن أمن المنطقة من داخلها، ومصافحة يد الصداقة التي مدتها إيران لها ولدول أخرى لاستتباب الاستقرار"، معتبراً أن "دعوة الأجانب إلى المنطقة وتكديس الأسلحة الأجنبية، وخصوصاً الأسلحة الغربية فيها، لن يحسن الأوضاع وسيزيدها سوءاً".
كما عرّج موسوي على الأوضاع في العراق والاتهامات لبلاده بالتدخل في شؤونه، نافياً صحتها، ليقول "إننا لم ولن نتدخل في شؤون العراق، ونأمل أن يعود الاستقرار إليه"، معتبراً أن "الأحداث التي يشهدها العراق ليست في مصلحة شعبه". وقال إن "هناك أيادي وجهت التطورات ضد إيران، وخصوصاً في النجف"، معرباً عن أمله في أن "يعود الأمن للعراق"، معلناً أن بلاده مستعدة للتعاون في ذلك مع الحكومة العراقية.

وفي ما يتعلق بتطورات الاتفاق النووي، تشير تصريحات موسوي إلى أن لا اختراق في هذا الملف أيضاً، ليعلن أن طهران تدرس حالياً خطوات المرحلة الخامسة لتقليص تعهداتها النووية، التي يفترض أن تنفذها في السادس من الشهر المقبل، بعد انتهاء مهلة الستين يوماً الرابعة، بحال ظلت الأطراف الأوروبية غير متجاوبة مع الشروط الإيرانية، المتمثلة في تسهيل بيع النفط والمعاملات البنكية على ضوء الحظر الأميركي.
وقال موسوي: "ما زالت فرصة" للأطراف الأوروبية للقيام بتعهداتها، معرباً عن أمله في أن تنجز هذه الأطراف التزاماتها "بشكل جاد خلال المدة المتبقية".
وتعليقاً على وقف روسيا تعاونها مع إيران في منشأة "فوردو" النووية، قال موسوي: "قناعتنا أن ذلك لا يعني انسحاب روسيا من التعاون مع إيران"، مشيراً إلى أن السبب "تقني"، مع التأكيد على أن "التقنيين الروس والإيرانيين يدرسون الموضوع حالياً".
وكانت شركة "روس آتوم"، التابعة للحكومة الروسية، قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري، وقف عملها في منشأة "فوردو" لإنتاج النظائر المستقرة لأغراض طبية. وجاءت الخطوة بعد إنهاء واشنطن إعفاءاتها من العقوبات على "فوردو".


التفاوض مع واشنطن

وفي ما يتعلق بالزيارة المرتقبة لروحاني إلى اليابان، التي قالت مصادر إعلامية إيرانية، في وقت سابق، إنها ستكون في التاسع عشر من الشهر الجاري، قال موسوي إن التخطيط لهذه الزيارة في مراحله الأخيرة، لكنه قال إن روحاني سيزور ماليزيا خلال الأيام المقبلة.

وتعليقاً على الأنباء التي تتحدث عن ضوء أخضر أميركي لليابان لاستقبال روحاني، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن إيران واليابان "دولتان صديقتان"، وإن الزيارة تأتي رداً على زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لطهران في إبريل/نيسان الماضي، مشيراً إلى أن "علاقات إيران مع الدول الأخرى ليست لها علاقة بأطراف ثالثة"، معرباً عن أمله في "ألا يربط الأصدقاء علاقاتهم مع إيران بأضواء خضراء أو حمراء أو صفراء لدول أخرى".
من ناحيته، كشف نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الإثنين، في كلمة له في منتدى تنمية العلاقات التجارية بين إيران واليابان، المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران، أن روحاني سيزور طوكيو يوم الجمعة المقبل.
وقال عراقجي إن الزيارة تستغرق يوماً واحداً، وستكون أجندتها مضغوطة، مشيراً إلى أنها تأتي في سياق المصالح الثنائية للبلدين.
واعتبر أن السياسة الخارجية اليابانية "ذكية" و"شجاعة"، قائلاً في الوقت نفسه "إنهم حلفاء لأميركا وهذا لا يعنينا، لكن هذا التحالف له ملاحظات ومقتضيات".

وفيما راجت توقعات خلال الأيام الماضية بأن الزيارة لليابان لها علاقة بالتفاوض مع الإدارة الأميركية، الذي تسعى أطراف وسيطة عدة، منها اليابان، إلى إطلاقه، وخصوصاً أن الزيارة تأتي بعد صفقة تبادل سجناء بين طهران وواشنطن، إلا أن مستشار المرشد الإيراني للصناعات الدفاعية حسين دهقان، نفى أن تكون الزيارة بغرض التحضير للتفاوض مع الإدارة الأميركية، قائلاً: "لن نتفاوض مع الأميركيين... لا نثق بترامب وبالإدارة الأميركية الراهنة".
وأضاف دهقان، في تصريحات أوردتها وكالة "إيسنا"، أن تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية "لا يعني الدخول في التفاوض مع أميركا"، مؤكداً أن "ما تصبو إليه أميركا وتعبّر عنه لن يحدث".

من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، خلال مؤتمره الصحافي اليوم الإثنين، أن زيارة روحاني "غير مرتبطة بالتفاوض مع أميركا"، مع ذلك، كشف أن "أصدقاءنا اليابانيين لديهم مقترحات ومبادرات ونحن ندرسها".

والجدير بالذكر أن اليابان تعتبر إحدى القنوات الوسيطة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وزيارة آبي إلى طهران، التي كانت أول زيارة لرئيس وزراء ياباني لإيران منذ قيام الثورة الإسلامية فيها، عام 1979، جاءت في هذا السياق بالأساس، لكنها أخفقت في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، لكن زيارة روحاني من شأنها أن تفعّل الوساطة اليابانية بالنظر إلى المعطيات الجديدة.
وتعليقاً على تصريحات أميركية جديدة بأن العقوبات على إيران تمثل "بدائل الحرب"، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "العقوبات ليست بديلة عن الحرب، بل هي الحرب نفسها"، قائلاً إن واشنطن، بعد انسحابها من الاتفاق النووي، "أرادت من خلال ممارسة الضغط الأقصى الحصول على ما لم تحصل عليه في الاتفاق". وقال إنه "على عكس ما تقوله أميركا، إن العقوبات لا تشمل الدواء والغذاء إلا أنها تمنع استيرادهما"، مؤكداً أن "لا حل" للتوتر الراهن، "إلا بعد عودة أميركا إلى الاتفاق النووي".



وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، قد قال، أول أمس السبت، على هامش مشاركته في "منتدى الدوحة" الـ19، إن العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران وكوريا الشمالية "هي بدائل الحرب"، معتبراً أنها "مجدية وتمثل بديلاً عن الخيار العسكري". وقال منوتشين إن بلاده مستعدة لرفع هذه العقوبات عن إيران، إذا ما التزمت هي بـ"الشروط الضرورية" الأميركية.

وفي سياق حديثه عن الأوضاع الداخلية، ردّ المتحدث الإيراني على دعوات إصلاحية وأصولية لاستقالة روحاني، وسط أصوات معارضة من التيارين نفسيهما، على خلفية سوء الوضع الاقتصادي، الذي فجّر خلال الشهر الماضي احتجاجات واسعة في البلاد، قائلاً إن "استقالة الحكومة ليست مطروحة"، مؤكداً أن الحكومة "ملتزمة بتعهدها للشعب حتى اليوم الأخير من ولايتها". ونفى ربيعي صحة قول الناشط الإصلاحي عباس عبدي إن النائب الإصلاحي للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، ووزراء آخرون يميلون لاستقالة روحاني، مؤكداً أن جهانغيري "ليست لديه هذه الفكرة".

ذات صلة

الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
الصورة
مبنى تعرض للقصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، 26 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

أطلق الاحتلال الإسرائيلي اسم "ترتيب جديد" بعد إعلانه اغتيال حسن نصر الله ملوحاً بالتصعيد أكثر في لبنان وموجهاً رسائل لإيران وحركة حماس
الصورة
يهود إصلاحيّون يطالبون من أمام الكونغرس بوقف دعم إسرائيل عسكرياً (العربي الجديد)

سياسة

اجتمع الثلاثاء أكثر من 50 يهودياً إصلاحياً مع أعضاء الكونغرس في الكابيتول هيل، للضغط من أجل فرض حظر على تصدير الأسلحة للجيش الإسرائيلي، ووقف تمويل إسرائيل
الصورة
دبابة إسرائيلية تسير على طول الحدود مع قطاع غزة 7 أغسطس 2024 (أمير ليفي/Getty)

سياسة

قال مسؤلون أميركيون رفيعو المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع إنهم لا يتوقعون أن تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس بايدن.