مصر: مقتل ضابط وجنديين وإصابة 15 آخرين بسيناء

12 ديسمبر 2015
قوات من الشرطة طوّقت مكان الهجوم (Getty)
+ الخط -

قتل ضابط وجنديان وأصيب أربعة آخرون إثر استهداف مدرعة للجيش المصري، صباح اليوم السبت، بعبوة ناسفة قرب كمين الماسورة، جنوب غرب مدينة رفح، بمحافظة شمال سيناء، شرقي مصر.

وأفادت مصادر طبية، لـ"العربي الجديد"، عن نقل جثث القتلى لمستشفى العريش المركزي.

وقالت مصادر قبلية إن 10 جنود من الشرطة المصرية على الأقل أصيبوا في حادث آخر  بمنطقة بئر الحفن، جنوب مدينة العريش. ونشرت مواقع مقرّبة من تنظيم "ولاية سيناء" خبر مسؤوليته عن الحادثين، بالإضافة لعملية قنص جندي بكمين الخروبة بالقرب من مدينة الشيخ زويد.

وأكد شهود عيان أن كاسحة ألغام فجّرت، صباح اليوم، أثناء تمشيطها لمناطق غرب مدينة رفح المصرية، شمال شرقي مصر.

يشار إلى أن القوات المسلحة المصرية تنتهج استراتيجية جديدة لتقليل خسائرها المتزايدة في الفترة الأخيرة، جراء العبوات الناسفة التي يزرعها مسلحون يعتقد انتماؤهم لتنظيم ولاية سيناء، عبر استخدام كاسحات الألغام.

وفي السياق نفسه، قال شهود عيان إن "الكمائن والحواجز الأمنية الموجودة بمناطق رفح والشيخ زويد لم تتوقف عن إطلاق القذائف المدفعية وإطلاق النار من الأسلحة الرشاشة طوال صباح اليوم".

وقالت مصادر أهلية بمدينة الشيخ زويد، إن انفجاراً وقع داخل المدينة أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بينهم طفل، ولم تُعلم طبيعة الانفجار، إلا أن الأهالي تحدثوا عن عبوة ناسفة.

ويذكر أن عشرات المدنيين قتلوا وأصيبوا جراء انفجارات مماثلة لعبوات ناسفة طوال فترات الاشتباكات بين المسلحين والأجهزة الأمنية التي تشن حملات موسعة تحت عنوان "حق الشهيد" بهدف القضاء على "الإرهاب".

تفجير المدرعة

وكانت مصادر قبلية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق من اليوم، وقالت إن "مجهولين يعتقد انتماؤهم لتنظيم ولاية سيناء المسلح، استهدفوا المدرعة خلال سيرها بالقرب من الكمين العسكري، وأسفر ذلك عن تفجير المدرعة العسكرية، فقتل 3 عسكريين على الفور، بينما أصيب 4 آخرون على الأقل. وفور وقوع الانفجار طوّقت قوات من الجيش والشرطة ‏موقع الحادث، وهرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين".

من جهته، قال مصدر أمني بشمال سيناء، إن قوات الجيش والشرطة حاصرت منطقة التفجير، بالتزامن مع حملة تمشيط موسّعة للمنطقة، للبحث عن منفذي العملية، فيما يقوم خبراء المفرقعات ‏بتمشيط الطريق تحسباً لوجود عبوات ناسفة أخرى.

اقرأ أيضاً: مستشفيات سيناء... مقرات حربيّة لا طبيّة

وكان تنظيم "ولاية سيناء" المسلح، قد أعلن مسؤوليته عن استهداف 6 مدرعات تابعة لقوات الجيش والشرطة، وقنص جنديين خلال 24 ساعة، منذ الخميس الماضي، في مناطق مختلفة من محافظة شمال سيناء، شرقي مصر، في ظل استمرار تصريحات المتحدث العسكري المصري عن تحقيق سيطرة لقوات الجيش على مناطق رفح والشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، شرقي مصر.

ويرى مراقبون أن العمليات العسكرية التي تستهدف قوات الجيش والشرطة في مناطق شرق سيناء قد زادت وتيرتها خلال الشهر الجاري، حيث تعتبر تطوراً نوعياً، في إشارة إلى مدى جدوى العمليات الأمنية التي يقوم بها الجيش في تلك المناطق.

ومن جانب آخر، أكد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن المتحدث العسكري ما زال يمارس الكذب والتدليس لتبرير قتله المدنيين، مستشهدين بتصريح الأخير عن استهداف سياريتن لمسلحين يوم الأحد الماضي، حيث أكدوا أن ما حدث هو قصف سيارة نقل مدنية ومقتل سائقها.

كما نشر النشطاء صوراً لبيانات المتحدث العسكري التي تؤكد اعتقال المواطن عماد يوسف زريعي أثناء إحدى الحملات الأمنية، وصوراً أخرى بتاريخ لاحق تُظهر تصريح النيابة العامة بدفن المواطن نفسه، في إشارة لعمليات التصفية الجسدية خارج إطار القانون التي يمارسها الجيش ضد المدنيين العزّل.

بينما اشتكى أهالي سيناء المصرية، وخاصة سكان مدينتي الشيخ زويد ورفح، من معاناة كبيرة، على خلفية الحملة العسكرية المصرية، وهي ‏لم تكن الأولى التي تُشن بشكل موسّع منذ الدفع بقوات إضافية إلى سيناء للغرض ذاته.

ومع تزايد الحملات الموسّعة، لم تنجح ‏أي منها في تنفيذ أهدافها، أي القضاء على الجماعات المسلّحة، وعلى رأسها تنظيم "ولاية سيناء"، وتكون أغلب تلك الحملات ‏العسكرية موجّهة على أرض الواقع إلى أهالي سيناء من المدنيين، فيسقط العديد منهم قتلى وجرحى.

اقرأ أيضاً: "ولاية سيناء" يتبنى تفجير 6 مدرعات مصرية